رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمل الشربينى تكشف تفاصيل أول ترجمة عربية لراوية «تلك الليلة»

أمل الشربيني
أمل الشربيني

تصدر قريبًا عن دار صفصافة للنشر والتوزيع الترجمة العربية الأولى لرواية «تلك الليلة»، للكاتب السلافي «يانتشر»، من ترجمة الشاعرة والمترجمة أمل الشربيني.

تقول أمل الشربيني لـ«الدستور»، إ ن رواية «تلك الليلة» تدور عن امرأة وأربعة رجال طحنتهم جميعًا رَحى الحرب العالمية الثانية في أكثر بقاع العالم سخونة آنذاك؛ مملكة يوغوسلافيا (سابقًا) التي سقطت في يدي هتلر وموسولينيي بعد تراجعها عن الحلف معهم، فاحتلوها وقسموها فيما بينهما، لتصبح يوغوسلافيا بعد سقوطها أهم نقاط تمركز (جبهة المحور) الذي تقوده النازية الألمانية والفاشية الإيطالية وحلفائهما ضد (جبهة الحلفاء) بقيادة الشيوعية السوفيتية وحلفائها.

وتشير أمل الشربيني إلى أن أحداث الرواية تبدأ في العام 1937 في عاصمة دوقية كارنيولا التابعة لسلوفينيا، مدينة ليوبليانا، فيرونيكا- بطلة الرواية وترمز إلى يوغوسلافيا الوطن الضائع- امرأة من الطبقة الراقية وواحدة من سيدات ليوبليانا المرفهات، درست في برلين وتعتبر نفسها سلوفينية المنشأ وألمانية الهوى، بعد عودتها إلى الوطن، يدخل حياتها أربعة رجال يرمزون إلى إتجاهات القوى المتحاربة الأربعة «الإقطاعية- الملكية- الفاشية النازية- الشيوعية».

وتضيف «الشربيني»: «تتزوج فيرونيكا من ليو جارنيك رجل الأعمال السلوفيني الثري، الذي يحبها ويمنحها كل شئ تحلم به، لكنه نموذج للرجل العملي الجاد الذي يتسم ببرود وجمود المشاعر، فتهرب منه مع مدربها لركوب الخيل، الملازم الصربي في سلاح الفروسية، ستيفان رادوفانوفيتش، والمحارب في جيش التشيتنيك من أجل استعادة الملكية وضمان الهيمنة الصربية على يوغوسلافيا بعد تحريرها، إلا أنه يفشل في كل من تحرير يوغوسلافيا وإعادة الملك من جهة، وفي الاحتفاظ بفيرونيكا التي تهجره بعد عام أو يزيد من هربها معه بعد أن تحيا معه حياة صعبة في الظروف القاسية ما قبل الحرب من جهة أخرى.

تعود فيرونيكا إلى زوجها في ليوبليانا، ثم تتنتقل معه إلى مقاطعة بودجورسكا في وسط كارنيولا عند سفح جبل ستيب، حيث تجمعات الفلاحين القروية لتعيش بقلعة الضيعة التي يملكها زوجها.

وتنتمي الرواية إلى الأدب التشاؤمي التراجيدي، حيث تسوق الأقدار البطل البائس إلى مصير مجحف دون ذنب اقترفه، مستسلمًا بلا أدنى مقاومة، ومتيقنًا من أن برائته ستظهر في اللحظة الأخيرة، لكن يقينه الزائف لا يغير واقعه المأساوي.

أحدثت الرواية صدى كبير منذ تم إصدارها في 2010، ولم تزل تحصد الجوائز محليًا وعالميًا، فكانت الجائزة الأولى التي حصلت عليها الرواية محليًا جائزة كريشنك السلوفينية لأفضل رواية لعام 2011، ثم حصلت على نفس الجائزة عام 2020، ولكن عن «أفضل رواية في العقد الأخير»، كذلك صدرت الرواية إلى الأن بأربع لغات هي «الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية».

جدير بالإشارة إلى أن «يانتشر» من رواد الكتابة الروائية الواقعية السحرية وما بعد الحداثة، وقد حصل على عضوية الأكاديمية السلوفينية للعلوم والأداب، ومن أهم الجوائز الأدبية التي حازها؛ جائزة بريشيرن على مجمل مقالاته ومسرحياته ورواياته عام 1993، والجائزة الأوروبية للقصة القصيرة 1994، وجائزة هيردير للأدب 2003، والجائزة الأوروبية للأدب2011، وأخيرًا جائزة الدولة النمساوية للأدب الأوروبي عن مجمل أعماله 2020.