رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ياسمين الخطيب في ندوة «الدستور»: المشايخ مهووسون بالنساء.. والداعية مهنة مستحدثة.. والفكر السلفي مثل فيروس سي

ياسمين الخطيب
ياسمين الخطيب


استضافت "الدستور"، الإعلامية ياسمين الخطيب، في ندوة لها للحديث عن العديد من الأمور مثل تفاصيل برنامجها الجديد ونشأتها وبدايتها مع الكتابة وعلاقتها بالفن التشكيلي، بحضور الدكتور محمد الباز رئيس مجلسي إدارة وتحرير الدستور، والزملاء وائل توفيق وجمال عاشور وسلمى بدر ومارسيل نظمي وحسن الهتهوتي، وأجابت "الخطيب" على جميع الأسئلة في سياق الحوار التالي..

ـ في البداية ماذا عن برنامجك الجديد؟

هناك برنامج جديد تم الاتفاق عليه بالفعل، وأنا بصدد تقديمه في الفترة المقبلة بعد الانتهاء من كل شيء، البرنامج اجتماعي وليس على خط نسوي كما يظن البعض، وهو يدور حول مشاكلنا الاجتماعية بدون مشاجرات أو مشاحنات ويتضمن طرح كل وجهات النظر، التفاصيل الخاصة ستظهر قريبًا.

ـ كتبت على صفحتك الشخصية رأيًا حول زيجات محمد حسين يعقوب.. كيف ترينها؟

لو فتشنا في تاريخ المشايخ فهم مهووسون بالنساء، والحقيقة أنا لا أعرف الشيخ محمد حسين يعقوب بشكل شخصي ولكني أتحدث عنه كنموذج وهناك جدل على عدد زيجاته ولكن دعنا من الأرقام ونركز على المبدأ.

دعنا نناقش ما تحدثت به الأديان عن الزواج فهل الزواج من ثلاث نساء وإبقاء المكان الرابع خاليًا لاستبداله هل هذا منطقي؟، في الحقيقة لا أظن أن هذه سنة الله ورسوله.

في الحقيقة نحن لدينا مشكلة وهي أنه ليس هناك ما يدعى بالداعية الإسلامي فأن يكون هناك داعية فهي مهنة مستحدثة، الناس يقدسون الأشخاص وهي آفة حقيقية، ويعقوب وغيره إنسان قد يصلح وقد يخطئ، فمن يهاجمون لا يهاجمون من باب الاختلاف فقط ولكن هذه الذات بالنسبة إليهم مقدسة لا يصح المساس بها.
ـ نشأتِ في بيئة مثقفة خاصة أن جدك هو مؤسس مطبعة كبيرة.. كيف كان تأثير هذا على ياسمين الخطيب؟

نعم جدي هو المؤسس لأول مطبعة وهي المطبعة الحسينية، واستمرت المهنة وتوراثها أجيال من بعده حتى أتى جدي المباشر وأسس أكبر مطبعة في الشرق الأوسط وهي المطبعة المصرية، والحقيقة لقد تبنى جدي مشروعا تنويريا عظيما وهو إعادة نشر كتب التراث بعد تحقيقه.

أما عن سبب لماذا لم أتوجه بالتبعية لمهنة النشر فهي مهنة شاقة ولم تعد بالرقي والجلال الذي كانت به قديمًا، ولم يكن في بالي أن أطور أو أكمل المتابعة في المهنة خصوصًا أننا بنتان في الأسرة وليس لدينا شقيق ولد يتحمل الأمر، لذلك ابتعدنا عن المهنة فدرست أختي التصوير والآثار.

