رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خريطة التنظيمات الإرهابية.. عنف جماعات الإسلام السياسي يجتاح العالم

جريدة الدستور

يمثل عنف جماعات الإسلام السياسي الأكثر والأخطر بين الجماعات المتطرفة، ولا تزال تلك الجماعات تشكل التهديد الإرهابي الأكبر ليس فقط في أوروبا بل العالم أجمع، ففي حين أن فرنسا تعد الدولة الأوروبية الأكثر تعرضا للهجمات الإرهابية التي تشنها الإسلاميون، شهدت مناطق بإفريقيا أيضا سلسلة من الحوادث تهدد استقرار القارة السمراء.

وحذرت تقارير من اتساع رقعة الإرهاب في العالم وارتفاع معدلات عمليات العنف المرتبطة بجماعات الإسلام السياسي، وترصد "الدستور" خريطة الإرهاب حول العالم:

- نيويورك تايمز: داعش يتحالف مع فصائل مسلحة بإفريقيا
حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من خطوة توغل تنظيم "داعش" في افريقيا، قائلة إن التنظيم الإرهابي يلجأ إلى التحالف مع فصائل مسلحة محلية في القارة السمراء، في محاولة "لتعزيز صورته" بعد الضربات التى تلاقها فى سوريا والعراق.

وذكرت الصحيفة: بعد عامين من سقوط ما أطلق "داعش" عليه "الخلافة"، وتشتت عناصره وتفرق مقاتليه، فضلا عن مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، وجد التنظيم "شريان حياة جديدًا" في إفريقيا، إذ يقول محللون، إنه "شكل تحالفات مع جماعات مسلحة محلية، في علاقات تكافلية عززت قوتها، وقدرتها على جمع الأموال وتجنيد المقاتلين"، لا سيما بعد تسجيل الجماعات المسلحة في القارة السمراء معدلات عنف قياسية العام الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم أعلن مسؤوليته الأسبوع الماضي عن هجمات استمرت أيامًا في شمال موزمبيق، حيث نصب مسلحون تربطهم صلات بعيدة بالتنظيم كمينًا في مدينة بالما الساحلية، ما أسفر عن مقتل العشرات، كما أطلق العنان لأحاديث في منتديات تابعة له على الإنترنت، عن إقامة "خلافة" جديدة هناك وفقًا لباحثين.

وأضافت أن كثير من حركات التمرد المحلية ترتبط داعش على نحو ضعيف، لكن على مدار العام الماضى، ومع ارتفاع وتيرة العنف من قبل المتطرفين فى القارة السمراء لمستوى قياسى، استغل داعش الانتصارات الميدانية لرسم صورة القوة لإلهام أنصاره في أنحاء العالم".

ونقلت الصحيفة عن كولين ب. كلارك، خبير شؤون مكافحة الإرهاب بمجموعة سوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية" ومقرها نيويورك قوله: "داعش يتأذى كمنظمة بشكل عام، ولتحسين الروح المعنوية بين مؤيديه، تسعى قيادته إلى رفع الفروع الإقليمية، لإظهار أفضل النتائج في شن الهجمات والحفاظ على وتيرة عملياتية قوية".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن معدلات العنف المرتبط بجماعات الإسلام السياسي قد ارتفع بنسبة 43% في عام 2020 مقارنة بعام 2019، وفقًا لـ"مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية"، وهو مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، مشيرا إلى حصار بالما فى موزمبيق، كان الهجوم الأكثر جأة حتى الآن من قبل الجماعة المتمردة المحلية، وهو جزء من تصاعد مقلق للاشتباكات الوحشية التى شارك فيها متطرفون فى جميع أنحاء القارة.

ونوهت "نيويورك تايمز" أنه على مدار أكثر من عقد، حذر مسؤولون عسكريون أمريكيون، ومسؤولو مكافحة إرهاب، من أن إفريقيا تستعد لأن تصبح الحدود التالية لتنظيمات مثل "القاعدة"، و"داعش"، لافتا إلى أن التنظميين الإرهابيين شكلا تحالفات مع جماعات مسلحة محلية توصف بأنها متطرفة، في السنوات الأخيرة، وأوجدا معاقل جديدة في غرب وشمال ووسط إفريقيا، يمكن أن تستخدم لشن هجمات واسعة النطاق، وفقًا لخبراء ومسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا.

وتابعت أن التنظيم يملك أيضًا أموال حروب بقيمة 100 مليون دولار، وشبكة عالمية من الخلايا خارج الشرق الأوسط، تمتد من الفلبين إلى أفغانستان، وفقًا مسؤولي مكافحة إرهاب في أميركا والأمم المتحدة، كما اجتمع "التحالف الدولي" في العاشر من نوفمبر 2020، لبحث تهديدات التنظيم في غرب إفريقيا، وأشاروا إلى "قلق من التهديد الخطير والمتنامي" الذي يشكله منتسبو داعش في هذه المنطقة.

