رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمهات «شهداء الواحات»: «قلبنا وقف لما شفناهم على الشاشة»

حادث الواحات
حادث الواحات

عرضت الحلقة ٢٥ من مسلسل «الاختيار ٢» ما حدث فى «معركة الواحات» ما أعاد إلى أسر الشهداء ذكريات ممزوجة بالفخر بالأبطال والألم المتجدد لفراقهم.

وقالت السيدة سوزان عبدالمجيد، والدة الشهيد إسلام مشهور، إن فقيدها هو أصغر أبنائها وكان يعيش برفقتها عقب زواج أشقائه الثلاثة، حيث تخرج فى كلية الشرطة دفعة ٢٠١٢، وعمل بالأمن العام فور تخرجه لمدة سنتين داخل قسم شرطة الزاوية الحمراء ثم التحق بالعمل بالعمليات الخاصة بالأمن المركزى.

وأضافت، لـ«الدستور»، أنه تعرف على فتاة قبل استشهاده بعام وخطبها، وكان من المفترض أن يتزوجها فى خلال ٦ أشهر، لافتة إلى أنه كان سعيدًا بنقله للأمن المركزى فى العمليات الخاصة، وأثبت نفسه فى أشهر قليلة وتم تكليفه بقيادة العمليات فى وقت قصير جدًا، وأسس مكتبة وضع فيها كتب تاريخ العمليات الخاصة وتم إطلاق اسمه على المكتبة.

وتابعت: «ابنى ما يعظمش على اللى خلقه.. ده من جدعنته طلع مأمورية الواحات دى مكان واحد زميله اعتذر له إنه مش هيقدر يطلعها لأن مراته بتولد».

وواصلت: «لما كنت بزعل على شهداء الجيش والشرطة ابنى كان بيقولى دول شهداء هو حد يطول ده ياريت أبقى واحد منهم، ده أنا دفعتى راح منها ٣٠ شهيد يا أمى».

وتابعت: «إسلام طلب من والده قبل العملية بيوم إنه ينزل معاه يشترى بدلة يحضر بيها فرح صاحبه وبعد دقائق قال لوالده: اشتريهالى إنت بس عايز بدلة سودة حلوة أنا مش هلحق أشترى حاجة».

وعن يوم استشهاده، قالت إنها لم تفتح التليفزيون، وكانت تعد له الطعام، وفوجئت بالجيران يخبرونها بنبأ استشهاده، وإن قائد العملية العقيد وائل حكى لها تفاصيل ما جرى، مؤكدًا أن فقيدها استشهد وهو يضحك، ولم تختفِ ضحكته حتى بعد خروج روحه.

وقالت والدة الشهيد النقيب أحمد زيدان، إن نجلها تخرج فى كلية الشرطة دفعة ٢٠١٣، والتحق بالعمل بقطاع «سلامة عبدالرءوف» الأمن المركزى، مؤكدة أن الحياة ليس لها طعم بدون فقيدها الذى كان أقرب الأبناء لقلبها. 

وأضافت أنها تلقت نبأ استشهاد ابنها البطل من خلال اتصالات الأصدقاء والأقارب، وأنها شعرت بصدمة كبيرة حين فتحت التليفزيون ورأت صورته على الشاشة ضمن الشهداء.

وتابعت: «لما روحنا المستشفى عرفت من القائد إن ابنى اتضرب بسلاح آر بى چى وهو فى المدرعة، ورجله اتبترت، وكان جسمه سليم بس فضل ينزف لمدة ٦ ساعات بعد نقله لمدرعة أخرى، ومات نتيجة النزيف»، مختتمة: «كل الناس كانت حزينة لاستشهاده، فقد اعتاد أصدقاؤه وجيرانه مناداته بـ(الجدع)».

وقالت الحاجة سلوى والدة الشهيد عمرو صلاح، إنه كتب ورقة بخط يده قبل استشهاده بيومين وترك وصية لها بألا تحزن لفراقه، لأنه كان يرى نفسه شهيدًا فى طريقه للالتحاق برفقة زملائه من الشهداء الذين سبقوه.

وعن يوم استشهاده، قالت إنه كان فى مبيت داخل القطاع، واتصلت به للاطمئنان عليه فرد عليها وأخبرها بأنه سيخرج فى مأمورية عمل. 

وذكرت أن مسلسل «الاختيار ٢» يمثل بالنسبة لها «فرحة ووجع قلب» فى الوقت ذاته، مضيفة: «أنا فرحانة لأن سيرة ابنى عايشة وأتمنى أن يعرف الشباب الصغير حجم تضحيات أبطال هذا البلد، لكن أيضًا قلبى بيوجعنى حين أتذكر استشهاده». 

وأشارت إلى أن فقيدها تخرج فى عام ٢٠٠٩، ثم التحق بإدارة العمليات الخاصة، وتمكن من الحصول على العديد من الدورات القتالية والرماية واللياقة البدنية، وشارك فى العديد من العمليات ضد العناصر الإرهابية، مثل فض اعتصام رابعة، وتطهير البؤر الإجرامية بالإسماعيلية، وفض تظاهرات مسجد الفتح وعين شمس والمطرية والزيتون، واقتحام أقسام الشرطة، مثل قسم مدينة نصر أول والأزبكية وكرداسة. 

واختتمت بأن الشهيد عمرو صلاح هو أصغر إخوته، وكان يستعد لزفافه الذى كان محددًا تاريخه ومكانه بعد شهرين من الواقعة.