ـ ياسمين الخطيب إعلامية وكاتبة وفنانة تشكيلية، ما اللقب الأحب إليك؟

سمعت مثل يقول: "صاحب بالين كداب"، ولكن هناك الكثيرين مثل صلاح جاهين ويوسف فرنسيس وغيرهما كانوا يتقنون أكثر من موهبة، أنا أحب هذا، ولكنني أدركت بالفعل بعد ذلك أن هناك شيئًا يأتي على حساب شيء، مثلا أنا أغلقت مرسمي منذ عام لأنه ليس هناك وقت، ولكن انا أحب أن يقال عني فنانة تشكيلية وإعلامية وكاتبة أيضًا لأنني أعتز بقلمي.
ـ على ذكر الكتابة كيف بدأت حكايتك معها؟

أنا أكتب منذ سن صغيرة لكنني لا أنشر وبكل أسف كتابي "ولاد المرة" هو الذي ألقى علي الكثير من الضوء بسبب الهجوم الذي حدث عليه في السوشيال ميديا، والكثير من الناس عرفوني من خلال هذا الكتاب، ولكن هناك 3 كتب من قبله، مثل التاريخ الدموي وهو في الشأن المذهبي وبدأت فيه منذ عام 2009 ونشرته عام 2011، وكتاب "كنت في رابعة" فهو مجموعة مقالات توثق لفترة الـ 30 يوم في رابعة، وما دفعني لكتابته لأن أحدا لم يكن يعرف ماذا يدور في رابعة ووثقت التجربة ونجح المقال وعلى أساسه اخترت اسم الكتاب، وفيما بعد أضرني الاسم ولم يفيدني لأن الكتاب منع في معرض الكتاب بسبب الاسم ولم يكن دخوله لصالة العرض هينًا.

ـ "روحي على المطبخ".. لماذا في رأيك تقال هذه الكلمة للسيدات مع أن معظم شيفات الطبخ رجل؟

"أنا أكتر واحدة بيتقال ليها روحي على المطبخ" بسبب تشجيعي لنادي الزمالك، والحقيقة هناك قاعدة لدى الكثيرين بأن السيدات ليس لهم في التشجيع لكرة القدم أو في قيادة السيارات، ولكنهم لن يعرفوا أن السيدات لو توقفن عن القيادة فربما تتوقف الحياة، لأن السيدات هن من يذهبن بالأولاد إلى المدرسة وللدكتور والسوبر ماركت، هن من يحملن على عاتقهن إكمال مسيرة البيت.

وكتبت ذات مرة على صفحتي الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" أنه ليست هناك أي إهانة من مقولة "يلا ع المطبخ" ومن يكتبون فلديهم أمهاتهم يدخلون المطبخ، وبالفعل كما قلت فإن معظم الشيفات ليسوا سيدات وإنما رجال.
ـ كيف بدأت علاقتك بالفن التشكيلي؟

الفن التشكيلي موهبة وأنا اكتشفتها لدي منذ صغري في المدرسة الابتدائية وكانت هناك مفتشة تبحث عني من رسمي، وعززت موهبتي الدراسة ولم أكمل الدراسات العليا، والحقيقة أنا لا أحب فكرة المثل الأعلى لكنني من المهووسين بفان جوخ وعلى المستوى المحلي عبد الهادي الجزار.

ـ إذا ما هي المدرسة التي تنتمين إليها؟

في الحقيقة أنا انتمي لمدرسة البوب آرت وأحب البورتريه ومعرض الفردي الوحيد كله بوب آرت، في الحقيقة لا أحب التصنيف المباشر.

ـ لو سألوك أي زمن تحبين العيش فيه فأي زمن ستختارين؟

أنا أحب زمن الستينات وما قبله، وكنت أتمنى أن أعيش في هذا الزمن، كنا حينها أصحاب مزاج، ولا يوجد سوشيال ميديا والتلفزيون لم يكن حاضرًا بقوته كما هو الآن، كان الجميع في هذا الزمن يذهبون للمسارح وللسينما ويسمعون الموسيقى ويسهرون مع بعضهم، والحقيقة أنا مفتونة بهذا الفترة، وأحب الأغاني القديمة أيضًا وخاصة السيدة أم كلثوم وهي في المقدمة بالطبع، وأيضًا عبد الوهاب وأسمهان.

