رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مصر الرائدة».. خطوات الدولة لصناعة لقاحات كورونا وتوريدها لأفريقيا

سينوفاك
سينوفاك

بدأت رحلة مصر في التلقيح المضاد لكورونا المستجد من العاشر من ديسمبر الماضي، عقب وصول أول شحنة لها من لقاح سينوفارم الصيني- هدية من دولة الإمارات بالاشتراك مع الشركة الصينية- لتدخل في إطار التجارب السريرية للقاح بعد اعتماده من منظمة الصحة العالمية، ومن هذا اليوم توالت الدفعات التي اتفقت على شرائها.

كما دشنت وزارة الصحة والسكان بوابة إلكترونية لتسجيل المواطنين الراغبين في الحصول على اللقاح، بياناتهم وتباعًا بدأوا في الحصول عليها، وكانت الأولوية للأطقم الطبية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

تجاوز عدد الحاصلين على اللقاح المليون مواطن 

وحسب آخر إحصاء صادر عن قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية في الثامن عشر من الشهر الجاري، فوصل عدد المسجلين الراغبين في التطعيم وصل إلى حوالي 2,700,000 سواء من الفرق الطبية والمواطنين والأجانب المقيمين في مصر، والعدد في تزايد بشكل يومي، وعدد من تلقوا الجرعة الأولى من التطعيم فعلياً حتى الأن 1,093,381، وعدد من تلقوا الجرعة الثانية من التطعيم فعلياً حتى الآن 236,745 شخصا.

لكن اليوم نحن على أعتاب محطة جديدة مع التلقيح وحماية المصريين من كورونا، حيث استقبلت وزارة الصحة والسكان شحنة المواد الخام من لقاح كورونا، لبدء تصنيع " سينوفاك"، من خلال الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية «فاكسيرا»، ومن المتوقع أن تنتج الدولة أكثر من مليوني جرعة نهاية الشهر المقبل، وتتوالى الشحنات تباعا ليصل حجم الجرعات المُقرر تصنيعها في مصر إلى 40 مليون جرعة، وبذلك تصبح مصر مركزا لتصدير لقاح كورونا في إفريقيا.

وفي سياق ذلك، تساءل الكثير حول لماذا اختارت مصر سينوفاك الصيني لتصنيعه وما أهمية تلك الخطوة؟ ما جعلنا نتواصل مع الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء والأوبئة لمعرفة السبب.

وقال عنان في تصريح لـ"الدستور" إن جنحت مصر للقاحات الصينية دون غيرها، وذلك لعدة أسباب أهمها تشير إلى أن  شركتي "سينوفارم" و"سينوفاك" الصينيتين المنتجتان للقاحات، تُعدان من أوائل الشركات في العالم التي بدأت التجارب السريرية العام الماضي في محاولة للقضاء على الوباء، وأثبتا نجاحًا في نسب الشفاء والوقاية.

 وأضاف عنان أن من الناحية اللوجيستية فهما ملائمين لظروف مصر وبيئتها، فيمكن حفظ اللقاحين في ثلاجات عادية، بجانب سعرهما الاقتصادي، كما تصل نسبة نجاحهما إلى 86%، فيما تصل مدة الحفظ إلى 6 أشهر.

وتابع: "أما بالنسبة للقاح "فايزر - بيونتيك" الأمريكي يحتاج لمتطلبات لوجيستية عالية، إذ يجب أن يُحفظ في درجة حرارة شديدة البرودة (من 70 إلى 80 درجة مئوية تحت الصفر)، وهو ما يحتاج إلى إجراءات وبنية تحتية مختلفة نسبيا، علاوة على ما يمثله من صعوبة بالغة في النقل والحفظ. ومن هنا، طبيعي ألا تلجأ دول المناطق الدافئة مثل الشرق الأوسط إليه، وبالتالي قد تلجأ للقاحات آخر لا تتطلب مثل هذه اللوجيستيات، قد تكون الصينية أو الروسية".

الجدير بالذكر أنه خلال الفترة الماضية، دخل قرابة 17 لقاحا صينيا في طور الأبحاث الإكلينيكية لإنتاج مزيد من لقاحات كورونا. ووفقًا للسفير الصيني، فإن أكثر من 100 ألف شخص حول العالم شارك في التجارب السريرية لتلك اللقاحات، كما منحت أكثر من 60 دولة بالعالم بلاده ترخيص الاستخدام الطارئ، لافتًا إلى أن الحكومة الصينية تولي اهتمامًا كبيرًا بمأمونية وفاعلية.

جدير بالذكر أن مصر من خلال اتفاقية "كوفاكس"، ستتلقى على مدار العام الحالي 40 مليون جرعة لقاح، بالإضافة إلى 60 مليون أخرى ليصل العدد الإجمالي إلى 100 مليون لتطعيم جميع المصريين، من خلال لقاحات "سينوفارم" و"سينوفاك" الصينيان، و"أسترازينكا" وهو إنتاج سويدي بريطاني، و"سبوتنيك V" الروسي، والأخير تعاقدت مصر على تصنيعه محليًا أيضًا، في إطار العلاقات القوية بين القاهرة وموسكو، فضلًا عن أنها من وراء تلك الخطوة تخطط لضمان تلبية احتياجات السوق المحلي من اللقاحات وزيادة فرص الاستثمارات، تمهيدًا للتصدير إلى الدول الإفريقية.