رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الشّهيد».. حكاية فيلم سينمائي يروي قصص 3 شهداء

الشّهيد
الشّهيد

أدخل المخرج عاطف شكرى السعادة إلى قلوب أمهات الشهداء وباقى المصريين، بعدما قدم فيلمًا تسجيليًا يحكى عن بعض شهداء الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية، وسلط الضوء على دورهم البطولى فى الدفاع عن الوطن.

اختار «شكرى» الجانب الإنسانى فى حياة وقصص الشهداء الثلاثة، العريف عماد أمير رشدى، والمقدم شريف محمد عمر، والرائد محمد أنور جمعة.

فيلم «الشهيد» ينقل بعض حكايات كتاب «حكايات الولاد والأرض» للكاتب محمد نبيل، وأقامت وزارة الثقافة والمجلس القومى للسينما احتفالية لتكريم أمهات الشهداء، وجرى عرض الفيلم التسجيلى داخل مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية.

تخطت مدة الفيلم نصف الساعة، وتضمن لقاءات مع أمهات الشهداء، السيدة سارة داود والدة العريف شهيد عماد رشدى، والسيدة عفاف شاش، والدة الرائد الشهيد محمد أنور جمعة، والسيدة إيمان غريب، والدة المقدم الشهيد شريف محمد عمر، واستعان صناع الفيلم بمشاهد حقيقية من تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى لأمهات الشهداء.

فيلم «الشهيد» هو جزء من سلسلة أفلام سينتجها المركز القومى للسينما خلال الفترة المقبلة، لتوثيق حكايات الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن وضمانًا لأمنه واستقراره.

الشهيد محمد أنور جمعة: جمعة شهيد المدرعة

«استشهد صائمًا».. هو الشهيد الرائد محمد أنور جمعة، الذى استشهد فى شهر رمضان عام ٢٠١٦، فى انفجار استهدف مدرعة شرطة على طريق الحسنة بالعريش.

وقالت السيدة عفاف شاش، والدة الشهيد، إنها شعرت بسعادة كبيرة حينما شاهدت الفيلم، وشعرت بالفخر عندما جرى تكريمها وسط أمهات الأبطال، مؤكدة: «ابنى أعطى لى أفضل لقب فى العالم، وهو (أم الشهيد)». وأضافت: «ابنى طلب نقله لسيناء، وحينما أخبرنى شعرت بقلق كبير، لأن هذه الفترة كانت مليئة بالأحداث الإرهابية، فسألنى (لو إنتى يا والدتى فى خطر مش هادافع عنك؟ أنا لو ماروحتش سيناء ودافعت عن أهلنا هاتبقى إيه لازمتى؟).. أقنعنى»، وأكملت: «حينما استشهد، وجاء زملاؤه لتقديم واجب العزاء اندهشت من قوتهم وإصرارهم، وطلبوا منى الدعاء لهم بأن ينالوا الشهادة من أجل الوطن».

وتابعت: «علمت بنبأ استشهاده عبر مكالمة هاتفية، اتصلت به فرد علىّ أحد زملائه، وقال لى اعتبرى ابنك شهيدًا عند الله.. وشعرت بأن القيامة قامت لأنه ابنى الوحيد»، وقالت: «كان نفسى أشوف فرحه، كان واعدنى يسمى ابنه يوسف، لكن الحمدلله أنا زفيته للجنة».

وعبّرت عن سعادتها بتكريم الرئيس السيسى لها، مؤكدة: «ابنى مش خسارة فى مصر، وكنت فخورة لما الرئيس خد بإيدى خلال التكريم لأصعد على المسرح».

                                                              

الشهيد شريف محمد عمر: ضحى بنفسه لحماية زملائه

الشهيد المقدم شريف محمد عمر، استشهد عام ٢٠١٦ فى شمال سيناء، فبعدما شعر بحركة غريبة بالقرب من وحدته، طلب من قائده الخروج للتحقق من الأمر، واكتشف وجود مخزن للمواد المتفجرة والعبوات الناسفة.

