دنيا ميخائيل: نداء فى داخلى دعانى لكتابة رواية «وشم الطائر»
في روايتها الأولى ”وشم الطائر“، والتي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، والصادرة حديثاً عن دار الرافدين في بيروت وبغداد، تستلهم الكاتبة والشاعرة العراقية دنيا ميخائيل حكاية فتاة إيزيدية تقع في الحب وبعد ذلك تقع في قبضة داعش، وتتابع الرواية عوالم الفتاة (واسمها هيلين الذي معناه باللغة الكردية عش الطير) من القرية إلى مدينة الموصل وأخيرًا إلى كندا.
وتابعت "ميخائيل" موضحة: "التقيتُ بنساء كن قد هربنَ توًا من داعش، بعضهن تحدثن معي باللغة الكردية التي لا أفهمها ومع ذلك فهمتُ آلامهن بطلاقة، كتبتُ الكثير عنهن منذ ذلك الوقت بمختلف أشكال الكتابة من شعر وسرد وتوثيق، ولكن ظلَّ هاجس إبداعي بداخلي أن أكتب عملًا تخييليًا يستند إلى الواقع كمادة خام ولكن ليس بمعنى أن يعكسه كمرآة مجرّدة وإنما يصوّر الحقيقة من دون أن يفقد عنصره الفني الخالص.
وكانت "دنيا ميخائيل" في كتابها "سوق السبايا"، والصادر في العام 2017 ٬ قد وثقت 20 شهادة لسيدات هربن من جحيم داعش وحكين ما تعرضن له من أنواع العذاب، وعلى رأسها الاغتصاب وتبادلهن بين مقاتلي التنظيم الإرهابي، وليس أقلها أن تباع المرأة كسلعة في سوق حديث للنخاسة.
شهادات وأنت تقرأها لا تصدق أنها حدثت بالفعل من هولها، قصص يشيب لها شعر الوليد، حقا لا مجازا، وأكثر المشتركات بين هذه القصص صلاة المغتصبين من الدواعش قبل اغتصاب المختطفات، وإن أبدين تساؤلا أو تعجبا من الإله الذي يقبل بصلاة تعقبها جريمة، يكون الرد الفوري: "إنك كافرة نجسة ستتطهرين من لمستي لك".