رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خلية الأقارب».. قصة 18 خائنًا خططوا لمهاجمة دور عبادة الأقباط

تفجير الكنيسة البطرسية
تفجير الكنيسة البطرسية

الإرهابيون تلقوا التدريبات فى منطقة جبلية وتنقلوا للقاهرة لتنفيذ عملياتهم

وفق تحقيقات عملية تفجير الكنيسة البطرسية ١١ ديسمبر ٢٠١٦، التى أسفرت عن استشهاد ٢٩ مواطنًا، بيّت أعضاء إحدى خلايا الإخوان النية وعقدوا العزم على قتل مرتادى الكنيسة البطرسية بالعباسية بتفجيرها وفق مخطط محكم، بعد أن رصدوا الكنيسة ووقفوا على مداخلها ومخارجها وأوجه تأمينها، واستهدفوها بسترة ناسفة ارتداها أحدهم.

وتمكن قطاع الأمن الوطنى من تحديد وضبط ٣ من عناصر الخلية الإرهابية المنفذة للحادث، واكتشف أنهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية أخرى عقب تفجير البطرسية، تتضمن استهداف منشآت حيوية مهمة، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد.

ووفق تحريات الأمن الوطنى تضم الخلية الإرهابية كلًا من: «أحمد عاطف عوض صالح»، ٣٣ سنة، مقيم الزيتون، ويعمل نقاشًا، و«عبدالرحمن عبدالفتاح على عويس»، ٣٣ سنة، ومقيم بمنطقة المطرية بالقاهرة ويعمل تاجرًا، و«عبدالحى نورالدين أبوالمجد حسانين»، ٣٦ سنة، ومقيم بمنطقة الزيتون بالقاهرة.

كما كشفت عمليات الفحص الجنائى على الإرهابى «أحمد عاطف»، عن وجود سابقة ارتباط بجماعة الإخوان الإرهابية، وكذلك مشاركته فى تأمين مسيرات الجماعة باستخدام الأسلحة النارية، وقناعته وباقى عناصر الخلية بالأفكار التكفيرية واتفاقهم على الاشتراك فى تنفيذ الحادث الذى نفذه الإرهابى محمود شفيق الذى توصلت الأجهزة الأمنية إلى تحديد هويته عقب تجميع أشلاء وجهه من مكان التفجير.

وتبين من التحقيقات التى باشرتها نيابة أمن الدولة العليا، بإشراف المستشار خالد ضياء الدين، المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة، أن ١٨ متهمًا من خلايا استهداف الكنائس أقارب بدرجات متفاوتة، وأن الإرهابى عمرو سعد، أحد قياديى تنظيم الإخوان، استقطب عددًا من أقاربه بينهم شقيقه عمر وزوج أخته محمود مبارك، منفذ عملية الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، كما تبين أن عبدالرحيم حسن، عضو التنظيم، زوج أخت الإرهابى وليد أبوالمجد، أحد منفذى حادث الكنيسة البطرسية.

وتبين أن القيادى بالتنظيم الإرهابى مهاب مصطفى حاول تجنيد شقيقه، لكنه لم يستجب له واعترف عليه فى التحقيقات، وأقر أمام جهات التحقيق بما دار بينهما أثناء عرض شقيقه عليه الانضمام للتنظيم.

كما ثبت أن الإرهابى سلامة وهب الله هو ابن عم القيادى بالتنظيم عمرو سعد، وأن الإرهابى رفاعى على أحمد محمد استقطب شقيقه البالغ من العمر ١٧ عامًا فقط، وأن الإرهابى رامى محمد عبدالحميد ضم للتنظيم زوجته علا حسين محمد.

واعترف الإرهابى رامى عبدالحميد، فى إقرار بخط يده أمام جهات التحقيق، بأن الإرهابى محمود محمد مصطفى منفذ حادث الكنيسة البطرسية بالعباسية، هو عنصر بتنظيم «داعش» بسيناء، وأنه تعرف عليه عن طريق الإرهابى حسين عامر، الذى عرفه من خلال الإرهابى مهاب مصطفى قاسم، وأنه استضافه فى شقته وأخبره بأن اسمه محمد، وبعد ذلك تواصل معه على برنامج «تليجرام» أثناء وجوده بالشقة، التى أقام بها منذ ٥ ديسمبر ٢٠١٦ حتى صباح ١١ ديسمبر ٢٠١٦.

