رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تصطحب طفلها للمباريات.. حكاية الحكم «سهام» في دوري المظاليم (صور)

الحكم سهام
الحكم سهام

في مدينة حلوان جنوب القاهرة، يبدأ الفريقان عمليات الإحماء في لقاء بدوري القسم الرابع يجمع فريقي شرق حلوان، وضيفه الأسمنت، ضمن منافسات المجموعة الأولى بالعاصمة، للصعود إلى دوري الترقي للدرجة الثالثة.. كل شيء يمر طبيعيًا قبل أن يدخل طاقم الحُكام إلى أرض المباراة، بينهم سيدة تصطحب طفلها.

مشهد لم يكن مألوفًا على بعض اللاعبين، لكن خوفهم تبدد سريعًا بمجرد أن وقفت الحكم المساعد، مُمسكة رايتها، لتنطلق صافرة المباراة، تترقب أعينها أكثر من جهة لتُعاون الحكم الأول محمد عباس، في مهمته.. المباراة لم تكن سهلة، فالفريقان يسعيان للحصول على نقاطها الثلاث من أجل الحفاظ على فرصهم في المنافسة للصعود.

تتحرك الحكم سريعًا في النطاق الذي تُراقبه، رافعة رايتها على الفور عند وقوع خطأ من أحد اللاعبين، أو خروج الكرة عن حدود البساط الأخضر، بينما تُشير بذراعيها للأمام.. مؤكدة استمرار اللعب عند شكوك أحدهم بأنه وقع في مصيدة التسلل، مُعلنة أن اللعبة صحيحة.

في الناحية الأخرى، يقف الطفل إلى جوار مُراقب المُباراة، يُراقب والدته التي وضعت كل تركيزها في المنطقة الخضراء، لينتظر حتى نهاية الوقت الأصلي ثم يُتحدث إليها مُعلقًا على قراراتها، وكيف كان الآداء هذا اليوم.. «بيقيّم أدائي بعد كل ماتش» ـ تقولها الأم الحكم الدولي سهام فؤاد، عن طفلها يوسف.

«سهام» التي بدأت رحلتها في عالم التحكيم منذ العام 2012، واجهت الكثير من المصاعب في بداياتها، وصلت إلى حد المضايقات داخل الملاعب أثناء إدارتها للمباريات، فلم يكن اللاعبون يعرفونها، ولا يعرفون كيف تُدير سيدة مباراة كرة قدم للرجال.. الرد كان سريعًا منها، بأداء تحكيمي أشاد به الكثيرون، فتغيّرت الانطباعات، وبات تواجدها مألوفًا لهم.

ظلّت الحكم، تُدير مباريات ناشئين وبراعم في بداية مسيرتها، حتى أصبحت حكمًا دوليًا في العام 2015، وظلت هكذا حتى عام 2018، شاركت خلالها بتصفيات أمم إفريقيا فتيات تحت 17 عامًا، وأدارت مباراة المغرب وغانا تحت 17 سنة، ثم تصفيات بطولة فتيات تحت 19 عامًا، وكانت تُدير مباراة بوركينا فاسو والجزائر.

ينتهي اللقاء هادئًا كما بدأ، رغم اهتزاز الشباك 4 مرات، ثلاثة منها تلقاها الأسمنت، غير أن أحدهم لم يقف معترضًا على قرار الحكم «سهام» التي ظهرت يقِظة طيلة دقائق المباراة التسعين، لتصطحب بعده طفلها نحو بيتهما، في خُطى ارتسمت معها ابتسامتهما وهما يراجعان أحداث المباراة، وكيف كانت الأم خلالها.