رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أصبحت السوشيال ميديا مرآة الحكومة للتواصل مع المصريين؟

السوشيال ميديا
السوشيال ميديا

احتلت وسائل التواصل الاجتماعي حياتنا بشكل لا يمكن التراجع عنه، في عصر المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، فكان لابد للحكومة والدولة أن تتجه في نفس الاتجاه الذي أصبح فيه الشعب كاملًا، لتطلعه من خلال هذه الوسائل على كل إنجاز وكل تطور يحدث في مصر وعلى مستوى الخدمات التي ينالها، فأصبح لكل وزارة تقريبًا صفحتها على موقع التواصل فيسبوك، ممثلة عنها، تنشر من خلالها أخبارها وإنجازاتها وكذلك الحال بالنسبة إلى مجلس الوزراء.

وفي هذا الصدد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل المستمر من أجل مواكبة التطور التكنولوجي المتنامي في مجال الإعلام والارتقاء بآليات التواصل مع جميع فئات المجتمع، بهدف إتاحة المعرفة والمعلومات الصحيحة والدقيقة من المصادر الموثوقة، الأمر الذي يعزز من الوعي المجتمعي ويدعم الحفاظ على الهوية المصرية.

من هذا المنطلق خبراء يوضحون لـ"الدستور" كيف استعانت الحكومة بوسائل التواصل الاجتماعي لمخاطبة الجمهور.

خبير أمن معلومات: مخاطبة الجمهور تتم بالوسيلة الأكثر فاعلية
قال الدكتور عادل عبد المنعم، خبير أمن المعلومات، إن مخاطبة الجمهور تتم بالوسيلة الأكثر فاعلية لكي تصل إلى أكبر قطاع من المستهدفين، بناءً على هذا كانت رؤية الحكومة أن تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي في نشر أخبارها، خاصة وأن هذه الوسائل تصل إلى كل القطاعات بلا استثناء سواء اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها.

وأوضح عبد المنعم، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذا الاعتماد على التواصل الاجتماعي بدأ بعد 25 يناير وخاصة على الفيسبوك، حيث يعتبر من أقوى وسائل الاتصال وقتها وحتى الآن، مضيفًا أن كل الهيئات والوزارات لها صفحات على شبكات التواصل وبالأخص الفيسبوك ممثلة لها؛ لمخاطبة الجمهور من خلالها، خاصة لما لها من تكلفة بسيطة وفاعلية في الوصول إلى الفئات المستهدفة.

وتابع أنه في حالة إطلاق شائعة ما أو معلومات مضللة أو منتقصة على وسيلة معينة، وبالأخص وسائل التواصل الاجتماعي، فمن الأنسب الرد على هذه الشائعات في نفس المكان، وهو ما تعتمده الحكومة حاليا في الرد على الشائعات من خلال المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، فمن المنطقي أن يتم نفي الشائعة في مكان نشرها "متكونش الشائعة طلعت على فيسبوك أرد عليها أو أنفيها على تويتر، لازم في نفس المكان".

وأكد عبد المنعم أن موقع الفيسبوك فعليًا هو أداة التواصل الاجتماعي المسيطرة في منطقة شمال إفريقيا، وهو مختلف جذريا عن الخليج فإن تويتر هو المسيطر فيها، مضيفًا أن التواصل من خلال التليفزيون عبارة عن معلومات مرئية وليس كل الناس عندها الوقت لمشاهدته، في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي على الهاتف الموبايل الموجود 24 ساعة في اليوم.

وتابع أنه في هذه الحالة يمكن الوصول إلى المستهدف خلال اليوم وفي أي وقت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مع إمكانية الوصول إليه بكل أدوات المحتوى سواء مرئي أو مسموع او مقروء أو تعليقات وتصريحات ومختلف أشكال التواصل، فمحتويات النشر أصبحت فائقة القوة في وسائل التواصل الاجتماعي وبالأخص الفيسبوك.

أستاذ اتصالات: التليفزيون تراجع دوره في مقابل تمدد السوشيال ميديا
أكد كلامه الدكتور خالد حسني، أستاذ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الزقازيق، بأن معظم الوزارات وكذلك مجلس الوزراء استعانوا بوسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك في التواصل مع الجمهور ومخاطبته، خاصة بعد 25 يناير، حيث اكتشفت الحكومة أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي أقوى من تأثير التليفزيون فانتهبت إلى أهميتها واستخدامها في التواصل.

وأوضح حسني، لـ"الدستور"، أن عدد مشاهدي التليفزيون لم يعد مثل السابق يصل إلى الملايين، في حين وصل عدد متابعي السوشيال ميديا إلى الملايين مع سهولة التواصل من خلال الهاتف المحمول، فنشر الأخبار عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أسهل وأسرع في الوصول خاصة مع فكرة إعادة نشره لمئات المرات.

وتابع أن وسائل التواصل الاجتماعي لها التأثير الأقوى عن التليفزيون والإذاعة، ولا يمكن القول أنه تم إلغاؤها ولكن تراجع دورهم مقابل تمدد السوشيال ميديا، كذلك الحال بالنسبة إلى الصحف الورقية فالوصول إلى المواقع الإخبارية أكثر وأقوى من تصفح هذه الصحف، وعدد ومتابعينها أكبر.

وأكد أن وسائل التواصل الاجتماعي لها القدرة على التأثير في الشباب فمصر دولة شابة، حيث أن 60% من أعمار المصريين دون سن الثلاثين، وهذا الجيل كاملًا تعامله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فمن يملك التأثير في هذه الكتلة يملك التأثير في المستقبل.

وذكر حسني عدة أمثلة على مدى قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي منها سيدة القطار والتي لولا انتشارها على الفيسبوك لم يك ليعرفها أحد، فبمجرد نشر صورة أو فيديو أو منشور على السوشيال ميديا، تتناقل بسرعة كبيرة ولا يمكن الرجوع عن هذا النشر ويشاهدها ملايين المواطنين ويعيدوا نشرها كذلك فتصبح خارج السيطرة.

وأضاف أن إمكانية نشر الأخبار على السوشيال ميديا سهل وسريع، خاصة الشائعات والأخبار الكاذبة التي يتم الرد عليها بنفس السرعة في الانتشار، وهو الوسيلة الأفضل للرد على نفس الخبر المنشور.