رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سنة أولى أمومة.. الأمهات الجُدد يشاركن تجربتهن مع «الدستور»

أمومة
أمومة

"سنة أولى أمومة"، قلق، خوف، فرحة، رهبة، جميعها مشاعر وحالة تتعرض لها كل أم جديدة تجد نفسها في حياة مختلفة كليا.

فكرة العيش بحياة تحتوى على روح جديدة يجب تحمل مسئوليتها تؤدي بالكثير من المشاعر الغير متزنة، والأمومة في أول لحظاتها تختلف عن إتقانها والعيش بها لفترة طويلة، وبالتزامن مع الاحتفال بعيد الأم شاركت الأمهات الجدد تجربتهن مع "الدستور".

وتحكي كل واحدة ما تعرضت له من رهبة وخوف وتردد لفرحة وسعادة ولا توصف، ذلك الوصف الذي لخصته سمر خالد صاحبة الـ٢٥ عاما بعد ولادتها لطفلها يزن منذ أشهر.



ـ سمر خالد: "الأمومة صعبة بس بتهون بضحكة من طفل صغير مني"
"الحكاية ابتدت وأنا رايحة اطمن على حركة الطفل لأنها قلت وفجأة لقيت نفسي داخله العمليات ويلا هتولدي دلوقتي"، مع ذلك المشهد الذي وصفته سمر كانت قد عاشت حينها مجموعة من المشاعر ما بين خوف علي لهفه على سعادة.

وتابعت: "شويه وشرف احلي حاجه في حياتي مش هنسي اول ما الدكتور طلعه من جوايا وحطهولي في حضني كميه دفا نستني اي وجع انا حاسه بيه"، حيث أن الخوف والاطمئنان كان طفلها سببا به وحده بالرغم من صغر حجمه، وبمجرد رجوعها للمنزل وهو بجانبها بدأت قصتها.

تلك القصة التي تمثلت في عيش بعض الأشياء للمرة الأولى والتعامل مع كائن حي لا يملك أي قدرة على التعبير عن ما يريده أو وصف بما يشعر بها، فواجهت بكاء وسهر دون حل او العثور على طريقة لفهمه حتى استطاع ان يحول حياتها كليا.

وبمرور الأيام كان لكل اول شيء له معها إحساس مختلف، وفي أول تطعيم ورؤية جزء منه يكبر أمام عينيها، وقالت: "أنه يكبر عندي بالدنيا وما فيها صحيح الأمومه صعبة ومتعبة ومحتاجه وقت وصبر ومجهود بس كل ده بيهون مع ضحكه منه ليكي وماسكه كفوفه الصغيره لأيدك".

"شقلب حياتي وخد عقلي".. كان لوجود طفل في حياة فتاة لا تتعدى الـ٢٥ عام دور كبير في تعرضها للغبطة والتحول، حيث حصل على تركيزها كاملا وأكدت على عيشها بعض المواقف المضحكة بسببه.

وعن ارتباطها به فأوضحت سمر أنها أصبحت تشتاق لطفلها بمجرد نومه أو تركه بالمنزل لدقائق معدودة معلقة: "لما بنزل وبسيبه جزء من قلبي بيبقي معاه ودماغي كلها بتفكر فيه ومشغوله عليه".



ـ سوزي السيد: "بنتي شاركتني طفولتي اللي كنت فاكرة انها هتنتهى بشيل المسئولية"

كانت لتجربة سوزي السيد صاحبة الـ٢٤ عاما أشياء مختلفة، حيث تبدلت أولوياتها بمجرد ولادتها لطفلتها، فتحولت أحلامها جميعها تجاه طفلتها فقط وعلقت: "فلا شيء أصبح أعظم من قدوم طفلتي"، حيث كانت لها سببا في الشعور برضا كبير بعد ما تعرضت له من خوف وترقب قبل ولادتها.

ما بين الفرحة والقلق وصفت سوزي حالتها في يوم ولادة طفلتها فتسارع عقلها وقلبها معا تجاهها بالرغم من دقات قلبها المتسارعة خوفا من هذه التجربة الجديدة، لكن كيف لا تسيطر عليها السعادة وهي سترى ما انتظرته لتسعة أشهر.

وبمجرد اختفاء كل الآلام الجسدية للأبد التي تسببت بها الولادة بدأ خوف من نوع أخر يلازمها وهو تحمل المسئولية، حيث أن حياتها ارتبطت كليا بفتاتها الصغيرة، وقالت: "لم يعد يعنيني أن أكون الأفضل إلا لأنه في صالح أبنتي".

لم ترى سوزي أن للأمومة عبء في حياتها، بينما عيشها لحظاتها بجانب طفلتها كل ما تريده بالرغم من بعض المعاناة التي تواجهها في التأقلم على تحمل مسئوليتها كاملة.

وعن ارتباطها بها فأصبحت تعيش كل تفاصيلها معا، معلقة: "مبتنيمنيش ونقعد نلعب بدل ما اعيط ولما بتغيب عني ثواني بحس انها وحشاني".

"أكتر موقف مضحك كان ليا معاها أول ما ولدتها ولقيتها بغمازات بقيت كل ما اشوف دكتور ولا ممرضة أقولهم بنتي عندها غمازة انا شوفتها"، حيث لم تسيطر على فرحتها بأخذ طفلتها شيء من ملامحها.


ـ شهد علي: "اكتئاب وخوف ثم فرحة ولهفة"
اختلفت شهد في تجربتها مع الأمومة لاول مرة في تعرضها للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة وعدم قدرتها على تقبل الأمر وتحمل مسئولية طفل صغير لا يتعدى الأيام، حيث قابلته بالرفض والخوف الشديد.

لم تستطع شهد أن تعيش أول أيام حياتها مع طفلها بشكل طبيعي لما اعتبرته الفتاة العشرينية أنها ستكون على غير دراية أو قدرة به، ولكن بمجرد اطلاع الطبيب عليها وحصولها على بعض الأدوية اختلف الأمر.

"مجرد ما استرجعت وعيي وفهمت أنه سند ليا مش عائق"، على الرغم من صغر عمرها على كونها ان تصبح أم إلا أن شهد حاولت السيطرة على الرهبة والخوف وتقبلت وجود طفلها وتحولت معاناتها لحب وتعلق شديد.

تجد شهد الأمومة من وجهة نظرها امر كبير يحتاج للإعداد له والتهيئة كونها مرحلة مختلفة كليا تتحول الفتاة من المدللة للمسئولة عن تدليل شخص آخر، وعن ارتباطها بطفلها فأكدت شهد أن الأمر تغير كليا بعد أن رأت أول ابتسامة له.

وكانت من المواقف المضحكة لها معه هو وضع قدمه في فمها في كل مرة ترضعه بها، وكأنه يحاول مداعبتها والتخفيف عنها لما عاشته من توتر وقلق فور قدومه للحياة بجانبها.