«منصات المشاهدة» في الميزان.. بين المكاسب الفنية والصعوبات التقنية

حققت المنصات الإلكترونية الحديثة نجاحًا كبيرًا، على المستوى المصري والعربي والعالمي خلال الفترة الماضية، واستطاعت عدة منصات أن تنجح وتحقق جزءًا كبيرًا من هدفها بالانتشار والتوغل والوصول إلى شريحة كبيرة لم تعد على ارتباط بالتليفزيون والعروض المحددة بمواعيد مسبقا.

يتابع الجمهور العربي حاليا 3 منصات هم "WATCH IT ومنصة شاهد VIP ومنصة NETFLIX بما فيهم من محتوى عربي وأجنبي مميز وإنتاجات صنعت خصيصا لهذه المنصات قبل العرض التليفزيوني وهو ما يتيح عرض العمل بعيدا عن الفواصل الإعلانية وفي الوقت المحدد من قبل المشاهد.

*تغير أسلوب المشاهدة*

أصبح من السهل حاليا أن تسمع عن ارتباط الجمهور بعرض حلقة واحدة من المسلسلات المصرية والعربية وأجنبية، فعلى منصة "واتش إت" أصبح يوم الأربعاء موعدا لحلقة جديدة ينتظرها الجمهور من مسلسل "شديد الخطورة" بطولة أحمد العوضي، والأسبوع القادم ينضم الفنان محمد أنور في مسلسله الكوميدي الجديد "إسعاف يونس" كما أن المشاهد حاليا على منصة "شاهد" ينتظر كل خميس من كل أسبوع حلقة من المسلسل المعروض حاليا "نمرة اتنين" بطولة عدد كبير من النجوم منهم آسر ياسين ونيللي كريم وإياد نصار ومنى زكي.

كما أصبحت المنصات الإلكترونية متاحة للمشاهدة على كل الأجهزة الإلكترونية بداية من الموبيلات والكومبيوتر اللوحي وشاشات التليفزوين فيمكن المشاهدة في الأجواء الخارجية والمنزل وفي أي مكان وحسب الوقت الذي يحدده المتلقي.

*المكاسب الفنية من المنصات*

لم تقتصر البطولات والأعمال الفنية حاليا على نجوم الصف الأول مثل السينما والدراما التلفزيونية التقليدية، وأصبح الموضوع والسيناريو هو البطل بل أن هناك اتجاها جديدا للاعتماد على العناصر الشابة ونجوم الصف الثاني من أجل التصدي لتلك البطولات وهو ما يحدث حاليا فتم تصعيد أحمد العوضي ومحمد أنور وأحمد داش وغيرهم من الفنانين كما أن هناك خططا كثيرة للمنصات للتوسع في هذا المجال.

أصبحت المنصات أرضا خصبة لمناقشة الأفكار الجريئة بعيدا عن التحكم الكامل من قبل الرقابة الخاصة بالأفكار والموضوعات الشائكة وحتى الجمل الحوارية وهو ما يسمح بضخ دماء جديدة في التفكير والكتابة بالإضافة إلى أن التكلفة الإنتاجية توجه معظمها لفكرة الصناع وليس لأجور النجوم مما يسمح بوجود صورة وجودة مختلفة للأعمال الفنية.

*صعوبات تواجه المنصات*

مازالت الأزمة الكبرى التي تواجه أي عمل فني وأي مصنف وراءه مجهود كبير وإنتاج هي عملية القرصنة الإلكترونية؛ فحاليا يعاني أصحاب الأعمال من رفع كافة المحتويات الجديدة بعد إطلاقها بدقائق على قنوات "التليجرام" ومواقع الإنترنت المشهورة بالقرصنة مما يقلل من فرص الاشتراك للأشخاص الآخرين ويكبد أصحاب المنتج الفني والمنصات خسائر كبيرة كانت من المفترض أن تدخل في استثمارات فنية جديدة.

كما تواجه المنصات ضعفا في البنية الإلكترونية لشبكات الإنترنت في بعض البلدان وتحتاج تلك البنية إلى رفع كفاءتها حيث يتوقف البعض عن المشاهدة أحيانا بسبب ارتفاع تكلفة الإنترنت وقلة سرعته.