رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لخطة الرئيس السيسي لتحويل القاهرة إلى متحف مفتوح

السيسي
السيسي

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على تطوير مواقع القاهرة التاريخية لتصبح عاصمة مصر بمثابة متحف مفتوح للإنسانية كلها، وذلك خلال حديثه أمس مع أودرى آزولاى، مدير عام منظمة اليونسكو.

وعانت القاهرة لسنوات طويلة من الازدحام والعشوائية واهمال المناطق التراثية والتاريخية، لكن كل ذلك تغير خلال السنوات الماضية وسعت الحكومة لتحويل وسط القاهرة لمنطقة ثقافية وتجارية، تستعرض "الدستور" القصة الكاملة لتطوير القاهرة وتحويلها لمتحف مفتوح.

ـ مشروع تطوير منطقة القاهرة الخديوية

تمتد القاهرة الخيديوية بين ميداني التحرير والأوبرا مرورا بميداني طلعت حرب ومصطفى كامل، وكان قد بناها الخديوي إسماعيل، أحد حكام مصر، في القرن التاسع عشر، وتنتمي مبانيها إلى طرز معمارية باريسية.

ونفذت الحكومة خطتها للتطوير بالاعتماد على الدراسات السابقة في هذا الشأن ودراسات البنك الأوروبي وذلك بعد المردود الإيجابي لتطوير ميدان التحرير، وتضمنت استرداد الواجهات الخارجية لمسرح دار الأوبرا الملكية وإعادة توظيف الفراغات الداخلية لجراج الأوبرا والمبنى الإداري لمحافظة القاهرة، بشكل يماثل الواجهات الأصلية للأوبرا القديمة له لتتناسب مع النسق المعماري مع الإبقاء على مبنى الجراج والمبنى الإداري دون الإخلال بوظيفته الأساسية كجراج يخدم هذه المنطقة المزدحمة بالعاصمة، ليكون للمشروع أبعاد ومردود ثقافي واقتصادي وسياحي واجتماعي.

وسعى المشروع لتحويل وسط المدينة لمتحف مفتوح للواجهات المعمارية الأثرية التي تمثل حقبة زمنية حظيت مصر فيها بمكانة معمارية مهمة.

ـ مشروع تطوير القاهرة الإسلامية

تهدف الدولة من خلال خطتها لتطوير القاهرة الإسلامية لعودة الارتقاء بالمناطق التي تحمل طابعًا إسلاميًا في مصر، وشملت تطوير مسجد الحسين والمنطقة المحيطة وتطوير منطقة الدرب الأصفر، مرورا ببعض السبل التاريخية، وتطوير سوق السلاح الذي يبدأ من مسجد السلطان حسن والرفاعي ويصل إلى باب زويلة حيث سيتم تطوير كافة وجهات المباني، والأرصفة، واستبدال الإسفلت الموجود بطبقة البزيت.

كما تشمل الخطة إعادة توظيف بعض المناطق التاريخية، لتكون جسر سياحي جديد، وإنشاء سوق للحرف اليدوية الموجودة بالحسين مع ترميم كافة المباني المتهالكة الموجودة بالمنطقة بالتنسيق مع وزارتي الأوقاف والسياحة والآثار ومحافظة القاهرة.

وسيختلف تطوير القاهرة الإسلامية عن تطوير ميدان التحرير فستأخذ القاهرة الإسلامية الشكل التاريخي الإسلامي، وسيكون عن نفس نمط تطوير شارع المعز بالإضافة إلى توحيد الإنارة بتلك المنطقة، مع توحيد لافتات المحال التجارية، بنا يتناسب مع ملامح التطوير وإعادة ترميم المباني؛ للتلائم مع المنطقة التاريخية.

ـ تطوير القاهرة التاريخية

جاء تنفيذ مشروع القاهرة التاريخية بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي حفاظا على القاهرة التاريخية التي تعرضت لإهمال متراكم عبر عقود طويلة".

ووضعت الدولة ثوابت أساسية قبل عمل الدراسات الهندسية، منها الحفاظ على النسيج العمراني، ومنع إزالة أو تهجير أهل هذه المنطقة، وكذلك الحفاظ على الحرف اليدوية والأنشطة التجارية، فلن تتوقف عملية التطوير عند الآثار فقط، بل يمتد للحفاظ على النسيج العمراني بأكمله.

ومن بين الأهداف الرئيسية لعملية تطوير القاهرة التاريخية، إحياء لجميع الحرف التاريخية والتراثية التي كانت تشهدها المنطقة، والتي عانت خلال السنوات الماضية من الإهمال والتعديات، خاصة بعد 2011، حيث قام البعض بالبناء بشكل مخالف والتعدي على المباني التراثية ذات الطراز المعماري الخاص، بخلاف التشوهات التي طالت المباني بالتعلية العشوائية بعشرة أدوار أو أكثر بما يخالف القانون.

وتتضمن خطة التطوير إزالة بعض التعديات وإزالة الارتفاعات المخالفة مع الاحتفاظ بالأدوار الرئيسية على نمط معماري مقارب للشكل التراثي للمنطقة، وسيحرص المشروع على إعادة إحياء الحرف التراثية التي تميزت بها مصر على مدى قرون، والتي هجرها أصحابها ليتحولوا لسائقي «توك توك»، وحولوا محالهم التي كانت تبدع فنون التراث المصري لورش منتجات صينية وصيانة هواتف، وهو ما يحول المكان لسوق لا يختلف عن أي سوق عشوائية.