رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جار النبي الحلو :لم  تحرمنى القاهرة سوى من الثرثرة على المقاهى.

«حوار الأجيال».. هدرا جرجس يسأل جار النبي الحلو حول «الرفيقة التي لا تخون»

جار النبي الحلو
جار النبي الحلو

 

ترتبط الرواية بروح صاحبها ورؤيته للعالم

لم أتوقف إطلاقًا عن الكتابة منذ المرة الأولى

تعيش كل الأجيال أزمة بأشكال مختلفة

 كتب : خالد حماد

جارالنبي الحلو، أحد أبرز الأسماء في المشهد الروائي المصري والعربي، وعاش على ما يقرب من الـ50 عامًا الكثير من الأحلام والانكسارات بدءًا من مراحل التكوين الأولى وصولا إلى الاحتراف، ولم يتوقف يومًا عن الكتابة منذ اللحظة الأولى التي قرر فيها  فيها خوض غمار الكتابة، والتي يصفها بـ"الرفيقة التي لا تخون".

 ولد "الحلو" في المحلة ولم يتركها ولم تخطفه المدينة بكل بريقها وبكل ما قدمته لكل جيله من ذيوع وانتشار.

 "الدستور" تقتح الحوار بين جيلين؛ جيل الروائي  جار النبي الحلو بكل ما حققه من انتصارات وانتشار ومصريا وعربيا، وجيل الشباب ويمثله الروائي  الشاب هدرا جرجس، والذي  يطرح أسئلته هنا ليجيب عليها "الحلو".

 

- أرى أن روایاتك مفعمة بالحلم والأمل، حتى في معالجاتھا لانكسارھما أحیانا ً، لذلك أحب في البدایة أن أسأل: في رأیك إلى أي مدى ترتبط الروایة بروح صاحبھا؟

ترتبط الرواية بروح صاحبها ورؤيته للعالم، ولعلنى عشتُ من الأحلام والانكسارات الكثير، ولكن تظل روح الرؤية هى التى تحدد صياغتك للعالم.

ھل توقفت عن الكتابة في مرحلة ما من حیاتك .. ولا أقصد التوقف الذي قد یبدو طبیعیًا، للانشغال ببعض أمور الحیاة، أو لدرس ومراجعة الأفكار الجدیدة، إنما أقصد التوقف لفقدان الإحساس بالكتابة نفسھا وبجدواھا وبأھمیتھا في التغییر؟

لم أتوقف إطلاقاً عن الكتابة منذ كتبت لأول مرة، لأن الكتابة هى رفيقت التى لا تخون.

 

-أعرف إنه من السخف تقسیم الأدباء جغرافیا، لكن واقعنا الثقافي البائس یدفع لتأصیل ذلك. أرید أن أعرف موقفك من ھذا الأمر، وأرید أن أسأل: ما الذي أعطته لك "المحلة" ابداعیا ً بجودك فیھا، وما الذي حرمتك منه"القاھرة" بغیابك عنھا؟

 لكل كاتب موطنه ومأمنه ومكمنه سواء فى القاهرة أو الصحراء، والمحلة أعطتنى حفنة من الحواديت التى أدهشتنى كجدول صغير دفعنى إلى نهر بلا حدود، لم  تحرمنى القاهرة سوى من الثرثرة على المقاهى.

 

-بناء على مبدأ "المجایلة" الذي یتخذه النقاد كمحور لدراسة الأدب، ما الحقبة الأشد تعقیدا ً في تاریخ مصر؛ تلك الحقبة التي قد نعتبر أن الجیل المفرز فیھا ھو الأكثر تعرضا ً للمعاناة الفكریة والأكثر زخما ً وتنوعا ً في تناوله للقضایا المجتمعیة والسیاسیة؟ وھل حقق ذلك الجیل بالفعل ما یمكن أن نسمیھ "إنجازا ً" إبداعیا ً؟

تعيش كل الأجيال هذه الأزمة بأشكال مختلفة ولأسباب مختلفة، ولعلنا فى فترة حكم السادات واجهنا الظرف بإنشاء مجلاتنا على نفقتنا الخاصة، وعلى الرغم من تقشف المطبوعات (مجلات الماستر) إلا أنها كانت نافذة حقيقية للتعبير والتواجد والمشاركة.

-أیھما یسعدك أكثر: الانتھاء من كتابة روایة جدیدة، أم الانتھاء من كتابة قصة "صغیرة" للأطفال؟

الاثنان لهما نفس المعاناة فى الكتابة، لهما ذات الفرح والأهمية؛ الكتابة للطفل ليست نزهة بين كتابة الرواية والقصة القصيرة؛ لأنها ببساطة فن حقيقى وليست مجرد درس مدرسى.

حدثنا عن مرحلة التكوين الأولي وجيل خلق نقاده  "جابر عصفور"،حول هذه المرحلة  في حياتك  وكيف تنظرإليها الآن ؟

بدأت مرحلة التكوين الأولى فى قصر ثقافة المحلة فى العام 1965 حين ذهبتُ مع "المنسى قنديل" و"فريد أبو سعدة" إلى قصر الثقافة لنلتقى للمرة الأولى بالدكتور "جابر عصفور" و "سعيد الكفراوى" و "محمد صالح" و "رمضان جميل" ، "نصر حامد أبوزيد" و معهم تم الخروج إلى رحابة العالم الفكرى والإبداعى، وأرى أنها كانت فترة ثرية ومُعلمة ومؤثرة.

