رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شربل وهبة.. «وزير حزب الله» الذى وصفه اللبنانيون بـ«وجه الشوم»

 شربل وهبة
شربل وهبة

"دخل من الباب وخرج من الشباك، صاحب أقصر حقبة وزارية، وزير الشؤم، وزير تخريب لبنان".. جميعها عبارات أطلقها الشعب اللبناني على وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، الذي لم ينفك عن إثارة الجدل بمجرد دخوله الحكومة التي لم يستمر بها سوى 5 أيام.

من هو شربل وهبة

وهبة من قيادات التيار الوطني الحر الذي يقوده رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، شغل منصب مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية بين (2012-2017)، وسفير لبنان لدى فنزويلا (2007-2012)، وقنصل عام للبنان في لوس أنجلوس، الولايات المتحدة (2002-2007)، وقنصل عام لبنان في مونتريال، كندا (1995-2000).

وشغل عدة مناصب دبلوماسية في سفارات لبنان في كل من مصر، وهولندا، وألمانيا، وفي قنصلية لبنان العامة في تورونتو – كندا، ويحمل وسام فرنسيسكو دو ميراندا من الدرجة الأولى من فنزويلا.

دخل من الباب وخرج من الشباك

بالرغم من أن أزمة وهبة الأخيرة استدعت ظهور مطالب لبنانية لإقالته من الحكومة، على إثر تصريحاته المسيئة لدول الخليج، غير أن وهبة ليس سوى وزير في حكومة تصريف أعمال مستقيلة منذ العاشر من أغسطس الماضي.

تعيين شربل وهبة ضمن حكومة الدكتور حسان دياب، لم يكن مع بداية تشكيل الحكومة التي بدأت عملها في فبراير 2020، حيث سبقه وزير الخارجية ناصيف حتى والذي استقال من منصبه في الثالث من أغسطس، بسبب غياب رؤية لإدارة البلاد وغياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الشامل، بحسب ما ورد في بيان صادر عنه بعد الاستقالة.

تسلم وهبة مهامه في 4 أغسطس الماضي، وهو نفس التاريخ الذي وقعت فيه كارثة لبنان حيث انفجر ميناء بيروت بسبب تخزين مادة نيترات الأمونيوم في العنبر رقم 12، مما خلف مقتل أكثر من 160 شخصًا وجرح 5000 آخرين وعشرات المفقودين.

فجر هذا الانفجار غضب الشعب اللبناني الذي هرع إلى شوارع العاصمة بيروت مطالبًا باستقالة الحكومة والنواب بسبب تداعيات الفساد والإهمال.

في غضون ذلك، ووسط دعوات إلى انتفاضة مستمرة، تجددت المواجهات بين المحتجين الغاضبين والقوى الأمنية وسط بيروت، في اليوم الثاني من مظاهرات حاشدة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار الضخم في مرفأ بيروت.

وفي يوم 10 أغسطس أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، استقالة حكومته رسمياً بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، ليصبح عمر وهبة كوزير رسمي 6 أيام، وهو ما اثار موجة سخرية ضده ووصفه بصاحب أقصر حقبة وزارية.

وزير حزب الله 

في فترة قيام الحكومة بتصريف الأعمال، لم يكن لشربل وهبة أي دور دبلوماسي يذكر، حتى أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، كان يقوم بمهام وزير الخارجية بإجراء زيارات رسمية للخارج، حتى عاد وهبة ليفجر جدلا خليجيا ولبنانيا من جديد، بسبب تصريحات أطلقها خلال حوار تلفزيوني.

تصريحات الوزير اللبناني جاءت خلال مقابلة على قناة "الحرة" ضمت أيضا المحلل السياسي السعودي، سلمان الأنصاري.

وقال وهبة: "دول المحبة والصداقة والأخوة، أوصلوا لنا تنظيم الدولة الإسلامية وزرعوه في سهول نينوى والأنبار وتدمر"، في إشارة إلى الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق.

ولدى سؤاله عما إذا كان يقصد "بتلك الدول" قال وهبة إنه لا يريد ذكر أسماء، ولكن ردا على سؤال حول ما إذا كانت دول الخليج قد مولت الحركة الإسلامية قال: "من الذي مولهم إذا، أنا؟".

وقبل نهاية المقابلة ترك الوزير اللبناني الاستوديو معترضا على مهاجمة الضيف السعودي لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون قائلا: "أنا بلبنان ويهينني واحد من أهل البدو".

حالة غضب تملكت اللبنانيين بسبب تصريحات وهبة، والذي وصفه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بـ"وزير خارجية حزب الله"، داعيا إلى تعيين بديل عنه إلى حين تشكيل حكومة جديدة أو إجراء انتخابات نيابية، وذلك في رد على تصريحاته المسيئة للسعودية ودول الخليج.

ووفقا لتقرير لموقع العربية، فقد كشفت معلومات تورط شربل وهبة المنتمي للتيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله في العمل مع شركاء دوليين مطلوبين على قائمة واشنطن للإتجار بالمخدرات.

وبحسب تلك المعلومات، فإن وهبة عضو في مجلس إدارة في شركة MFAA Holdings Limited التابعة لنائب رئيس فنزويلا السوري الأصل طارق العيسمي المدرج اسمه على قائمة أكثر 10 هاربين مطلوبين لواشنطن بتهمة الإتجار الدولي بالمخدرات.

 

على لائحة عقوبات واشنطن

ومنذ فبراير 2017، أدرجت الحكومة الأمريكية العيسمي على لائحة العقوبات، وأمرت بوضع اليد على أي حسابات أو ممتلكات له في الولايات المتحدة بعدما اتهمت العيسمي بتسهيل التهريب.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" حصلت في مايو 2019 على وثائق سرية من مصادر استخباراتية فنزويلية منشقة، كشفت أن طارق العيسمي، النائب السابق للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والذي يشغل حاليا منصب وزير الصناعة، شارك في حملة قمع الاحتجاجات الشعبية في فنزويلا.

عمليات غسيل أموال وتجارة مخدرات

كما أكدت الوثائق دور العيسمي، رجل مادورو القوي في عمليات التجسس وغسيل الأموال وتجارة المخدرات لصالح جماعة "حزب الله" اللبنانية وأجهزة النظام الإيراني.