رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الله يا أستاذ»... كيف أغضب الأطرش ملك المغرب أثناء تحيته؟

جريدة الدستور

خلال رحلته الطويلة في بلاط صاحبة الجلالة، جمعت الصداقة بين الكاتب الصحفي محمود عوض وعدد كبير من نجوم الفن تتصدرهم أم كلثوم التي سطر سيرتها الذاتية في كتابه "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد"، ثم لحق بها الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، والذي كتب عنه عندليب الصحافة أيضًا "عبدالوهاب الذي لا يعرفه أحد".

تلك العلاقة القوية مع هذين العملاقين الكبيرين لم تختلف كثيرّا عن عمق الصداقة التي ربطت بينه وبين عندليب الغناء عبدالحليم حافظ، حيث ألف عندليب الصحافة لعندليب الغناء مسلسله الإذاعي الوحيد "أرجوك لا تفهمني بسرعة".

وبحكم متانة تلك العلاقة وصلابتها كان "عوض" شاهدًا على الكثير من الحكايات والحكاوي بين هؤلاء الكبار وعدد غير قليل من رموز السياسة وعمالقة الأدب والفكر؛ ومن أبرز تلك المواقف ما تم بين الفنان فريد الأطرش والملك الحسن الثاني ملك المغرب السابق، وذلك أثناء الاحتفال بالعيد السنوي لجلوسه على العرش.

في تلك المرة التي حضرها يحكي في كتابه "بالعربي الجريح"، أنه خلال الحفل قام "فريد" بالغناء، وأثناء غنائه أبدع وأطرب "الأطرش" وكأنه لم يغن من قبل، وكأنه أسقى الحاضرين كأسًا من النبيذ فسكروا حتى الثمالة.

بمجرد أن فرغ فريد من وصلته الغنائية قام الحاضرون بالتصفيق حتى كادت أيديهم أن تنزف دما، وعندها تقدم الملك "الحسن" لتحيته وهو يقول له: "الله يا أستاذ فريد أمتعتني"، ليرد على تحيته قائلا: "دا علشان سموك حساس جدًا"!

يحكي عوض حين سمع ملك المغرب العبارة وجدت لون وجهه وقد تغير تمامًا، فنظرت إلى "عبدالحليم" وجدته يتظاهر بعمل شىء ما، ثم التفتت إلى "عبدالوهاب" فرأيته وقد اشتعل غضبًا ووجهه كاد ينفجر من الغيظ، خاصة بعدما كرر "فريد" العبارة أكثر من مرة، لدرجة دفعت الملك "الحسن" لأن يقول له "اتفضل اجلس ثم انصرف وتركه".

بمجرد أن انصرف الملك قام "عبدالوهاب" بتعنيف "فريد" بشدة قائلا "إيه اللي أنت عملته ده.. إزاي تقوله الكلام ده"؛ فبدا "الأطرش" وهو غير مستوعب لحديث الموسيقار قبل أن يوضح له كلمة حساس دي يا أستاذ باللهجة المغربية تعني "شاذ"، وأنت لم تكتف بقولها مرة واحدة، بل كررتها مرات.

وقتها، والكلام ما زال على لسان عوض، انتابت الصدمة فريد الأطرش وعلامات الدهشة والاستعجاب تحاصر وجهه من كل اتجاه.