رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عراب العنف».. حسن البنا مؤسس الإخوان في عيون الصحافة والكتب

جريدة الدستور

تحل اليوم الذكرى الـ 72 على اغتيال مؤسس جماعة "الإخوان" حسن البنا، والذي تعتبر أفكاره الأساس الذي نشأت عليه الجماعة بخلاف التنظيمات الإرهابية الأخرى، ولا تزال تسير على نهجه حتى اليوم، وتتبع ممارساته العنيفة من قتل وتخريب وتدمير واستباحة محرمات المصريين والشعوب الأخرى، بالنظر إلى التأثير الذي تفرضه الاخوان على الجماعات المتطرفة الأخرى.

وترصد "الدستور" كيف رأت الصحف الغربية والكتب العالمية والعربية، مؤسس الجماعة وكيف أثر في أفكار الجماعات الارهابية والعنف الذي تمارسه على مختلف العصور.

◄ البنا أسس جماعة الإخوان الإرهابية كنسخة عنيفة وقمعية للماسونية

وفي هذا الصدد، كانت ستيفاني جايسون، مستشارة أعمال دولية وخبيرة في شئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قد قالت في تقرير سابق لها علي صحفية "ذا هيل" الأمريكية، الذي تتناول فيه أسباب انتشار العنف والكراهية في المجتمع الأمريكي، أن المهاجرين إلى أمريكا الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان يعتنقون أفكارا "تهدد حريتنا وقيمنا ودستورنا، واندمجوا في مجتمعنا، بشكل لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية".

وأضافت أن "العدوان والكراهية الذي نراه اليوم هو ظاهرة حديثة تتجلى بشكل دوري على مدى 1400 سنة الماضية في المجتمعات الإسلامية التي تأثرت بصعود الإخوان المسلمين بداية من عام 1928".

وتابعت "ظهرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 وتطورت لتصبح أكثر المنظمات الإسلامية تأثيرًا في القرن العشرين. تم إنشاء جماعة الإخوان المسلمين من قبل حسن البنا، الذي كان يبلغ من العمر 22 عامًا والذي كان يحب أدولف هتلر. كان والد حسن البنا طالبًا لمفتي مصر وهو ماسوني. كان والد حسن هو نفسه ماسونيًا بدأ في الماسونية البريطانية.

وأوضحت بأنه أسس جماعة الإخوان الإرهابية كنسخة عنيفة وقمعية من الماسونية القائمة على أيديولوجية الكراهية الإسلامية الراديكالية التي ستصبح الأيديولوجية الأساسية للقاعدة والدولة الإسلامية الإخوان المسلمين من قبل حسن البنا، الذي كان يبلغ من العمر 22 عامًا.

◄ البنا دعا لاستخدام القوة والعنف

ورأت عدة كتب أن البنا أرسى مبدأ العنف والقوة خلال تأسيسه لجماعة الإخوان، وفي كتابه "الإخوان المسلمون.. تاريخ العداوة والارتباط"، قال الباحث البريطاني مارتن فرامبتن، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة كوين ماري في لندن، أن تعاليم حسن البنا منذ نشأته للجماعة في مارس 1928 تتمثل في الدعوة إلى إعادة الخلافة المفقودة"، التي ترفض الفصل بين الدين والدولة، فضلا عن مهاجمة كل مظاهر الانفتاح الاجتماعي، داعيا إلى استخدام القوة والعنف لتحرير الأمة الإسلامية من هذا الانفتاح واصفا إياه بـ"الرذيلة".


◄ البنا يرسخ لمبدأ الهيمنة وفرض قانون الجماعة

فيما شرح الكاتب والباحث سعيد شعيب في كتابه "خطر الإسلام السياسى على الغرب على كندا"، بمشاركة أربعة كتاب وباحثين آخرين، مقولة حسن البنا إن طبيعة الإسلام هى الهيمنة وفرض قانونها على جميع الأمم، وتمديد قوتها لكوكب الأرض بأسره" والذى اتبعها من بعده "أبو الأعلى المودودى" هى الأصل الذى تقوم عليه جماعات الإسلام السياسى حتى الآن.

