رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناهضة الختان.. رجال يحكون معاناتهم مع «مشرط الجريمة»

الختان
الختان

يعتبر فبراير من الأشهر المخصصة للمناهضة ضد ختان الإناث، تلك العادة الذميمة التي تسبب أضرارًا بالغة سواء نفسية أوجسدية، ليس للإناث فقط، بل للرجال أيضًا، حيث إنه يعاني بعضهم من عدم تجاوب زوجاتهم لما اتسموا به من برود بسبب استئصال في عملية الختان "البظر"، ذلك الذي يكون المسئول عن الشعور والاستثارة والنشوة.

"أنتي حتة تلجه مش بني آدمة"، هكذا انفجر م.ع 38 عامًا غاضبًا في طليقته بعد أن عانى لأعوام معها في علاقتهم الحميمة، قائلًا لـ"الدستور": "كنت بحاول اتفهم الأمر أو بمثل إنى متقبل لحد ما لقيت الموضوع تعب نفسيتي".

عانى م.ع من ختان زوجته الذي كان يتعامل معها في بادئ الأمر بهدوء محاولًا إخبارها بأن الأمور لن تكون بهذا السوء، لكن بعد مرور 7 أشهر بدأ في كسر قلب زوجته دون إرادته:"كنت فاكر إنه الحب هينقذ العلاقة"، لكنه وجد نفسه مشوه نفسيًا، وبدأ في التحول لشخص آخر لا يعرفه بسبب تعامله مع طليقته التي كانت لا تمثل سوى "مخدة" أثناء العلاقة، بحسب توصيفه.

قال م.ع إنه لم يتحمل الأمر وقرر الذهاب لطبيب نفسي لشرح معاناته التي تسبب في فقدت النشوة والإحساس جراء الأمر، ووسط محاولاته في كل مرةٍ كان يخسر أمام الجنس، الأمر أكبر منه فانفصل للأبد وأصبح في حيرة من أمره، رافضًا للزواج خشية تعرضه لنفس الأزمة مرة أخرى، وأصبح بتلقى العلاج النفسي بعدما انتهت علاقته بزوجته التي لا يلومها في شئ سوى أن أهلها أجرموا في حقها عندما كانت طفلة.

اختلف س.م، 35 عامًا، في أزمته النفسية تجاه جريمة ختان الفتيات الذي اكتشف تشوه العضو التناسلي لزوجته في يوم زفافهما، ليس ذلك فقط، بينما تسبب الأمر في تعرضها لمرض نفسي دون أن تعلم عنه شئ حتى يوم زواجها.

أثرت نفسية زوجة (س.م) عليه بعد فترة لا تزيد عن شهرين من زواجهم، حيث أصيب بالعصبية والعنف المستمر ما جعله يعيش في توتر مستمر حتى اقترح عليه أحد الأصدقاء الذهاب لطبيب نفسي يساعده في التخلص من أزمته النفسية.

أضاف أن ما تخيله من حياة زوجية وعلاقة حميمة تغير كليًا بعد صدمته في زوجته التي لم تتقبله بأي شكل من الأشكال بالرغم من تأكده من حبها له، إلا أن ما تعرضت له كان جديرًا بأن يصيبها بخوف شديد وعدم رغبة في عرض جسدها بأي شكل من الأشكال.

الاستشاري النفسي جمال فرويز، قال لـ"الدستور" إن تغير العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة يؤثر بالسلب عليهم لعدم تحقيق فكرة الرجل بشكل خاص عما كان يتوقعه أو يتخيله.

أضاف أن الرجل يشعر وكأنه السبب في عدم التوازن بالعلاقة، وعندما يتعرض الرجل لمرحلة من الضغط العصبي بسبب عدم التقبل المرأة له، يؤثر ذلك مباشرة على مستوى الهرمونات كما تتسبب هذه الحالة في تضيق الشرايين وانخفاض تدفق الدم من ثم الضعف الجنسي لدى الرجال، وهذا ما يتسبب في مرض بعضهم النفسي لما يتوقعوه من فقدهم للشئ الأساسي ضمن رجولتهم.