رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اقفل الستارة».. كيف حول الريحاني النحاس باشا لبطل مسرحيته

الريحاني
الريحاني

كان الفنان نجيب الريحاني واحدًا من أهم الفنانين في تاريخ مصر، وله العديد من المواقف السياسية التي دفع ثمنها في ذات المرات بالخروج من مصر.

وجمعت الفنان الراحل، الذي بدأ حياته الفنية في مطلع العشرينات من القرن الماضي وتوفي في 1949، علاقة صداقة بالعديد من الشخصيات السياسية أبرزها مصطفى باشا النحاس، رئيس حزب الوفد، رئيس الوزراء في عهد الملك فاروق عدة مرات، إلا أن هذه الصداقة تأثرت بشدة نتيجة موقف كوميدي أحرج من خلاله الريحاني النحاس باشا وسط الجمهور.

على الرغم من وجود العديد من المسارح والفرق والنجوم الكبار للمسرح في تلك الفترة، إلا أن الريحاني هو مَن استطاع الوصول إلى القصر بروايته المسرحية وكان يشاهد مسرحياته حاشية الملك والأعيان وكبار رجال الدولة، ومنهم مصطفي النحاس.

في أحد الحفلات المسرحية وكان هناك مكان مخصص للنحاس باشا داخل المسرح "بنوار خاص"، وقطع صمت الجمهور أثناء مشاهدة العرض المسرحية صوت قطعة ورقية كانت ملفوفة حول طعام يتناوله النحاس باشا أثناء العرض وكان لها صوت لاحظه الجميع، وعلى الفور تدخل نجيب الريحاني بخفة دمه المعهودة، ونظر إلى النحاس باشا ثم نظر إلى اليمين واليسار وتوجه بالحديث إلى عامل الستار وقال:"اقفل ياعم الستارة هناخد استراحة 10 دقائق حتى ينتهي دولة الباشا من وجبة العشاء"، وتجاوب الجمهور مع قرار الريحاني وعندها شعر النحاس بأن الريحاني قد سخر منه أمام الجمهور وكأنه تحول إلى احد أبطال مسرحيته، وبالفعل أغلق الستار، إلا أن النحاس باشا لم يغادر المسرح، لكن العلاقة بينه وبين الريحاني قد توترت خلال تلك الفترة.

ولشدة حب الريحاني للنحاس فقد حاول تلطيف الأجواء بعد ذلك الموقف بفترة ليست بالطويلة، حينما علم بتعرض النحاس لأزمة صحية، وتوجه الريحاني لزيارته وجلس معه فترة طويلة حرص خلالها على تصحيح ما حدث على خشبة المسرح، وبالفعل نجحت الزيارة في تلطيف الأجواء فيما بين الريحاني والنحاس، لكنها اتت بنتائج عكسية على علاقة الريحاني بالملك فاروق، الذي كان على خلاف مع النحاس، واستغل البعض هذه الحالة ورفعوا تقارير للملك حول مسرحية "حكم قراقوش" وانها تنتقد القصر والنظام الملكي.