رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسرى عبيد يكتب: بعد اقتحام مبنى الكونجرس.. هل أطلق ترامب النار على نفسه؟

يسرى عبيد
يسرى عبيد

يبدو أن الرئيس الأمريكى المثير للجدل طوال فترة حكمه دونالد ترامب سعى لنهاية مختلفة لفترة حكمه عن سابقيه وأراد أن يخلد التاريخ اسمه كأسوأ رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة الحديث لأنه تعدى على الديمقراطية الأمريكية التى كان الساسة الأمريكيون يتباهون بها دائما أمام العالم..
ترامب أمسك بالمسدس وأطلق النار على نفسه.. لينتحر سياسيا وليقطع الطريق على فرصه في الترشح في انتخابات 2024.. فهو غير قادر حتى على الحفاظ على الـ12 يوما المتبقية له فى البيت الأبيض، بعد أن تعالت الأصوات المطالبة بتفعيل التعديل الـ25 من الدستور الأمريكى بهدف عزل الرئيس من منصبه، وذلك على خلفية الأحداث التى شهدتها واشنطن من اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكونجرس قبيل انعقاد اللجنة المختصة بالتصديق على نتائج الانتخابات الأمريكية وإعلان جو بايدن رئيسا.
وبالفعل قام أعضاء بالحزب الديمقراطى بمطالبة نائب الرئيس، مايك بنس، باتخاذ الخطوة وعزل الرئيس من منصبه قبل يوم 20 يناير المقرر فيه تنصيب بايدن رئيسا، فهل يمكن أن يتم ذلك فى تلك الفترة؟
من أجل عزل ترامب من منصبه بموجب التعديل الـ25، يجب أن يكون نائب الرئيس مايك بنس على رأس القائمة، وسيحتاج بنس إلى غالبية مسئولى حكومة ترامب للموافقة على أن الرئيس غير لائق للمنصب والاستيلاء على السلطة منه مؤقتا، ثم يحتاج بنس لتصويت الكونجرس، ويتطلب الأمر أغلبية ثلثى أعضاء الكونجرس، عادةً 67 عضوا فى مجلس الشيوخ و290 عضوا فى مجلس النواب لإقالته نهائيًا.
يمكن للكونجرس أيضًا تعيين هيئة خاصة به لمراجعة لياقة الرئيس بدلًا من مجلس الوزراء.
كل هذه المطالبات جاءت بعد أن دبت فوضى دامية فى مبنى الكونجرس الأمريكى (الكابيتول) الأربعاء الماضى عندما داهمت مجموعة من الغوغاء أنصار الرئيس دونالد ترامب قوة الشرطة التى تحمى مقر الهيئة التشريعية فى الولايات المتحدة فيما وصفه مسئولون عن إنفاذ القانون بأنه فشل كارثى فى الاستعداد للحدث.
وقال مسئولون حاليون وسابقون فى مجال إنفاذ القانون إن حصار الكونجرس، مقر مجلسى الشيوخ والنواب الأمريكيين، يمثل واحدة من أخطر الثغرات الأمنية فى التاريخ الأمريكى الحديث إذ حوّل واحدا من أبرز رموز السلطة الأمريكية إلى بؤرة للعنف السياسى.
لكن المثير للتساؤل فى العالم الآن كيف أن أحداثا مثل جلسة للتصديق على فوز الرئيس الجديد من المفترض أن تنطوى على تخطيط أمنى تفصيلى من جانب أجهزة أمنية عديدة يكون فيها الاستعداد أقل بكثير مما ينبغى لمهمة حماية الجلسة المشتركة لمجلسى الكونجرس للمصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وحدثت تلك الثغرة رغم علامات تحذيرية صارخة على احتمال وقوع أعمال عنف من جانب أنصار ترامب المتشددين بعد أن ألهبت مشاعرهم اتهاماته التى لا أساس لها عن سرقة الانتخابات وأمله فى عرقلة تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وفى البداية تولت التصدى للمتظاهرين بالكامل قوة شرطة الكابيتول المؤلفة من 2000 فرد والمخصصة لحماية حرم الكونجرس الواقع على مساحة 126 فدانا.
ولأسباب لا تزال غير واضحة حتى صباح اليوم الخميس لم تصل أفرع أخرى من أجهزة الأمن الاتحادية الضخمة بشكل واضح قبل ساعات بينما حاصر مشاغبون مقر الكونجرس.
كان الهجوم على مبنى الكابيتول تصعيدا للأحداث إلى ذروتها بعد أشهر من الخطاب التصعيدى المفعم بالخلاف حول انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثانى، حيث أدلى الرئيس الجمهورى مرارا بادعاءات كاذبة حول حدوث تلاعب وحث أنصاره على مساعدته فى تغيير نتيجة الانتخابات.
وأصر ترامب على الادعاءات الكاذبة بأنه الفائز بنتيجة الانتخابات حتى عندما قال إن الانتقال سيكون منظما.
وقال فى بيان على موقع تويتر نشره المتحدث باسم البيت الأبيض دان سكافينو «حتى على الرغم من رفضى التام لنتيجة الانتخابات، والحقائق التى تدعم موقفى، إلا أنه سيكون هناك انتقال منظم فى 20 يناير».