وقال الإرهابى إن شخصين آخرين لا يعرف اسميهما أحضرا معهما حقيبة بها مفرقعات يوم الخميس ٨ ديسمبر ٢٠١٦، وإن منفذ العملية أرسل له رسالة صباح ١١ ديسمبر ٢٠١٦، يوم تنفيذ العملية، قال له فيها: «شكرًا على حسن الاستضافة وألقاك فى الجنة»، ثم سمع بعد ذلك وهو فى محل عمله بحادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية.

واعترف الإرهابى وليد أبوالمجد عبدالله عبدالعزيز، واسمه الحركى «كريم»، بأنه انضم لتنظيم «داعش»، وكذا تمويله له بنقل أسلحة ومفرقعات ومهمات ومعلومات ومواد بقصد استخدامها فى ارتكاب جرائم إرهابية، وتلقيه تدريبًا وتعليمًا بقصد ارتكاب جريمة إرهابية، ومهاجمته وآخرين الكنيسة البطرسية بالعباسية وتفجيرها وقتل مرتاديها، ومهاجمته وآخرين كمين النقب وقتل عدد من القائمين عليه.

كذلك اعترف بحيازته مفرقعات وأسلحة نارية وذخائر عام ٢٠١٤، حيث أطلعه الإرهابى عبدالرحيم فتح الله عبدالرحيم، زوج شقيقته، على إصدارات تلك الجماعة فاعتنق أفكارها، وسافرا فى فبراير ٢٠١٦ لشمال سيناء للانضمام إلى جماعة أنصار بيت المقدس التابعة لها، ولفشلهما فى الوصول لأحد أعضائها عزم على السفر لسوريا عبر المملكة العربية السعودية، بعد أدائه فريضة الحج، والالتحاق بالتنظيم هناك.

وأضاف الإرهابى، فى اعترافاته، أنه تلقى تدريبات عسكرية هو وباقى أعضاء الخلية عدا المتهمين عمرو سعد عباس، ومحمد يوسف أبوبكر ورامى محمد عبدالحميد، حيث دربهم المتهمان عزت محمد حسن حسين، وحمادة جمعة محمد معداوى، والحركيان «أبونافلة السعودى» و«عبدالله التونسى»، على كيفية استعمال الأسلحة الآلية، ورفع لياقتهم البدنية، وتدريبهم على الأساليب القتالية وكيفية اقتحام المبانى والكمائن الشرطية، متخذين من منطقة صحراوية بالقرب من الطريق الصحراوى الغربى بسوهاج معسكرًا لهم.

كما أعدهم الإرهابى عمرو سعد عباس أمنيًا بتكليفهم باتخاذ أسماء حركية، واستبدال شرائحهم الهاتفية بصفة دورية، والتواصل فيما بينهم عبر برنامج مؤمن للرسائل هو «تليجرام»، وبرسائل نصية مشفرة تلافيًا للرصد الأمنى.

وأشار إلى أن الخلية اعتمدت فى تمويلها على ما أمدها بها المتهمان عزت محمد حسن حسين، وعمرو سعد عباس إبراهيم، من أموال وآلات ومعلومات ومواد مما تستخدم فى تصنيع المفرقعات، وما جمعه أعضاؤها من تبرعات، وسيارة وفرها لها الإرهابى محمد يوسف أبوبكر، وكذا ما تم توفيره من أموال تقدر بـ٧٠ ألف دينار ليبى، وأسلحة نارية وذخائر تبلغ ٢١ بندقية آلية، ومدفعين وقذائف آر بى جى ومدفع جرينوف وآخر بيكا و١٠ قذائف مدفع هاوزر، هُربت إليهم عبر الحدود الغربية للبلاد بواسطة أعضاء من جماعة «ولاية طرابلس» بليبيا.

