رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فوزها بجائزة ساويرس.. «الزوجة المكسيكية» حين تعرف قيمة «الظل»

 الدكتور إيمان يحيي
الدكتور إيمان يحيي

نادرة جدا هذه الروايات التي كتب تحت تأثير روايات أخرى أو متماسة معها، ورواية "الزوجة المكسيكية" للروائي الدكتور إيمان يحيي الصادرة عن دار "الشروق" للنشر والتوزيع تأتي في مقدمة هذه الروايات فهي ليست رواية عابرة، خصوصا أنها تبعث الروح في أديب كبير لا يتكرر هو يوسف إدريس وتعيد قراءة بل وتقدم قراءة جديدة لرواية "البيضاء"، فأغلب من قرأؤها تعاملوا معها على أنها رواية سياسية ورغم أننا لا ننفي ذلك لكن إيمان يحيى قدمها بما تحمله من رومانسية وعلاقة حب وزواج لا تتكر كثيرا خصوصا إذا كان الزوج بحجم يوسف إدريس والزوجة بحجم روث ريفييرا ابنة الفنان التشكيلي المكسيكي الشهير "ريفييرا".

والرواية لا تمر مرور الكرام على فترة نهاية الخمسينيات بل تعيد قراءتها وتطرح الكثير من النقاط الهاة سواء في حياة إدريس أو في علاقة الفنان والكاتب عموما بواقعه من خلال بحث كبير قام به المؤلف كي يصل إلى أكثر التفاصيل دقة في حياة هذه الزيجة التي لم يكن اغلب الناس تعرفها قبل صدور الرواية، فهي ليست رواية حمل اكتشافا عن زوجة مكسيسة وإنما هي رواية كتبت عن رواية أخرى وليست الأخيرة لأي أديب وإنما ليوسف إدريس، أو قل إنها رواية كتبت من داخل رواية وهو ما جعله اقترح تسميتها برواية "ظل البيضاء"، ولكن قلت لنفسي أي ظل هذا الذي أتحدث عنه والرواية تمد جذورها ثابتة في أرض الرواية العربية بعيدا عن "البيضاء".

وبالرغم من ذلك لم يتخلى إيمان يحيى عن الظل فالظاهر أنها رواية وهذه حقيقة لكن في الظل ثمة تحقيق صحفي تاريخي بذل فيه جهدا كبيرا خصوصا مع غياب المصادر وندرتها، والظاهر أنها رواية عن رواية ولا ننفي ذلك لكنها أيضا رواية مستقلة بذاتها تقرأ حتى دون الرجوع لـ"البيضاء"، والظاره أنها رواية تتحدث عن قمة حب بين أديب وفنانة لكن في الظل نجد أنها رواية عن عالمين مختلفين تماما، الأول مصري الهوية والثاني مكسيكي الطراز. 

أما المدهش في الرواية فهي كيفية تعامل الروائي مع الأشخاص بأريحية تماما لدرجة لا تجعل القارئ يلتفت حتى أو يدرج أن ثمة أشخاص حقيقة ظهرت أمثال عبد الرحمن الخميسي وتحية كاريوكا وروث ريفييرا نفسها وبين الأشخاص المتخيلين أو المستمدين من رواية "البيضاء" مثل شخصية "يحيى" التي تعبر في حقيقية الأمر- سواء في رواية البيضاء أو في رواية  الزوجة المكسيكية- عن شخصية يوسف إدريس الحقيقة بشحمها ولحمها وبمطلق إبداعها. 

يذكر أنه قد فاز اليوم الحادي والعشرين من مايو 2021 بجائزة أفضل رواية فرع كبار الأدباء الكاتب الدكتور إيمان يحيى عن رواية «الزوجة المكسيكية» الصادرة عن دار الشروق، بينما فاز بجائزة أفضل مجموعة قصصية، فرع كبار الأدباء الكاتب سمير الفيل عن المجموعة القصصية «أتوبيس خط 77» الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وقد شارك في تقييم الأعمال واختيار الفائزين في هذه الدورة 6 لجان تحكيم تضم نخبة من كبار الأدباء والكتاب والسينمائيين والنقاد وأساتذة الدراما في مصر،  وتمثلت لجنة تحكيم الأدب (الفرع الأول- كبار الأدباء): الدكتورة رانيا فتحي (مقررة اللجنة)، الدكتوؤ حسين حمودة، الكاتب والروائي صبحي موسى، الكاتبة الصحفية كريمة كمال، الكاتبة الروائية منصورة عز الدين.