رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مبتأكلش عيش».. محمد جبريل يكشف أسباب ترك العمل بالأدب

والروائي الكبير محمد
والروائي الكبير محمد جبريل

يملك الكاتب والروائي الكبير محمد جبريل ذاكرة فولاذية، رغم أنه تجاوز الثمانين من عمره، فالرجل الذي كان صالون بيته منبعا خرج منه العديد من الكتاب والأدباء، وكانت سببا في صداقته بأديب نوبل نجيب محفوظ؛ كشف خلال أحد حوارته الصحفية التى أجراها تفاصيل حكايته مع الصحافة ورحلته مع الأدب قائلا: «أقر أنني أديب قبل أن أكون صحفي؛ لكن دعني اعترف بأن مهنة الأدب في مصر «ما بتأكلش عيش»؛ لذا كان واجبًا على البحث عن مهنة، أستطيع أن أفتح من خلالها بيتًا، فجاء الاختيار من نصيب الصحافة».

وحدث أن أرسلت إلي سعد الدين وهبة؛ قصتين قصيرة كنت قد كتبهما؛ وبمجرد إطلاعه عليهما؛ وافق على التحاقي بالعمل في جريدة الجمهورية، ومع ذلك رغم أن الصحافة لم تكن هدفي الأول، إلا أنني أزعم أنني كنت صحفي جيد، رغم ملاحظتي على مهنة الصحافة.

فالصحافة في بعض قراءتها؛ وحين تتأمل المشهد بعمق، تجد أنك دائما لا تستطيع أن تقول ما تؤمن به دائما، أو أن تقول رأيك بصراحة؛ لكن الأدب يبقي دائما قادرًا على كسر تلك الحالة من الجمود.

فالأدب دائما ما يستطيع الأديب أن يقول من خلاله، كل ما يرغب في قوله، حني ولو من خلال الرمز، فمساحة الحرية هناك أكبر من تلك المساحة المتاحة في الصحافة، والتي تضع دائما في حساباتها اعتبارات السلطة.. إذا صفحات الأدب دائما ما تكون أصدق أنباءً من سطور الصحافة.

ورغم أن عملي في الصحافة كان سابقا لشغلي في الأدب؛ لكن الميلاد الحقيقي لاسم محمد جبريل في عالم الأدب حدث يوم أن أصدرت رواية «الأسوار» خلال فترة السبعينات، وقتها زعمت أنني أصبحت مثقفًا.

وتلك الراوية مكثت 9 سنوات من عمري أقرأ، وكانت قراءتي خلال تلك الفترة تدور حول مصر في قصص كتابها المعاصرين، وتلك الكتابات كانت ترسم صورة للمجتمع منذ الثورة العرابية وحتى ثورة يوليو.

تلك الراوية التي كتبتها خلال 20 يومًا، نجحت من خلالها في القفز من فوق أسوار ما كان سائدا في كتابة الراوية وقتها.

ويضيف: «نجحت أثناء كتابتي لها في خلق حالة من تفاعل الفنون، بدأت بالموسيقي، ثم «الفلاش باك» المرتبط بالسينما، بجانب الحوار الدرامي، الذي ينتمي أدبيًا لعالم المسرح؛ وباختصار.. «الأسوار» كانت تجربة رائدة في عالم الرواية العربية، ومن خلالها استطعت أن أخرج بمصطلح «الواقعية الروحية».