وقالت والدة الشهيد، السيدة إيمان غريب، إن ابنها كان يتمنى أن يلتحق بالكلية الحربية حينما كان شابًا، وبعد تخرجه فيها طلب العمل فى سيناء، وحلم بالشهادة وتحقق حلمه، لافتة إلى أنه لم يخبرها بأنه كان يعمل فى رفح فى البداية، حتى لا تقلق عليه. وأضافت: «قبل استشهاده سألنى إن كنت سأحزن إن مات شهيدًا، افتكرته بيهزر، فقال لى إنه لن يعود إلا ملفوفًا فى علم مصر، وقال لى (هاسمع النبى بيقرأ القرآن فى الجنة)»، وتابعت: «كان يوم استشهاده أصعب يوم فى حياتى، رن جرس الباب ففتحت ووجدت زملاءه، وعرفت إنه استشهد». وأكدت: «الدولة أطلقت اسم ابنى على أحد الكبارى بمحور المحمودية، وعلى مدرسة فى الإسكندرية، ومدرسة أخرى فى بئر العبد»، ووجهت الشكر للرئيس السيسى، قائلة: «مش سايبنا ولا لحظة، وأعطى تعليمات بأن يذهب أحد قيادات القوات المسلحة مع كل ابن شهيد فى أول يوم دراسة». وقالت: «ابنى الآخر يعمل ضابط شرطة، ولم أطلب منه أن يترك عمله بعد موت أخيه، بل طلبت منه أن يدافع عن مصر مثل أخيه».

 

الشهيد عماد أمير رشدى يعقوب: عماد بطل «البرث»

بمجرد سماع اسم الشهيد العريف عماد أمير رشدى يعقوب، فى يوم الاحتفالية، تذكر الجميع مشهد تقبيل الرئيس عبدالفتاح السيسى رأس والدته، خلال تكريمها، وتذكر المصريون تضحية هذا الشاب المخلص، الذى كان من رجال كتيبة الشهيد أحمد المنسى، ومات شهيدًا فى مربع البرث بشمال سيناء، وهو يدافع عن تراب الوطن ويتصدى للإرهابيين. والدته السيدة سارة داوود، قالت إنه كان شخصًا طيبًا يساعدها ويساعد والده فى البيت، وكان يعمل ليساعد الأب قبل الالتحاق بالجيش، لافتة إلى أنه كان يحكى لها عن الشهيد «منسى»، الذى كان يحب ويساعد جميع رجاله. وأضافت أم الشهيد أن ابنها اتصل بها هاتفيًا قبل استشهاده، وقال لها: «لا تخافى علىّ يا أمى، فإن جاء الموت فسيكون فى سبيل الوطن، وأنا أؤدى خدمتى وأحب مصر كأى مواطن»، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى أن تقابل الرئيس السيسى، وتحقق حلمها حينما كرمها فى احتفالية كبيرة.

وتابعت: «كما تمنيت مقابلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بعد أن قابلت البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية»، ونوهت بأنها عرفت خبر استشهاده عن طريق مأمور القسم، الذى جاء للمنزل.

وقالت: «تلقيت النبأ بثبات لأنى كنت حاسة.. كلمنى قبل استشهاده بيوم وقال لى جاى لك بكرة»، مؤكدة: «ابنى بطل، ضحى بحياته عشان مصر، ولو كان عندى ولاد تانيين كنت اتمنيت إنهم يخدموا فى القوات المسلحة».

ولفتت إلى أن الرئيس السيسى وقيادات القوات المسلحة يتواصلون معها بشكل دائم، فى جميع المناسبات، ويلبون جميع احتياجات أسر الشهداء.

المخرج عاطف شكرى: كتاب «حكايات الولاد والأرض» ألهمنى الفكرة وصوت منير جسد المعنى

أثناء عرض الفيلم داخل سينما مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية امتلأت القاعة وتأثر الحضور بكل كلمة خرجت من قلب أم شهيد، زاد من التأثر استخدام المخرج عاطف شكرى موسيقى تصويرية أبكت الجميع للموسيقار سامى الحفناوى فى عدد كبير من مشاهد الفيلم، وأثناء الانتقال بين مشاهد الفيلم التسجيلى، وبالتحديد محافظة الإسكندرية، استخدم المخرج صوت الفنان محمد منير، وكلمات أحمد فؤاد نجم فى أغنية «يا إسكندرية».