كما اتخذت الخلية مقرات تنظيمية لإيواء أعضائها ولعقد الدورات التدريبية وتخزين مواد الإعاشة وإخفاء الأسلحة وإعداد العبوات المفرقعة منها مقر بمنطقة جبلية بالقرب من الطريق الصحراوى الغربى بسوهاج، ومزرعة بقرية المراشدة بقنا، وكذا وحدة سكنية وفرها الإرهابى رامى محمد عبدالحميد بشارع سالم حجازى بمنطقة الزيتون بالقاهرة.

وشهدت كنيسة الشهيد مار جرجس بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، منذ ٤ سنوات، تفجيرًا صباح قداس أحد السعف، فى يوم ٩ أبريل ٢٠١٧، أودى بحياة أكثر من ٣٠ قبطيًا وإصابة ٨٧ آخرين.

وبعد ٤ أيام، وفى بيانها الصادر فى ١٣ أبريل ٢١٠٧، كشفت وزارة الداخلية عن أن المسئول عن حادث تفجير الكنيسة هو الهارب ممدوح أمين محمد بغدادى.

وقال البيان: «إنه فى إطار جهود الوزارة باستكمال التحريات وجمع المعلومات واستخدام الوسائل والتقنيات الحديثة، وفحص مقاطع الفيديو المصورة وتتبع خطوط سير العنصر الانتحارى مرتكب حادث تفجير كنيسة مار جرجس بطنطا بمحافظة الغربية، وباستخلاص الاشتباهات وتأكيدها وبإجراء مضاهاة للبصمة الوراثية لأهلية أحد العناصر الهاربة مع أشلاء الانتحارى التى عثر عليها بمسرح الحادث، أمكن تحديد منفذ الحادث، والذى تبين أنه الهارب ممدوح أمين محمد بغدادى، ٤٠ سنة، من مواليد قنا ويقيم بنجع الحجيرى الظافرية مركز قفط، وحاصل على ليسانس آداب».

وأوضح البيان أن المذكور هو أحد كوادر البؤرة الإرهابية التى يتولى مسئوليتها الهارب عمرو سعد عباس إبراهيم، ويعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية وسبق تلقيه تدريبات عسكرية على استخدام السلاح وتصنيع العبوات المتفجرة، والمشاركة فى عملية التعدى على كمين النقب بالوادى الجديد.

وفى نفس اليوم، الموافق الأحد ٩ أبريل ٢٠١٧، شهدت محافظة الإسكندرية جريمة إرهابية بوقوع تفجيرين بمحيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية بمنطقة محطة الرمل، مما أسفر عن استشهاد ١٨ شخصًا، بينهم الرائد عماد محمد لطفى عبدالمنعم الركايبى، المسئول عن أمن الكنيسة أثناء تصديه وطاقم الحراسة لانتحارى حاول تفجير نفسه داخل الكنيسة ليمنع الكارثة، فيما أصيب ٤١ آخرون.

وكان الرائد عماد الركايبى هو أول شهيد فى حادث تفجير الكنيسة المرقسية، وسطر بشجاعته فصلًا جديدًا فى كتاب شهداء الوطن حينما تصدى لإرهابى انتحارى حاول تفجير نفسه وسط المصلين داخل الكنيسة، وضحى بروحه ليحول دون وقوع كارثة كبرى كادت تحدث بالكنيسة والمصلين.

وكشفت التحقيقات أن المتهمين عقدوا العزم على قتل المسيحيين من مرتادى الكنيسة المرقسية، بمحافظة الإسكندرية، بأن حرض المتهمان الأول والثالث الانتحارى محمود حسن مبارك عبدالله على قتلهم وتفجير الكنيسة باستخدام سترة مفرقعة يرتديها، وأصدر له تكليفًا بذلك، واتفقا معه على مهاجمة الكنيسة وتفجير نفسه بداخلها، وأعدوا لهذا الغرض سترة ناسفة مجهزة كعبوة مفرقعة، تحوى ٥ كيلوجرامات من مادة ثلاثى نيترولوين المفرقعة شديدة الانفجار ومفجرًا كهربائيًا يتصل بالانتحارى المكلف بالتنفيذ.