رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشاعر بخيت بيومي يكشف سر حواره المتبادل مع الله

الشاعر بخيت بيومي
الشاعر بخيت بيومي

يعد الشاعر بخيت بيومي أحد أبرز شعراء العامية منذ ظهوره على الساحة الفنية والأدبية مطلع السبعينات من القرن الماضي وحتى الآن، وخلال تلك الرحلة الطويلة عاش "بيومي" حكايات الصعلكة والتشرد والمجد والمحبة؛ لكنه وسط محطات الهبوط ومنحنيات الصعود كان دائما ما يؤكد أنه لولا الحوار المتبادل بينه وبين الله لكانت حياته تبدلت تماما.

وفي أحد الحوارات الصحفية كشف "بيومي" حكاية هذا الحوار قائلا:

«الله كريم اسمه الكريم وأحن منه مفيش.. كريم ولما أقصده في الشدة ميفوتنيش.. فاتحلي بابه وغير باب الكريم مالاقيش.. دا خيره دايما عليا وبعنايته بعيش.. وكريم على الخلق كل الخلق رازقها.. منين ما تمشي تلاقي الرزق سابقها.. مادام تكافح وتسعى لأجل لقمة عيش».

منذ صغري وأنا أشعر بأن في عنقي جميل وفضل لا أقدر على سداده تجاه خالقي ومولاي، فلولا عنايته ولطفه لم أكن لأصل لما أنا عليه الآن من نعمة وفضل، ولذلك حين قمت بكتابة هذا الموال السابق كان هدفي هو رد الدين الذي في رقبتي تجاه ربي، وللعلم فقد قمت بكتابة أسماء الله الحسنى في 30 موالا غناها محمد عبد المطلب بجانب 10 مواويل أداها محمد قنديل في الإذاعة.

من نعم الله الكبرى على شخصي هي حفظي للقرآن الكريم، وأعتقد أنني حاليا أعيش في ظل بركته، وهذه البركة هي التي عصمتني من الآثام وحفظتني من شرور نفسي، والآن وأنا أقترب من عامي الثمانين، مازلت أتمتع بفضل الله بموفور من الصحة جعلني لا أستند على عصى، فقد حفظت الله في نعمه في صغري فحفظتني في الكبر، وإلى الآن أسير في الأرض بمنطق واثق الخُطي يمشي ملكا.

بيني وبين الله عمار وعلاقة من نوع خاص، لم أقصد بابه راجيا وطالبا وداعيا إلا ومنحني أكثر مما أرجو وأتمنى، فأنا لم أقصر مطلقا في حقه ودائما ما أقيم صلواتي وأؤدي زكاتي، ولذلك في كل لحظة حوار متبادل بيني وبين ربي، أجد الإجابة من جانبه أسرع مما أتوقع ووقتها أقول له مخاطبا «مستعجل ليه».

خلال سنوات عملي في شارع الهرم، كانت كل الطرق أمامي متاحة لممارسة فعل الهوى، لكن خوفي من غضب ربي، جعلني أبعد عن ممارسة الرذيلة أو حتى قضاء نزوات عابرة، خاصة أنني حينها كنت أعيش في مجتمع يحوي العديد من الساقطات وفتيات الليل.

وحين بدأت في كتابة مذكراتي التي حملت عنوان «موسوعة الحريف لبخيت ابن بيومي شارع الرصيف»، لم أجد فعلا مشينا أو حدثا أخجل من كتابته، الآن أنعم بالسعادة، واليوم الذي لا أضحك فيه هو يوم اعتبره يحسب بالسالب من حياتي، فقط أحلم بأن يديم الله على نعمة الصحة وأن يبقى قلمي مستمرا في السير على الورق يبدع ويتألق ويتأنق، وأتمنى أن أبقي ضاحكا حتى ألقى الله.

وأخيرا أقول، شعائر الدين الإسلامي متنوعة وكثيرة أمارسها جميعا لكني لم أوفق في أداء فريضة الحج أو العمرة، لكني مؤمن بأن أفضل الأعمال الصالحة هي مساعدة الغير، وقد وفقني الله في أن أكون فاتحة خير لكثير من عباده.