وعن استخدام صوت «منير» فى الفيلم قال المخرج إن «منير» فنان كبير وصوت مهم مناسب لحالة الفيلم، واختياره أغنية «يا إسكندرية» تحديدًا لشعوره بأنها ستضيف نوعًا من الانسجام مع حالة الفيلم، واستخدمها فى الثلث الأخير من الفيلم مع الجزء الخاص بوالدة الشهيد المقدم شريف محمد عمر، لأنه إسكندرانى.

وأوضح «شكرى»: «تخيلت وأنا أختار الأغنية أن الشهيد يقول هذه الكلمات بنفسه ولم أجد كلمات معبرة أكثر من التى كتبها أحمد فؤاد نجم فى هذه الأغنية، وعن الإلهام بفكرة الفيلم، أوضح «شكرى» أن قراءته كتاب «حكايات الولاد والأرض» للكاتب محمد نبيل، الذى يحكى فيه عن بطولات ١٨ شخصية من شهداء القوات المسلحة والشرطة ألهمته بفكرة الفيلم. وأكد المخرج بدء تحضير الفيلم الثانى عن قصص الشهداء خلال الفترة المقبلة، وأن أهمية هذه النوعية من الأفلام تتمثل فى قدرتها على تعريف الجمهور، خاصة الأجيال الجديدة، بقيمة الوطن والتضحية من أجله وتخليد ذكرى بطولات هؤلاء الرجال الذين ضحوا من أجل الوطن.

 

المؤلف محمد نبيل: أقل ما يجب أن نكتب عنهم

قال المؤلف محمد نبيل، صاحب كتاب «حكايات الولاد والأرض»، الذى يخلد حكايات شهداء الوطن فى السنوات الماضية، إنه قرر تقديم شىء عن الشهداء الأبطال يليق بما قدموه من تضحيات، مؤكدًا أن من حق هؤلاء الشهداء تخليد اسمهم، بالإضافة إلى أن ما فعلوه من بطولات وتضحيات فى سبيل حياة واستقرار الوطن هو إرث ونموذج للأجيال المقبلة.

وأضاف: «أصدرت ٧ كتب قبل ذلك، لكن مشروع (حكايات الولاد والأرض) ولدت فكرته منذ سنوات، لأن من بين الشهداء الذين ضحوا دفاعًا عن الوطن أحد أبناء دفعتى، عاصرت الفترة الصعبة لاستشهاده وتربطنى علاقة أسرية ومودة بعائلته وبكل أم وأسر الشهداء». وتابع: «أغلب الشهداء كانت أعمارهم صغيرة، لذا يجب تقديم أعمال توضح بطولاتهم للأجيال المقبلة، وتواجه فتن الإعلام المضلل ومقولات الأعداء، الذين أشاعوا أن مصر ترسل أبناءها للموت فى سيناء، رغم أن أبطالنا هم من طلبوا الخدمة فى سيناء وذهبوا للموت مختارين التضحية من أجل الحياة، لأنهم يدركون أن الشهداء أحياء يرزقون عند ربهم». 

واستطرد: «جيش مصر منذ آلاف السنوات شريف ونزيه ويدافع عن الوطن ولا يعتدى»، وأكمل: «من أجل ذلك قررت تنفيذ مشروع هذا الكتاب، وبدأته بمجموعة من المقالات نُشرت بجريدة (الجمهورية)، ثم تحولت بعد ذلك إلى كتاب بدعم من الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثفافة، وصولًا إلى ١٠ أجزاء، صدرت منها ٤ أجزاء حتى الآن».

وعن تناول سيرة مجندى وضباط الجيش والشرطة معًا فى كتاب واحد، قال: «قررنا عدم التمييز بين الشهداء جميعًا، لا من حيث المؤسسة التى ينتمون إليها ولا من حيث الرتب، ولا من حيث المناطق التى عاشوا بها ولا حتى من حيث الديانة، لأن الله جعل الشهداء فى أعلى مرتبة فى الجنة، ولا يجوز لنا ونحن نتحدث عن البطولة أن نفرق بين لواء وجندى أو بين شهيد مسلم وآخر مسيحى».