رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

‏التشويه التناسلى للإناث


تلقيت الأسبوع الماضى دعوة كريمة من مجلس الشباب المصرى برئاسة الدكتور محمد ممدوح، للمشاركة فى حلقة نقاشية تحت عنوان «ختان الإناث عادة أم عبادة؟»، وشاركت فى اللقاء المتميز نخبة منتقاة من رجال الدينين الإسلامى والمسيحى، وعدد من النواب والإعلاميين والأطباء وممثلى الأحزاب السياسية.
إن عملية ختان الإناث، أو كما تسميها بعض الموسوعات الطبية «عملية البتر أو التشويه التناسلى للإناث»، من أعمال العنف ضد المرأة، والعنف ضد المرأة ظاهرة مزمنة، وهو أكثر أحد انتهاكات حقوق الإنسان شيوعًا وانتشارًا، وهو يخترق الحدود الثقافية والإقليمية والدينية والاقتصادية، ويطال كل طبقة وعنصر وعرق وسن ودين وعقيدة وقومية وهوية جنسية، وتعتبر ظاهرة ممارسة العنف ضد المرأة أقبح عار يجلل الإنسانية فى عصرنا الحالى، فهذا العنف الذى تتجرعه المرأة هو سبة شنعاء فى جبين الإنسانية، وأقبح بلاء مُنيت به حقوق الإنسان فى عصرنا الحالى.
والعنف كما عرّفته المادة الأولى من الإعلان العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ٢٠ ديسمبر عام ١٩٩٣هو «أى فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه، أو يحتمل أن ينجم عنه، أذى أو معاناة بدنية أو جنسية أو نفسية للمرأة، بما فى ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان التعسفى من الحرية، سواء أوقع ذلـك فى الحياة العامة أم الخاصة».
وقد ورد نفس هذا التعريف فى الوثيقة الصادرة عن المؤتمر العالمى الرابع للمرأة فى بكين- الصين عام ١٩٩٥.
فالعنف ضد المرأة هو كل سلوك فردى أو اجتماعى أو ثقافى أو مؤسسى يحط من قدر المرأة، ويعمق تبعيتها للرجل، ويحرمها من حقوقها المقررة لها بقوة التشريعات السماوية والوضعية، وأن أنماط العنف ضد المرأة تختلف من مجتمع إلى آخر، ومن شريحة اجتماعية إلى أخرى.
والعنف ضد المرأة فى مصر يتميز عن العنف فى مناطق أخرى من العالم بميزة فريدة وهى أنه يمارس منذ الطفولة، وأحيانًا قبلها، والطفلة مجرد جنين فى أحشاء الأم، فثقافتنا السائدة ما زالت تتوجس من ولادة الأنثى.