ويؤكد الكتاب، الذي يوجه رسالة إلى المسئولين فى كندا "الحزب الليبرالى الكندى" يحذر فيها من تهديد الإسلام السياسي للقيم الكندية والنسيج الاجتماعي في البلاد، إن أيديولوجية الإسلام السياسى سواء كانت عنيفة أو غير ذلك هى ضد النسيج الاجتماعى وضد الحريات فى كندا، وأن الإرهاب الذى نشهده هو نتاج هذه الأيديولوجيا، وأن القضاء على الإرهاب ضرورة لكن منع توغل هذه الأيديولوجية الإسلامية داخل المجتمعات الغربية ضرورة أكثر إلحاحا".

وتناول الكتاب: لماذا لم ينجح المجددين المسلمين؟، وهل يمكن القضاء على خطورة الإسلام السياسي؟، ولماذا يتعاون الحزب الليبرالي مع الإسلام المتطرف؟، كما تضمن الكتاب رصدًا لكل المنظمات الإسلامية الإخوانية وغيرها فى كندا وأمريكيا وتحليل خطابها، كما يُفكك الكتاب أدبيات مصنع الإرهاب الذي يُخرج هؤلاء المجرمون.

ويشير "شعيب" إلى أن الإسلام السياسي يشكل خطرًا على كندا والغرب، وهو نفس الخطر الذي يهدد مصر سواء الإسلام السياسي المسلح أو غير المسلح، لافتا إلى أن خارطة الإسلامين في كندا هي نفسها خارطة الإسلاميين في مصر، كما أشار إلى أن الإسلام السياسي يتضمن المنظمات الشيعية المؤمنة بأفكار الخوميني، محذرا دولا عدة، وبخاصة فرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة، من خطر انتشار الفكر الإسلامي التطرفي الذي يسعى إلى السيطرة على جميع أشكال التنظيم الاجتماعى الأخرى، وأكد أن هذا الخطر "قادم لا محالة"، وأن المواجهة والصراع سيحدثان لا محالة.

وأكد الكاتب أن سبب انتشاره الإخوان في كندا يرجع إلى الحرية التي تتمتع بها الدولة، إذ يقومون ببناء مؤسسات ومساجد ويفسدون على المسلمين أفكارهم؛ لأن كل تنوعات الإسلام السياسي حاضنة للإرهاب المسلح أو غير المسلح، لافتًا إلى أنه جرى رصد التحاق 200 كندي في صفوف داعش الإرهابية.

◄ حسن البنا حاول تمزيق الدولة المدنية المصرية بكل ما أوتي من قوة

ومن جهته، كشف الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق، في دراسة بعنوان حقيقة الإخوان المسلمين وعلاقتها بالإرهاب، قائلا لم أشك مطلقا فى علاقة الإخوان بكل الجماعات الإرهابية فى العالم، وبعضها علاقات سجون، لكن فى النهاية هناك تحالفات وتنافس، فالإخوان يستوعبون كل الحركات، ويستخدمونها فى الوقت المناسب، وهذه الرؤية ربطتها بحزب الله، والدليل أن الجماعة بقياداتها وقواعدها كانوا يُمجدون حسن نصر الله طوال الوقت.

وأضاف "سعيد" أن معظم التنظيمات الإرهابية تربت فى أحضان الإخوان، أسامة بن لادن والظواهرى والجماعة الإسلامية والقاعدة وغيرها، وأن منفذوا حادث 11 سبتمبر بدأ كثيرون منهم داخل الإخوان، فالجماعة هى الحضّانة الأساسية لتفريخ الإرهابيين، ومازالت، لكن الدولة المصرية قادرة على مواجهة الجماعة وإرهابها، حتى فى مناخ من التحديات والضغوط الاقتصادية.

وتابع أن مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية حسن البنا حاول تمزيق الدولة المدنية المصرية بكل ما أوتي من قوة، وأن الإخوان دخلوا كعامل في الحياة المصرية منذ عام 1928، وتجنوا على المسار الديمقراطي في مصر، مضيفا أن الجماعة الإرهايبة كانت أحد معوقات المدنية والديمقراطية والحداثة في مصر، وأن دستور 2014 جعل المرجعية العليا في رؤية الدين والدولة هي المحكمة الدستورية العليا، موضحا أن الإخوان لا زالوا يشكلون تهديدا للدولة المصرية.