رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواجهة الإخوان.. محلل أمريكي يدعو لندن للانتباه لخطر الإسلام السياسي

لورينزو فيدينو
لورينزو فيدينو

دعا الكاتب والخبير الأمريكي الإيطالي لورينزو فيدينو، مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، بريطانيا لمواجهة جماعات الإسلام السياسي.

وحذر في مقال نشرته صحيفة التايمز البريطانية اليوم الثلاثاء، من تباطؤ بريطانيا في مواجهة الإسلام السياسي رغم أنها سبقت عدة دول في هذا الإطار قبل سنوات.

وقال فيدينو، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن الحرب على جماعات الإسلام السياسي، وأجبر أوروبا على مواجهة ذلك التحدي والخطر، وتخطى الجدل الذي أعقب الإجراءات التي قام بها وتخطى أيضا الانقسامات السياسية التقليدية، مضيفا أن ماكرون أهتم بشكل أكبر بتأثير جماعات الإسلام السياسي على الاندماج الاجتماعي، عن اهتمامه بما يتعلق بالإرهاب.

وأضاف أن في الوقت الذي كانت تقوم فرنسا بمواجهة الإسلام السياسي، كانت بريطانيا غائبة فعليًا عن تلك التحركات، موضحا أن هذا أمر محير لأنه، حتى وقت قريب، كانت الدول الأوروبية متأخرة عن المملكة المتحدة بسنوات ضوئية عندما يتعلق الأمر بهذه القضية.

وأشار إلى أن بريطانيا كانت من أوائل الدول الأوروبية في مواجهة جماعات الإسلام السياسي، حيث أنه بحلول أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان اثنين من رؤساء وزراء بريطانيا وهما توني بلير وجوردون براون كشفا أن "الإسلاميين الناعمين" يمثلون مشكلة بسبب أجندتهم الاجتماعية المثيرة للانقسام، وأن التسامح مع غير المتسامح لم يكن تصرفا مستنيرًا بل خيانة للقيم التقدمية.

وتابع فيدينو، إن بعد بلير وبراون، جاء رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون وتعهد بـ "تجفيف المستنقع" الذي غذى المتطرفين العنيفين، وفي عام 2014، أمر كاميرون بمراجعة إيديولوجية وأنشطة جماعة الإخوان المسلمين للتوصل إلى سياسة خارجية وداخلية متماسكة بشأن التنظيم، وكل جماعات الإسلام السياسي على نطاق أوسع.

وقال فيدينو، إن الأمور من بعد كاميرون تعثرت، إذ لم تشارك خلفه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي اهتمام كاميرون بالقضية، وجاء حزب العمال تحت قيادة جيريمي كوربين وهو صديق لجماعات الإسلام السياسي، وبعد ذلك التهم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" انتباه الجميع، وأصبحت مواجهة خطر الإسلام السياسي فكرة متأخرة.

ولفت إلى أن الجدل الأخير حول منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية (IRW) في بريطانيا يؤكد على هذه المشكلة، حيث أظهر تحقيق أجرته صحيفة التايمز البريطاني أن العديد من أمناء تلك المؤسسة الخيرية قد نشروا منشورات متطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى استقالة مجلس الإدارة بالكامل، ومن ثم دفعت هذه الحادثة العديد من الحكومات الأوروبية إلى إعادة النظر في علاقتها مع تلك المنظمة، وفي الشهر الماضي أعلنت الحكومة الألمانية أنها أنهت التمويل العام للمنظمة بسبب "علاقاتها الشخصية العميقة" مع جماعة الإخوان المسلمين، والغريب أنه على الرغم من حقيقة أن تلك المنظمة مسجلة ومقرها في برمنجهام في بريطانيا، لم يصدر أي بيان عام من لندن حتى، ولم تتخذ الحكومة البريطانية أي إجراء.

واختتم فيدينو مقاله، مؤكدا أن المخاطر التي يواجهها الأوروبيون موجودة أيضًا في المملكة المتحدة، حيث تستخدم جماعات الإسلام السياسي المختلفة مواردها الوفيرة لنشر رسالة مثيرة للانقسام داخل الجاليات البريطانية المسلمة، لكن معظم موظفي الخدمة المدنية يفتقرون إلى الأدوات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة أو حتى فهمها، محذرا من إن بريطانيا بحاجة ماسة إلى اللحاق بالدول الأوروبية الأخرى في مواجهة مخاطر الإسلام السياسي.