ـ ماذا عن المهرجانات وهل تعتبرينها تدميرًا للأغنية المصرية؟

لا أرى في المهرجانات تدميرًا للأغنية المصرية، والحقيقة أنا أسمع المهرجانات أيضًا، وقديمًا كانت لدينا أغنيات في زمن الفن الجميل مثل أغنية "يا شبشب الهنا" وغيرها الكثير، وأرى أن المهرجانات فن شعبي يعبر عن هموم وأحلام السواد الأعظم من شعب مصر، ومن يقول أن بها الكثير من الكلمات الخارجة فمن الممكن بالطبع أن يكون هناك تنقيح لها.
ـ أي كتاب تقرأينه الآن؟

أقرأ كتاب اسمه "تاريخ الجنون" وهو كتاب مترجم، ويحكي الكتاب عن الجنون وتاريخه ومتى تم تشخيصه كمرض ويتحدث أيضًا عن مستشفيات الجنون ومتى أنشأت أول مستشفى وغيرها، كتاب رائع.

ـ في رأيك من منظور فكري هل نحن نتطور أم نتقهقر؟

نحن نتطور والسوشيال ميديا صاحبة فضل في التطور، نعلم تمامًا أن سبل المعرفة محدودة، وأواخر الأربعينيات كانت القاهرة مدينة كوزموبوليتانية وأن احتكاكنا بالثقافة الأوروبية لم يطورنا، نحن كنا متطورين، وما جلعنا نتقهقر هو الفكر السلفي، والفكر السلفي مثل فيروس سي بالضبط، وتعافي السعودية منه يجعلنا نتعافى أيضًا، هم لديهم جرأة كبيرة في المواجهة.

ـ ماذا عن التحرش والتنمر؟

هناك حالة رفض مجتمعي وهناك فهم حقيقي للتحرش والتنمر وغيرها، وفي المحافظات والريف وكل مكان، والرؤية على السوشيال ميديا حتى وإن لم يشارك به فهو يؤثر فيه، والتحرش تراجع بسبب تغليظ العقوبة، وحدث تجاوب من البنات اللواتي تحرش بهن البعض، هناك جرأة في التبليغ عن حالات التحرش، قديما قلت للبنات حين يتحرش بك أحدهم قولي أنه حرامي حتى تتلاشى نظرة البعض لها، ولكن الآن حدث تطور كبير والتحرش الآن تحرش وينبذه الجميع، التنمر منذ عامين لم يكن جريمة، ولكن الآن جريمة.

ـ في رأيك هل يجب أن يكون الفنان مثقفًا؟

يجب على الفنان أن يكون لديه ولو قدر بسيط من الوعي، اتعجب من ردود بعض الفنانات على الريد كاربت، أنا أرى أنهن لا يبذلن أي مجهود، يجب أن تكون الفنانة ملمة بالقضايا التي سوف تسأل عنها، ببساطة الفنان لا يتطلب منه أن يكون ذو فكر وثقافة عالية ولكن يتطلب منه أن يملك ولو قدر ضئيل من الوعي الحقيقي.

ـ ذهبت في مرة إلى الصعيد.. كيف رأيتيه؟

في الحقيقة كنت أتخيل أنني سوف أرى الناس وهم يركبون الحمير، كأنني سوف أرجع في الزمن مثلا لأن هذه هي الرؤية التي كنت أنظر بها إلى الصعيد، وبالتالي سوف يكون هناك تحرش وخلافه، ولكنني ذهلت عندما ذهبت إلى هناك، وفوجئت أن أكثر مرة عوملت فيها باحترام ورقي كانت من المنياوية، وأحببتهم جدا، واتضح لي أن نسبة المسيحيات هناك كبيرة جدا، وأن أهل المحافظة معتادون على خروج المرأة بشعرها وخلافه، ولم يكن غريبًا عليهم أن أعامل بهذه الطريقة من الرقي.