لا تهدر طاقتك

نظم أحدهم سباقًا للسرعة، وأجرى السباق بين الكلاب وفهد «الشيتا» كى يعرف مَنْ الأسرع، وأثناء السباق تفاجأ الجميع بأنّ الفهد لم يتحرك من مكانه.. فتعجبوا من سكونه ومكوثه فى مكانه، فسألوا منسق السباق: ما الذى حصل؟! ما الذى جعل الفهد ساكنًا ولم يتحرك ولم يتحمس للسباق ونحن كنا متوقعين غير ذلك؟! فقال لهم:
إن الفهد اعتبر أن محاولة إثبات أنه الأفضل فى سباقه مع الكلاب هى إهانة له.
عندما نتأمل فى حياتنا ونمعن النظر فى الكثير من الصراعات الدائرة نكتشف أن الكثير من الصراعات والنزاعات، وأيضًا المجادلات العقيمة، يدور حول إثبات أننا الأفضل من غيرنا وأننا الأكفأ وأننا الأكثر ذكاء، ونتيجة لهذا تتمزق أواصر المحبة وتُهدر الطاقات التى كان من الممكن أن نستغلها أفضل وأمثل استغلال لو أننا وفّرنا هذه الطاقة لعمل شىء إيجابى يخدم الآخرين.
قارئى العزيز، إن محاولة إثبات أنك الأفضل تعتبر إهانة فى العديد من المرات، لذلك فإن هناك الكثير من المواقف فى حياتنا تحتاج لأن نهدأ ولا نتصارع، وهناك العديد من المجادلات العقيمة السقيمة التى تحتاج لتوفير الطاقة حتى لا يكون هدفنا أننا الأفضل فى كسب الجدل، وهناك العديد من المواقف التى لا تحتاج منّا لبذل أى مجهود لنثبت أننا الأفضل، ولا تحتاج لأن ننزل لمستوى غيرنا بدنوّ أخلاقهم كى نجعلهم يفهمون أننا الأقوى وأننا لن نعجز أمامهم.
فكّر جيدًا عزيزى القارئ، ووفر طاقتك لما يستحق منك البذل، فالفهد يستخدم سرعته فقط للصيد، وليس ليثبت للكلاب أنه الأسرع والأقوى.. تذكّر أنك إذا فشلت فى رفع أحدٍ لمستوى أخلاقك فلا تدعه ينجح فى إنزالك لمستوى أخلاقه..
فلا تنافس ولا تجادل من هو دونك لتثبت قوتك.