رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«محمود سعيد أحد أسباب اتجاهى للتفرغ للأدب».. اعترافات نجيب محفوظ

 نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

عرف نجيب محفوظ الفنان محمود سعيد حين قرأ عنه مقالا للعقاد ذكر فيه الكثير عن هذا الفنان، وأورد الكاتب الصحفي والباحث إبراهيم عبد العزيز هذا الموضوع ضمن كتابه "ليالي نجيب محفوظ في شيبرد".

وقال نجيب محفوظ: "فى أواخر العشرينيات الماضية، وقد كنت وقتها ناشئًا فى المرحلة النهائية من الدراسة الثانوية، قرأت مقالًا للعقاد، عن فنان رسام اسمه محمود سعيد، وقد تعجبت جدًا لذلك، فالفن فى ذلك الوقت لم يكن له وجود كبير فى المجتمع، فكيف يفرد العقاد الكبير مقالًا كاملًا عن أحد الفنانين؟".

وتابع: "تناقشت فى هذا مع بعض أصحاب الرأى، فقيل لى إن الأديب ليست وظيفته الأدب وحده، وإنما عليه أن يدرس الفنون كلها، مثل الفن التشكيلى والموسيقى وغيرهما، ينهل منها ما يستطيع، ولقد كان محمود سعيد هو الذى عرفنى على عالم الفن التشكيلى، وقد اكتشفت بعد ذلك أنه كان يقام معرض سنوى وحيد فى شارع إبراهيم باشا بالقاهرة، تعرض فيه أعمال جميع الفنانين، فلم تكن هناك معارض خاصة فى ذلك الوقت لكل فنان، وفى هذا المعرض العام الذى تعودت ارتياده كل سنة، تعرفت على أعمال محمود سعيد لأول مرة".

ولوحاته مازالت منطبعة فى مخيلتى بألوانها مثل "بنات بحرى" و"بائع العرقسوس" والكثير من البورتريهات النسائية التى اشتهر بها، والتى استطاع فيها أن يجسد الجمال الشعبى كما لم يفعل أحد من قبله، وقد كان بالفعل رجلًا عظيمًا، وقد أكد لى بفنه المتميز القيمة الحقيقية للفن التشكيلى، خاصة بعد أن علمت آنذاك أنه كان مستشارًا لكنه ترك القضاء ووهب وقته كله للفن رغم أن وظيفة المستشار كانت واحدة من أرقى الوظائف فى مجتمع تلك الأيام، وقد كان لذلك تأثير على القرار الذى اتخذته بعد ذلك بسنوات حين تركت الفلسفة التى درستها بالجامعة وتفرغت للأدب.