رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عقب ظهور «ساعة الصفر» في «الأختيار 2»

كيف فضت «الداخلية» اعتصام رابعة بالممرات الآمنة وخراطيم المياه؟

فض اعتصام رابعة
فض اعتصام رابعة

مع فجر يوم 14 أغسطس 2013.. كانت انطلاقة ساعة الصفر لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وهذا ما ظهر خلال أحداث الحلقة الرابعة من مسلسل «الاختيار 2 » الذي يجسد بطولة الأجهزة الأمنية في إنهاء 55 يومًا من الاعتصام الإرهابي والدموي في تاريخ مصر وقت حكم الإخوان. 

لم يكن قرار فض اعتصام رابعة العدوية، الذي بدأ في 21 يونيو 2013 عندما  تجمع  أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية رداً علي دعوات حملة «تمرد»؛ التي وقع عليها المصريين لعزل محمد مرسي، وكان الهدف منه دعم مرسي من ناحية وحماية قصر الاتحادية من ناحية آخرى، وكانت نهايته في 14 أغسطس 2013 قرارًا سهلًا ولكن الداخلية وقفت بالمرصاد لدعوات العنف والدم التي كانت تخرج من أبواق قيادات الجماعة الإرهابية على المنصات لحشد الشباب.

وكان الهدف من فض الاعتصام الحفاظ على استقرار البلد عقب تأكيد التحريات والمعلومات الموثقة من خلال فيديوهات وشهادات من داخل الاعتصام على وجود أسلحة نارية وتجهيزات عنيفة تتمثل في عبوات ناسفة وزجاجات مولوتوف، أعدتها الإرهابية للتعامل مع أي تدخل لفض الاعتصام، كما تحول اعتصام رابعة لمعسكر تدريبي لتأهيل مسلحين كما تعمدت المنصات الإخوانية على غسل عقول المواطنين، وبث أفكارهم التخريبية من قبل القنوات الموالية لهم، كما أنهم تعمدوا حشد المواطنين من النساء والأطفال واستغلالهم كدروع بشرية في المظاهرات.

وعندما قرر مجلس الوزراء تفويض وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم - إن ذاك-  بإعداد الخطط اللازمة لفض اعتصامي رابعة والنهضة ، وجاءت لحظة الفض  أعلنت الداخلية في بيان رسمي عن مناشدة المواطنين بترك الاعتصام بطريقة سلمية حفاظًا على أرواحهم.

الفض السلمي

أطلقت ووزارة الداخلية عدة مناشدات لإقناع المعتصمين بفض اعتصامهم بشكل سلمي، لكن قيادات جماعة الإخوان كان يقابلونها بمزيد من الشحن والادعاءات بقرب الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي من ناحية، وأن هذه البيانات مجرد توجيهات لبث الخوف في قلوبهم ولكن لا يوجد فض.

كما أن الإخوان بدأوا يمنعوا الناس من الخروج من الاعتصام مؤكدين أنهم في مكانهم لنصرة الشرعية والدين الإسلامي في محاولة منهم لإطالة أمد الاعتصامين، والضغط على القيادة السياسية، أملا منهم في إمكانية التفاوض حول عودة المعزول مرة أخرى.

تصديق منظمات حقوق الإنسان

وعقد وزير الداخلية عدة اجتماعات مع منظمات حقوق الإنسان من الاتحاد الأوروبي  لاستعراض الأوضاع الأمنية المتردية بمحيط الاعتصامين، فأكدت جميعها ضرورة فض الاعتصامين، حفاظا على أرواح المواطنين، وبعرض الأمر على المستشار هشام بركات، النائب العام وإثبات جرائم العنف التي تحدث تحت مسمى الاعتصام قرر بضبط الجرائم والمخالفات باعتصام رابعة، وضبط القائمين على تنظيم الاعتصام من قيادات الإخوان.

وتم بث بيان في التليفزيون المصري جاء فيه : «أناشد فيه المعتصمين للمرة الأخيرة فض اعتصامهم بشكل سلمي، وأعلنت فيه عن توفير ممرات آمنة لخروج المعتصمين، مع التعهد بعدم التعرض لأى منهم، وأكدت تخصيص طريق النصر بالنسبة لمعتصمى رابعة العدوية، وشارع الجيزة بالنسبة لمعتصمى النهضة».

ساعة الصفر 

وفى الساعة الخامسة فجرا تحركت القوات من معسكراتها باتجاه ميداني رابعة العدوية والنهضة؛ ووصلت القوات في حوالى الساعة السادسة والنصف صباحا، ثم فرضت كردونا أمنيا حول محيط الاعتصامين وتم تمركُز القُوَّات القائِمة على إنهاء التجمهر  بجميع المحاور المُؤدية إلى ميدان رابعة العدوية " شارع الطيران القادِم من ناحِية التأمين الصِحِّي , شارع الطيران القادِم من ناحِية شارِع صلاح سالِم , شارِع يوسِف عبَّاس القادِم من ناحِية شارِع صلاح سالِم، طريق النصر من ناحِية طيبة مول".

