رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بـ3 مشروعات قومية.. استراتيجية الحكومة لتحقيق الاكتفاء من الغذاء

جريدة الدستور

"من لا يملك قوت يومه لا يملك حريته".. شعار حملته الدولة المصرية على عاتقها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وكانت للقيادة السياسية نظرة مستقبلية عندما بدأت بالاهتمام بالقطاع الزراعي لدوره البارز في توفير الغذاء بما يتناسب مع الزيادة المتسارعة للسكان؛ كما أنه يعد ركيزة من ركائز التنمية الاقتصادية لما يتمتع به من موارد متجددة، فلا يزال هذا القطاع يقدم مساهمة كبيرة في زيادة الناتج المحلي وتوفير فرص العمل والعيش لقطاع مهم من السكان الريفيين.

‫تحديات عديدة واجهتها الحكومة في المجال الزراعي أهمها الزيادة السكانية وتناقص مساحة الأراضي الزراعية والتغيرات المناخية، وكذلك الآفات الزراعية، كما أنه وبحلول عام 2050 من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى ما يقرب من 10 مليارات نسمة، مما يفرض تحديات هائلة لإيجاد وسائل غير تقليدية لزيادة الإنتاجية الزراعية وذلك من خلال استخدام بعض التقنيات الحديثة لتسريع نمو المحاصيل الزراعية، وإدخال بعض التعديلات عليها، لإكسابها قدرةً أكبر على مقاومة الأمراض، والتكيُّف مع الظروف المناخية المختلفة.

وفي محاولة جادة لسد الفجوة الغذائية التي تعانى منها مصر على مدار السنوات الطويلة الماضية عقب الاعتماد على الاستيراد من الخارج حتى أصبحت- على سبيل المثال – واحدة من أكبر ثلاث دول في العالم مستوردة للقمح، حيث كانت تستورد سنويا ما بين 9-11 مليون طن قمح سنويا، علاوة على الإنتاج المحلى البالغ سنويا حوالى 8 ملايين طن.

تعتمد مصر في استراتيجيتها لتطوير قطاع الزراعة والثروة الديوانية على تقليل الفجوة الغذائية في مدة لا تتجاوز 3 سنوات، حيث كانت تمثل الفجوة الغذائية في مصر نحو 67،5%، والفجوة في الزيوت النباتية 98%، القمح 60%، الذرة الصفراء 85 %، السكر29%، اللحوم الحمراء 45%، والأعلاف مركزة 92 %؛ كما ساهمت المشروعات القومية والصوبات الزراعية في تقليل الهدر من الحبوب بنسبة 20- 30%.

- مشروع المليون ونصف فدان

يعد هذا المشروع نموذجا حيا للريف المصري الحديث.. تكون نواته سلسلة من القرى النموذجية تعالج مشكلات الماضي وتستثمر مقومات الحاضر، وتم تقسيم المشروع إلى ثلاث مراحل حيث تشمل المرحلة الاولى 9 مناطق بإجمالي مساحات 500 ألف فدان، على أن يكون مصدر الري هو المياه الجوفية، وهي: الفرافرة القديمة 30 ألف فدان، والفرافرة الجديدة 20 ألف فدان، وامتداد الداخلة 20 ألف فدان، ومنطقة المغرة 135 ألف فدان.

والمناطق التي تروي سطحيا وهي 3.5 آلاف فدان بقرية الآمل، 168 ألف فدان بتوشكى منها 143 ألف فدان ريا سطحيا و25 ألف ري آبار، بالإضافة إلي منطقة غرب المراشدة وتروي سطحيا بمساحة 25.5 ألف فدان، و18 ألف فدان بنفس المنطقة، وغرب المنيا 80 ألف فدان تروي بالمياه الجوفية، بالإضافة إلى بعض المساحات التي سيتم زراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية.

وتضم المرحلة الثانية من المشروع نحو 9 مناطق بمساحات 490 ألف فدان تروى بالمياه الجوفية وهى: منطقة الفرافرة القديمة 120 ألف فدان، والفرافرة الجديدة 20 ألف فدان، وامتداد الداخلة 30 ألف فدان، ومنطقة غرب كوم امبو 25 ألف فدان، والمغرة 35 ألف فدان، وغرب المنيا 140 ألف فدان، وجنوب شرق المنخفض 90 ألف فدان، وشرق سيوة 30 ألف فدان، بينما جاءت المرحلة الأخيرة بإجمالي مساحات 510 آلاف فدان، في 5 مناطق تروي بالمياه الجوفية.


- مشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية

يستهدف المشروع إنتاج الخضر والفاكهة بغرض التصدير التي ارتفعت هذا العام الى 5.4 مليون طن، وتتميز بالجودة وقلة استهلاكها لمياه الري بنسبة 40%، وقلة الفاقد من منتجاتها بدأ المشروع على مساحة 100 ألف فدان في 7 مناطق مختلفة، بناء على توزيع المشروع القومي لاستصلاح الأراضي، يوفر مشروع الصوب الزراعية أكثر من 300 ألف فرصة عمل للشباب.

 تحقق الصوب الزراعية مكاسب عدة للاقتصاد، منها دخول 1300 صوبة جديدة على خط إنتاج المحاصيل الزراعية و10 آلاف فدان وأيضا يؤدى المشروع الى خفض في استخدام المياه بنسبة 20% وتوفير 60% من البذور يجرى إتاحتها لتوفير احتياجات الدولة في 4 سنوات، واستخدام 4.7 مليار بذرة في زراعة المحاصيل المختلفة ويعادل إنتاج المشروع كلية نحو مليون فدان من الزراعات التقليدية، كما يعد المشروع الأكبر في مجال الصوب الزراعية بمنطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، مع ترشيد استخدام مياه الري.
 
- مشروع المليون رأس للماشية

يستهدف المشروع سد الفجوة الغذائية من الثروة الحيوانية وخفض الأسعار وتحقيق الاكتفاء الذاتي وبدأ المشروع بتربية 200 ألف رأس من الأبقار، منها 180 ألف رأس عجول تسمين، و20 ألف رأس أبقار حلابة.

أوضح آخر تقرير صادر عن قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، يوضح درجات الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء بلغت حوالي 90%، ومن اللحوم الحمراء بلغت 60%، ومن بيض المائدة بلغت 100%، ومن الألبان وصلت نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 80 %، بينما بلغ تعداد الثروة الحيوانية بمصر 18 مليونا و250 رأسًا منها 3.8 مليون رأس من الجاموس، و4.7 مليون رأس من الأبقار، و5.4 مليون رأس من الأغنام و4.2 مليون رأس من الماعز. وخصوصًا أن مصر تستورد 70% من احتياجاتنا من اللحوم الحمراء.

يذكر أن الحكومة قد أعلنت مؤخرًا أن حجم الإنفاق على البحوث والتطوير في القطاع الزراعي، خلال العامين الماضيين وصل  لـ 5.5 مليارات جنيه، حيث عكفت الحكومة على توفير متطلبات الأمن الغذائي من خلال زيادة المساحة المزروعة.