مبعوث الصين للشرق الأوسط يؤكد عمق العلاقات بين القاهرة وبكين

أكد تشاي جون مبعوث الصين الخاص لشؤون الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية السابق، عمق العلاقات بين مصر والصين، مضيفا" إن هذا ظهر جليا في دعم بعضها البعض خلال انتشار جائحة كورونا المستجد، وتشجع بكين الشركات الصينية العاملة في المجال الطبي علي تقديم المساعدة والدعم لمصر لمكافحة الوباء".

جاء ذلك في كلمته اليوم في افتتاح الندوة الافتراضية تحت عنوان " 65 عاما من التساند والتآزر..يد بيد لخلق مستقبل أفضل" بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 65 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين نظمتها سفارة الصين بالقاهرة.

وقال إن هناك تعاونا مشتركا في مختلف مجالات الاقتصاد وفي المشروعات الكبرى في منطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى أن بكين تشجع الشركات الصينية على ضخ الاستثمارات في مصر التي تعد أكبر شريك تجاري لنا.

من جهته، أشاد السفير طارق الوسيمي مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية بنجاح جهود الصين في تنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي في 40 عاما الماضية والتي أثمرت عن القضاء على الفقر المدقع عام 2020 وهو ما تسعى بعض الدول لتحقيقه، مؤكدا سعي مصر للاستفادة من خبرة الصين في هذا المجال، متمنيا أن تحقق بكين المزيد من النجاح .

وقال إن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية تقيم العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية منذ 65 عاما، مشيرا إلى أن السنوات الماضية شهدت التوقيع على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين والتي عززتها العلاقات الشخصية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينج والتفاعلات الكثيرة بينهما وآخرها الاتصال الهاتفي بينهما في فبراير الماضي؛ ما يؤكد الاهتمام والحرص على التواصل المستمر على كافة المستويات .

وأضاف أن رئيس مجلس النواب تبادل مع رئيس اللجنة الوطنية لمجلس نواب الشعب الصيني في لقاء افتراضي عقد مؤخرا وجهات النظر حول المصالح المشتركة في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تعكس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول والحفاظ على الأمن القومي.

وأوضح أن التعاون بين البلدين ظهر جليا في الجهود المشتركة لمكافحة انتشار جائحة كورونا، وتتطلع مصر إلى استمرار التنسيق مع الصين للقضاء على الوباء، مشيدا بجهود بكين في القضاء على الجائحة وبتحقيقها نموا اقتصاديا بين دول مجموعة العشرين في عام 2020 رغم تراجع الاقتصاد العالمي.

وأشاد بتقديم الصين المساعدات الطبية وتبادل الخبرات والتنسيق والتعاون مع مصر في هذا المجال، مشيرا إلى الاتفاق الأخير الذي يقتضي بتقديم بكين تكنولوجيا لقاح سينوفاك لإنتاجه في مصر .

وقال إننا شهدنا في السنوات الماضية جهدا كبيرا لتطوير العلاقات بين مصر والصين في كافة المجالات والتوسع في مجالات عديدة، وتسعي القاهرة للاستفادة من خبرة بكين لتنفيذ رؤية (مصر 2030 )، مضيفا أن الصين تقدم كافة المساعدات المادية والخبرات وكذلك الاستثمارات في السوق المصري، لافتا إلي إشادة رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي بمنطقة التعاون الاقتصادي والصناعي في العين السخنة (تيدا) على أنها نموذج نجاح في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حيث تعمل فيها 96 شركة صينية .

وأوضح أن مصر تسعى لأن تكون مركزا صناعيا وتجاريا ولوجستيا، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتميز، مؤكدا على الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها مصر ، من بينها إبرامها اتفاقيات تجارة حرة مع الدول العربية والأفريقية والأوروبية.

وأشار إلى البرنامج الحكومي الطموح لتطوير التعاون الثنائي في ضوء ما حققته مصر من إنجازات في المؤشرات الاقتصادية، وتحقيق نمو اقتصادي وفقا لتقييم المؤسسات الدولية والعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وزيادة الإنتاج والتصدير للخارج لتصبح مصر مركزا إقليميا للطاقة وأنها تسعى للاستفادة من كونها مركزا لحركة الشحن بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.

وذكر أنه تم عقد حوار استراتيجي في 8 يناير عام 2020 بهدف الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة ويتم حاليا إعداد برامج جديدة للتعاون ووثيقة التعاون المشترك لمبادرة الحزام والطريق التي سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة المقبلة للرئيس الصيني شي جين بينج للقاهرة، مشيرا إلى أن أن مصر تتطلع إلى مزيد من التعاون مع مصر في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.
وقال إن مصر تتطلع إلى المشاركة في القمة المقبلة لمنتدى التعاون الصيني – الأفريقي المقرر عقدها في السنغال، معربا عن تقدير مصر لجهود الصين لدعم القارة الأفريقية وتقديم كافة المساعدات لها.