رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الدفاع الأمريكي يزور الهند لمحادثات تركز على الصين

وزير الدفاع الأمريكي
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن

وصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى الهند حيث سيجري أول لقاء مباشر بين مسؤول في الإدارة الأمريكية الجديدة ونيودلهي، في زيارة ستكون الهواجس المشتركة المرتبطة بالصين إحدى أبرز نقاط البحث فيها.

وتعد الهند حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في المنطقة، علما أن توقيت الزيارة يأتي في أعقاب محادثات أولى طغى عليها البرود بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسئولين صينيين رفيعي المستوى في ألاسكا.

وقبل ذلك، كان أوستن وبلينكن قد زارا اليابان وكوريا الجنوبية، الحليفين البارزين لواشنطن في منطقة آسيا المحيط الهادئ حيث يثير سعي الصين إلى توسيع نفوذها هواجس الدول المجاورة.

وكذلك شارك الوزيران الأميركيان في قمة عبر الفيديو بين قادة ما يعرف بتحالف "كواد" الرباعي الذي يضم الولايات المتحدة وأستراليا واليابان والهند، والذي يُعد الهدف من تشكيله احتواء نفوذ الصين.

وتستمر زيارة أوستن لنيودلهي يومين سيلتقي خلالهما رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وفق مسئول أميركي رفيع، ووزير الخارجية الهندي سوبرامنيام جايشانكار، ووزير الدفاع راجناث سينغ ومستشار الأمن القومي آجيت دوفال.

لطالما كانت العلاقات شائكة بين الولايات المتحدة والهند، لكن توجّسهما المشترك من الصين قارب بينهما في عهد مودي وسلف بايدن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وفي يونيو قُتل 20 جنديا هنديا وأربعة جنود صينيين في اشتباكات عند حدود متنازع عليها في منطقة هيمالايا، كانت الأولى التي تسفر عن سقوط قتلى منذ عقود.

وإثر الاشتباكات أرسل البلدان الآسيويان العملاقان تعزيزات عسكرية إلى الحدود، علما أنه تم نزع فتيل التوتر في الأشهر الأخيرة باتفاق نص على سحب الجنود من إحدى مناطق النزاع.

ويثير دعم بكين لباكستان غضب نيودلهي، وكذلك الأمر بالنسبة للاستثمارات الصينية في دول المحيط الهندي على غرار سريلانكا وجزر المالديف والنيبال، وتخوض الهند والصين نزعا آخر عنوانه "دبلوماسية اللقاحات" إذ تتنافسان على إمداد دول بجرعات لقاحات لضمان استمرارية النفوذ والولاء.

وفي العام 2016 أعلنت الولايات المتحدة الهند "حليفا دفاعيا رئيسيا" لها، ومذّاك وقّع البلدان مجموعة اتفاقات تسهّل نقل الأسلحة المتطوّرة وترسيخ التعاون العسكري.

ووقّعت شركات أميركية لصناعة الأسلحة صفقات بمليارات الدولارات لتوفير المعدات العسكرية بما فيها الطائرات المروحية في إطار برنامج بقيمة 250 مليار دولار لتحديث تجهيزات القوات المسلّحة الهندية، إلا أن روسيا تبقى أكبر شريك للهند على صعيد التسلّح، وفي العام 2018 وقّع مودي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صفقة بقيمة 5،4 مليارات لشراء منظومة صواريخ اس-400 الدفاعية الروسية.

وتعد الصفقة انتهاكا لحظر تفرضه الولايات المتحدة على شراء الأسلحة الروسية، وتخوض الهند منذ سنوات مفاوضات لتجنّب الخضوع للعقوبات، على غرار ما حصل مع تركيا المنضوية في حلف شمال الأطلسي على خلفية شرائها منظومة صواريخ اس-400.

وقال المسؤول الرفيع في وزارة الدفاع الأميركية إن "الشراكة تقوم على مصالحنا الاستراتيجية المشتركة مع الهند، والدعم والتنسيق القائم بيننا لترسيخ نظام دولي مبني على قواعد".

ولكن أوستن قد يطرح ملف حقوق الإنسان في الهند، وهو ما اعتبر المسؤول أنه يشكّل "حيزا مهما من سياسة إدارة بايدن للدفاع والخارجية"، وقال الباحث في مؤسسة "أوبزرفر للأبحاث" الهندية مانوج جوشي لوكالة فرانس برس إن توقيت زيارة أوستن بعد أسابيع قليلة على انتقال السلطات الأميركية لإدارة بايدن "يظهر الأولوية التي توليها واشنطن لنيودلهي".

وتابع جوشي "علاقتنا مع الولايات المتحدة على الصعيد العسكري شهدت تقدّما هائلا، الولايات المتحدة تساعدنا في مواجهتنا مع الصين".