وذكرت الصحيفة، أن "الجماعات المسلحة توغلت عبر منطقة الساحل، الممتدة من السنغال إلى السودان، في مناطق لم يمسها العنف المتطرف من قبل، وعلى طول ساحل المحيط الهندي في الصومال، فرض المسلحون المرتبطون بتنظيم القاعدة سيطرتهم على أجزاء كبيرة من المناطق الريفية. وفي أقصى الجنوب في موزمبيق، تحوّل التمرد الذي شارك فيه بضع عشرات من المسلحين قبل ثلاث سنوات إلى حرب شاملة".

من جهته، قال جوزيف تي سيجل، مدير الأبحاث في "مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية": "لا تتمتع أي من هذه الجماعات بقوة غير عادية، إنها فقط لديها القدرة الكافية لزعزعة استقرار هذه الدول الهشة غير القادرة على الحفاظ على وجود أمني".

ولفتت الصحيفة إلى أن "داعش" أقام علاقات مع عدد من حركات التمرد المحلية، في ما وصفه محللون بأنه "زواج مصلحة"، ويُمكّن التنظيم من "استغلال هجمات المسلحين المحليين باعتباره دليلًا على أن وجوده العالمي ما زال حيًا وقويًا".

- واشنطن بوست: أمير داعش الحالي مخبرا لدى أمريكا
كشفت صحيفة " واشنطن بوست" الأمريكية عن بن أبا إبراهيم الهاشمي القرشي الذي بايعه تنظيم "داعش" الإرهابي خلفا لأبي بكر البغدادي، عمل مخبرا للأمريكان خلال سجنه في العراق.

وذكرت الصحيفة إنه تم تصوير المعتقل العراقي M060108-01، في إشارة إلى القرشي على أنه سجين نموذجي، "متعاون" مع سجانه الأمريكي، حتى أنه بدا وكأنه يبذل قصارى جهده ليكون مفيدا، خاصة عندما يعرض عليه فرصة للإبلاغ عن منافسيه داخل تنظيمه.

وأضافت الصحيفة أن القرشي قدم على مدار عدة أيام من استجوابه عام 2008 توجيهات دقيقة حول كيفية العثور على المقر السري للجناح الإعلامي للتنظيم، وصولا إلى أدق التفاصيل مثل لون الباب الأمامي.

وعندما سئل عن القائد الثاني للمجموعة وهو سويدي من أصل مغربي يدعى أبو قسورة، رسم القرشي خرائط لمكان التجمع حيث يسكن الرجل، حيث تمكن الجيش الأمريكي بعد أسابيع من هذه المعلومات، من قتل أبو قسورة في غارة على مدينة الموصل العراقية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق السرية التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية، أظهرت أن القرشي كان مخبرا غزير الإنتاج وقد قدم عشرات التفاصيل التي لا تقدر بثمن ساعدت من يحاربون التنظيم الإرهابي الذي يرأسه الآن.

ونقلت الصحيفة عن كريستوفر ماير، مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة قوله إن "القرشي واسمه الحقيقي أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى فعل الكثير لإنقاذ رقبته، وكان لديه سجل طويل من العداء تجاه الأجانب في داعش".

ولفتت الصحيفة إلى أن القرشي عراقي الجنسية والذي كان يبلغ 31 عاما حين اعتقل أواخر 2007 أو مطلع 2008، خضع لعشرات الاستجوابات من قبل المسؤولين العسكريين الأمريكيين، وأن التاريخ الدقيق لإطلاق سراحه غير معروف لكن سجل الاستجواب توقف في يوليو 2008.

يذكر أن وكالة رويترز للأنباء كانت أفادت في أكتوبر 2019 بأن تنظيم "داعش" أعلن مبايعة القرشي خلفا للبغدادي، الذي تمت تصفيته في الـ27 من أكتوبر.

- فرنسا تعتقل فتاة بتهمة أستهداف كنيسة
في سياق الإرهاب الذي تنشره جماعات الإسلام السياسي داخل أوروبا، لا تزال فرنسا من أكثر الدول تعرضا للهجمات، فقد أعلن مكتب المدعى الفرنسي، المختص بمكافحة الإرهاب، إنه تم اعتقال فتاة عمرها 18 عامًا، تعتبرها السلطات الشخص المشتبه به الرئيسي في "مؤامرة محتملة" لشن هجوم على كنيسة بمدينة مونبلييه في عطلة عيد الفصح.

ووفقا لموقع "ريببلك وورلد"، أشار مكتب النائب العام إلى أن الفتاة التي لم يُذكر اسمها،( ولكنها تعرف باسم LB) لم تكن معروفة للأجهزة الأمنية، مضيفا إنه خلال تفتيش منزلها في مدينة بيزيرس عُثر على صورة للمدرس الفرنسي صامويل باتي، ضحية الذبح على ايدي الجماعات المتطرفة.