-هل في الوقت الراهن يمكننا ان نشير إلى نموذج  يشبه ماحققه جيلكم، وكان  لرابط المكان  دور رئيس في وجوده كما حدث مع تجربتكم والتى استقطبت كبار النقاد  للتنظير  والكتابه عنها وحولها؟

أيضاً فى زماننا قدم لنا الصعيد المصرى "بهاء طاهر" و"أمل دنقل" و "يحيى الطاهر عبد الله" و "الأبنودى" وغيرهم، ولابد أنه فى مكان ما الآن تتكون جماعة جديدة ؛ لأننا دائما فى انتظار المستقبل وما سيطرحه علينا.

-ثمة مقولة شائعة حول ان كل قاريء عظيم بالضرورة يصير كاتبا..  حدثنا عن المحطة الأولى مع الكتابة  وكيف شكلت مكتبك  وكيف كان للمكتبة تاثيرها في تكوينك ودفعك للكتابة؟

 كنتُ حسن الحظ بالنسبة للكتب؛ مكتبة أبى كانت تذخر بالكتب التراثية الهامة والمتنوعة من ألف ليلة وليلة إلى ما تصدره دار الهلال من أعمال "جورجى زيدان"، وكانت مكتبة أخى آن ذاك الأحدث فى الإصدارات والمنفتحة على عالم الترجمة فقرأت الأدب الروسى والأدب الفرنسى و"نجيب محفوظ"، وليس بالضرورة إطلاقاً أن القارئ المحترف يصير كاتباً.

- الوحيد من جيله ومن شلة المحلة لم يغادرها ولم تخطفه نداهة القاهرة..  لماذا؟

لم أترك المحلة حتى اللحظة؛ ولم تخايلنى إطلاقاً نداهة القاهرة، ثم لماذا المركزية فى كل شيء. الحواديت فى كل الأمكنة.

 

-كان لوالدك تأثير واضح في مسيرتك الإبداعية إلا انك كشفت انه لم يقرأ لك كيف ترى وقع هذه الجمله عليك  بعد كل هذا المشوار من الكتابة ؟

كنتُ أتمنى أن يقرأ لى، ويفرح بأنه البطل الأهم عندى فى الكتابة وفى الحياة، ويعرف أن طفله لم يخذله.

 

-ثمة مقولة  ترفعها الأجيال كشارة عريضه تحت عنوان " نحن جيل بلا اساتذة "  كيف ترى هذه العبارة، ومنهم من يمكن أن نشير أنهم أساتذة كاتبنا جار النبي الحلو؟

لستُ مع هذه المقولة على الإطلاق، كلنا نتعلم من بعضنا، أنا لى أساتذة أعتز بهم "نجيب محفوظ"، "يوسف إدريس"، "تشيكوف"، "عبد الفتاح الجمل"، "خليل كلفت"، "إبراهيم فتحى" وآخرين طبعاً. 

-هل يمكن لنا أن نعرف من هي الأسماء الأبرز من كتاب وروائي الأجيال الجديدة يقرأ له جار النبي حلو ، ومن هو من يمكن أن نشير أنه في أعماله الإبداعية  بعض من روح كتاباتك؟

هناك العديد من الأسماء اللافتة للنظر يتميزون بالجدية مثل "محمد عبد النبى" "هدرا جرجس" "أحمد عبد اللطيف"و "وسام جار النبى" و"رباب كساب"وآخرين، أما عن المسألة التقيمية ومن يشهبنى فهو أمر متروك للنقاد.

-ماذا عن دور الجوائز وهل لعبت دور في تهميش اجناس ابداعية مثل  القصة والشعر لتسييد جنس الرواية ؟

لا بالطبع فالعمل الجيد الحقيقى يفرض نفسه، وأكم من الدواوين الشعرية والمجموعات القصصية نالت التقدير والجوائز.

-لفت انتباهي  جملة في حوار لك  تقول فيها " تدربت أنا والمنسي قنديل على الكتابة بكافة أشكالها، هذا يفتح الباب للتوضيح أن الكتابة ليست فقط موهبة بل تدريب وإطلاع على أشكال وأنواع الكتابة  حدثنا عن ذلك ؟

الكتابة موهبة وتدريب وإطلاع وممارسة، الكتابة عملية شاقة جدًا.

 

-خماسية المحلة "حلم على نهر، حجرة فوق سطح، قمر الشتاء، وعطر قديم، العجوزان"..  هل يمكن وصفها بالكتابة المنذورة للمحلة؟

طبعا هى كتابة أتمنى أن أكون وفيتُ خلالها ما أكنه المحلة بشوارعهاوحواريها وأزقتها وحتى نهرها المردوم وناسها.

 

تنزيل (2)
تنزيل (2)

رواية حلم على نهر
رواية حلم على نهر

جار النبي الحلو  رواية  العجوزان
جار النبي الحلو رواية العجوزان

حجرة فوق سطح
حجرة فوق سطح