رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية الملك «زومبى» الذى قُطعت رأسه لتخويف العبيد من البرتغال

الملك زومبى
الملك زومبى

يعود تواجد المسلمين على أرض العبيد الأفارقة في البرازيل، إلى فجر اكتشاف القارة الأمريكية، فعندما رست سفينة "كابرال" على ساحل "البرازيل"، كان برفقته ملاحون مسلمون ذوو شهرة عظيمة؛ أمثال "شهاب الدين بن ماجد" و"موسى بن ساطع".

ويؤكد المؤرخ البرازيلي الشهير "جواكين هيبيرو"، في محاضرة ألقاها عام 1958م ونشرتها صحف "البرازيل"، أن العرب المسلمين زاروا البرازيل، واكتشفوها قبل اكتشاف البرتغاليين لها عام 1500م، وأن قدوم البرتغاليين إلى "البرازيل" كان بمساعدة البحارة المسلمين الذين كانوا أخصائيين ومتفوقين في الملاحة وصناعة السفن، وفق موقع "تراثيات" التاريخي.

كما هاجر بعض المسلمين الأندلسيين سرًا إلى البرازيل، هربًا من اضطهاد محاكم التفتيش في "إسبانيا" بعد هزيمة المسلمين فيها، ولما كثرت الهجرة الإسلامية الأندلسية إلى "البرازيل"، أقيمت هناك محاكم تفتيش على غرار محاكم التفتيش في "إسبانيا"، وحددت صفات المسلم، وعمدت إلى حرق الكثيرين منهم أحياء.

كانت أكثرية المنحدرين من المسلمين في البرازيل ذوي أصل أفريقي الذين جيء بهم كعبيد إلى البرازيل، هم من جذور إسلامية، وأنهم كانوا يتلون القرآن باللغة العربية.

ومع السخرة التي تعرضوا لها قاموا بثورة في مستعمرة باهيا البرتغالية فقامت العديد من الحروب بينهما كانت الغلبة في أكثرها للمستعمر الذي كان يمتلك مدفعيةً ثقيلةً وسلاحًا متطوِّرًا، ليبرز دور جانجا زومبي ملك دولة بالماريس الإسلامية.

وبعد الصراع الطويل بين زومبا والبرتغاليين، عرض الحاكم البرتغالي "بيدرو ألميدا" على زومبا معاهدة صلح مع بالماريس تقضي بإعطاء البرتغاليين الحرية لجميع "العبيد" الهاربين إذا أعلنت بالماريس انضواءها تحت السلطة البرتغالية، وافق زومبا، لكنّ القائد الشاب "زومبي" لم يوافق على الاتفاقية التي رأى أنها مجحفةً لهم، إضافةً إلى أنه لم يكن يأمن جانب البرتغاليين، وربما اعترض على الاتفاقية لأنَّها تعطي الحرية لمواطني بالماريس بينما يظلّ بقية الأفارقة عبيدًا في مستعمرات البرتغال.

رفض زومبي المعاهدة تمامًا وأعلن انقلابًا على خالهِ زومبا، وفقًا للمُتاح من المعلومات فإن زومبا قد تمّ تسميمهُ بعد ذلك.

ويذكر أن زومبي المعارك ضدّ البرتغاليين، منذ عام 1678م 1089هـ، ولم تستطع السلطات البرتغالية إيقاف مد المسلمين إلا بعد مقاومة طويلة والاستعانة برجال الحدود من مقاطعة "باوليستا" أي "ساوباولو".

سقطت بالماريس تمامًا في أيدي البرتغاليين، وأصيب زومبي إصابةً في إحدى قدميه أثناء المعارك الأخيرة، إلا أنه أكمل ثورته على المستعمر البرتغالي بعد سقوط بالماريس، إلا أن البرتغاليين استطاعوا أن يعثروا على مخبأه بسبب خيانة أحد أتباعه، ساومُوه على حياتِهِ مُقابل أن يدلَّهم على مكان مخبأ زومبي.

وبعد القبض على زومبي تمّ قتله على الفور وتم قطع رأسه وعرضها في إحدى المدن الكبرى تخويفًا لأي قائد أو "عبد" يفكِّر في الثَّورة على "الأسياد" البرتغال.