واجري القبض على الفتاة ذو الـ18 عام كجزء من تحقيق لمكافحة الإرهاب في مؤامرة هجوم مشتبه بها استهدفت مدينة مونبلييه، وقالت وحدة ادعاء مكافحة الإرهاب أن الفتاة تواجه اتهامات التورط في مؤامرة إرهابية إجرامية وحيازة عبوات ناسفة، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس البلدية روبرت مينارد إن الفتاة كانت "تشجع" الجيران على مشاهدة مقاطع فيديوهات لتنظيم داعش الارهابي.

وفي وقت سابق، كشف المدعون إن السلطات ألقت القبض على خمس نساء في بيزييه وقد بدأت السلطات تحقيقًا أوليًا فيما يتصل بتلك المؤامرة المحتملة، التي جاءت في أعقاب ذبح باتى فى أكتوبر 2020.

ولفت تقرير الموقع أن إلى فرنسا روعت بالهجمات الإرهابية، حيث أدى الحادث الأخيرة (مقتل باتي) لتجدد المخاوف من هجمات إرهابية للمتطرفين فى البلاد، مضيفا: "لا تزال البلاد في حالة تأهب قصوى في أعقاب المذابح التي ارتكبها المتطرفون الإسلاميون على أراضيها في عام 2015 وكذلك سلسلة من الهجمات في أواخر عام 2020. وشملت الهجمات قطع رأس مدرس في مدرسة على يد مراهق من منطقة الشيشان بجنوب روسيا وكما وقع الهجوم بالسكاكين في 29 أكتوبر على كنيسة في مدينة نيس الجنوبية من قبل مهاجر من تونسي خلف ثلاثة قتلى."

- مصرع 11 جنديًا في هجوم إرهابي بنيجيريا
أعلن الجيش النيجيري مصرع ضابط بالجيش وعشرة جنود في ولاية بينوي، في هجوم وصفه بأنه "غير مبرر"، في إطار أعمال تيار جماعات الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة في منطقة الحزام الأوسط المضطربة، والتي أحدثت موجة من عدم الاستقرار في نيجيريا، أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان.

ووفقا لما أفادت به وكالة "رويترز"، قال الجيش في بيان إن "هذه العناصر البغيضة" ستقع في قبضته وسيتعامل معها "بكل حزم".

وقال المتحدث باسم الجيش، محمد يريما، إنه تم الإعلان في البداية عن فقدان الجنود أثناء قيامهم بمهمة روتينية، لكن فريق البحث والإنقاذ عثر على جثثهم في وقت لاحق. وأضاف أن "الجهود جارية لملاحقة مرتكبي هذه الجريمة النكراء وتقديمهم للعدالة".

- ذبح 12 شخصًا أجنبيا في موزمبيق
أعلن قائد الشرطة في موزمبيق إنه عُثر على 12 شخصًا، يحتمل أنهم أجانب، مذبوحين بعد هجوم تبناه تنظيم "داعش" على بلدة بالما بشمال موزمبيق، وفقا لوكالة "رويترز".

وقال قائد الشرطة بيدرو دا سيلفا، للصحفيين الذين زاروا البلدة إنه لا يستطيع التأكد من جنسيات القتلى، لكنه يعتقد أنهم أجانب؛ لأنهم من البيض.

وتابع:"قُيدوا وقُطعت رؤوسهم هنا" مشيرًا إلى أجزاء من الأرض قال إنه دفن فيها الجثث بنفسه في بلدة بالما، بالقرب من مشاريع غاز طبيعي بقيمة 60 مليار دولار.

وينشط متشددون مرتبطون بتنظيم "داعش" بشكل متزايد منذ عام 2017 في مقاطعة كابو ديلغادو الشمالية في مدينة بالما الساحلية بشمال موزمبيق، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان لديهم هدف موحد.

وقال المكتب الرئاسي في جنوب أفريقيا: "تشعر (سادك) بقلق عميق إزاء الهجمات الإرهابية الجارية في إقليم كابو ديلجادو، حيث تقوم شركة "توتال" الفرنسية بتنفيذ مشروع للغاز السائل في المنطقة، تبلغ قيمته نحو 17 مليار يورو.

ونقلت الشركة أكثر من ألف موظف إلى مكان آمن في أعقاب الهجوم. وقال تنظيم "داعش" إن مقاتليه سيطروا على المدينة، وقتلوا 55 من قوات الأمن. وازدادت الدعوات إلى التدخل العسكري من جانب تجمع "سادك" وأيضًا التحذيرات من انتشار الإرهاب في الدول المجاورة. وينفذ المسلحون هجمات وحشية في إقليم كابو ديلغادو منذ عام 2017، ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، نزح أكثر من 530 ألف شخص من المنطقة.