وتم تحديد طريق النصر من ناحِية النُصُب التِذكاري كممر آمِن لخروج المُتجمهرين، وبكُل مِحور كان بمُقَدِّمة القُوَّات سيَّارات الإنذار – السيَّارات المُحَمَّلة بمُكَبِّرات الصوت – وخلفها سيَّارات الإطفاء – التي تم إستِخدامها في إخماد النيران التي أشعلها المُتجمهرين بالخِيام وبمُحيط التجمهر – واللوادر الثقيلة – التي قامت بإزاحة الحواجِز والسواتِر الخرسانِيَّة التي شيَّدها المُتجمهرين على أطراف التجمهر – وخلفهما سيارات ومُدَرَّعات التابِعة لقُوَّات الأمن المركزي ويُحيط بهم تشكيلات قُوَّات الأمن المركزي – التي إقتصر تسليحهم انذاك على أدوات فَض الشغب وبواعِث الغاز.

ممرات آمنة للخروج

وخلفهم قُوَّات مُديريَّة أمن القاهِرة المُشَكَّلة من الضُبَّاط النِظاميين والبحثيين وضُبَّاط المُفرقعات وخلفهم على مسافة بعيدة جِدَّاً بعض مُدَرَّعات القُوَّات المُسلَّحة – التي إقتصر دورها على التأمين العميق " حماية الخُطوط الخلفيَّة " للقُوَّات القائِمة على تنفيذ قرار النيابة العامَّة - وحال البدء في مُناشدة المُتجمهرين لإجلاء مُحيط التجمهر سِلميَّاً عبر سيَّارات مُزوَّدة بمُكبِّرات صوت وطـالبتـهم سلميا باخلاء ميدان رابعة ومحيطة ووفرت لهم طريق النصر المؤدي الي النصب التذكاري كممر آمن للخروج.

خراطيم المياه وقنابل الغاز

ومنهم من اتبع ونفذ ذلك بالخروج الأمن والبعض الأخر من المتجمهرين اثر البقاء ولم يلتزم بالقانون الا ان القوات تدرجت في الإستعداد بان قامت بإستخدام خراطيم المياة لتفرقتهم وفقا للقواعد المقررة قانونا فى هذا الشأن  فقام بعض المُتجمهرين برشق القُوَّات بالحِجارة والشماريخ وزُجاجات المولوتوف وإطارات السيَّارات المُشتعِلة , فقامت القُوات بالتصدِّي لهم بالمياه بواسطة سيَّارات الإطفاء وببواعث الغاز.

وحينئذٍ أضرم المُتجمهرون النيران بالخِيام وسيَّارات المواطِنين الكائِنة بالشوارِع الخلفيَّة المُحيطة بمسجِد رابعة العدويَّة لإعاقة تَقَدُّم القُوَّات صَوْب عُمق التجمهر , كما إعتلى بعض العناصر المُسلَّحة من بين المُتجمهرين مبنى خلف طيبة مول وأمطرت القُوَّات القادِمة من شارِع أنور المُفتي بوابل من الطلقات الناريَّة لعمل ساتِر نيراني حتى يتسنَّى لقيادات جماعة الإخوان المُسلمين الفرار عبر ذلِك الشارِع، ومن ثم لم تتمكن القُوَّات من تنفيذ قرار النيابة العامَّة بشأن ضبط سالِفي الذِكر أنذاك.

واتخذت جماعة الاخوان إجراءات الحيطة عن يمين ويسار الإعتصام وأعتلوا أسطح العقارات بالسلاح الألي ، وفي بداية التعامل سقط  6 شهداء من رجال  شرطة ، وبعدها أصدر وزير الداخلية تعليمات بالتوقف حفاظاً علي أرواح رجالة، حتى الساعه السادسة والنصف مساءاً ، وسط شائعات بإفشال الفض.

بعدها تقدمت العمليات الخاصة التي اقتحمت عقارين للسيطرة على المسلحين أعلى الأسطح وضبطوا 16 مسلحا، وقبل السيطرة على آخر عقار هربت قيادات الإخوان من الاعتصام ، وهربوا عدد كبير من الأسلحة، وكان هناك معتصمين سلميين خرجوا من الاعتصام تبين فيما بعد أن الإخوان دفعت بهم من المحافظات إلى الاعتصام ووصل الأمر أنهم  طلبوا من قوات الأمن مساعدتهم في العودة إلى محافظاتهم.