رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جنة القاهرة.. أهالى عين الصيرة بعد عمليات التطوير: «راح زمن العشوائية»

جنة القاهرة
جنة القاهرة

نقلة حضارية كبرى شهدتها منطقة عين الصيرة، بعد عمليات التطوير التى نفذتها الدولة ليكون المكان لائقًا بمكانته الأثرية والتاريخية والسياحية، وهو الإنجاز الذى أنزل الفرحة والارتياح على قلوب سكان المنطقة.
وتكلفت أعمال التطوير نحو ٢٨٠ مليون جنيه، حيث تم إجراء أعمال «لاند سكيب» واسعة، وتشمل ممشى سياحيًا بطول ٢٥٠٠ متر، ومناطق خضراء، إضافة إلى مطاعم ومرسى قوارب ونوافير، كما شملت إنشاء أحواض سمك ومحطة معالجة مياه و٤ محطات كهرباء وإنشاء وتوزيع ٤٥٠٠ وحدة إنارة بمحيط البحيرة، وإنشاء ٢٠ منفذًا للوجبات السريعة والمشروبات، وإنشاء ٤ مطاعم ومجموعة من الكافيهات ومسرح مكشوف ونافورة وبارك انتظار سيارات.
وفى السطور التالية، يحكى سكان عين الصيرة، لـ«الدستور»، كيف حولت أعمال التطوير المكان إلى ما يشبه الجنة، حيث المساحات الخضراء والحدائق المجانية التى يستمتع بها السكان، والبحيرة النظيفة الصافية والممشى السياحى الذى يتخللها، حيث باتت متنفسًا لهم ولأطفالهم، كما حكوا كيف أنقذهم التطوير من أعمال البلطجة وتجارة المخدرات التى استوطنت المكان لفترات، وغيرها من التفاصيل.

خلود أنور: الدولة حمتنا من البلطجية والمخدرات وفتحت أبواب الرزق

قالت خلود أنور إن التطوير الذى شهدته المنطقة خلال الآونة الأخيرة حولها إلى منطقة سياحية وغير شكلها العشوائى وفتح أبواب رزق جديدة لشبابها.
وأضافت «خلود» أن فكرة تطوير المناطق العشوائية وتحويلها لمجتمعات حضارية من أعظم المشروعات التى انتهجتها الدولة، حيث تم القضاء على أشكال البلطجة التى كانت موجودة، وتداول المخدرات وتكدس القمامة، وتم تشجير المكان وزيادة رقعته الخضراء.
وذكرت أن الرقع الخضراء صارت متنفسًا للأهالى، الذين يحرصون على الحفاظ على شكلها الحضارى، مشيرة إلى أن «الناس أصبحت تهتم بنظافة الشوارع حتى تليق باسم مصر».
ولفتت «خلود» إلى أن التطوير جعل الشباب يقدمون على إنشاء مشروعات سياحية وتعلم اللغات، بعد أن بدأ عدد من السياح فى التوافد على المنطقة وشراء المنتجات الأثرية منها، متابعة: «سكان المنطقة دشنوا عددًا من المبادرات للحفاظ على نظافة المكان والترويج للسياحة من خلاله، وهذه المبادرات تهتم بالرقع الخضراء ونظافة الشوارع والمياه».

هانى المصرى: ساعدنا العمال فى إخلاء مناطق العمل ورفع المخلفات

كشف هانى المصرى، ٢٨ عامًا، عن أن أهالى منطقة عين الصيرة كانوا يتخوفون فى البداية من مشروع التطوير، خاصة أنه كان يتضمن هدم بعض المبانى والمنازل فى المنطقة، لكن هذا الخوف تبدد بعدما رأوا بأعينهم ما تحولت إليه المنطقة.
وقال: «بعد بدء العمل فى المشروع، تأكد الأهالى من طبيعة المشروع وأخذوا فى مساعدة العمال من أجل إخلاء مناطق العمل، ورفع المخلفات والقمامة، والتصدى للمخالفات، ومع استكمال التجديدات تغيرت معالم المنطقة، وبرز جمالها، وتزينت المطاعم والمقاهى فيها بلمسات الديكور التاريخية، من العصر الفاطمى والعباسى، ما أعاد المشهد إلى عظمته، وأصبح تاريخه واضحًا فى كل مكان».
وواصل: «مع ترميم المبانى القديمة، والقضاء على العشوائيات بالمنطقة، استكملت الدولة تطهير وتنظيف البحيرة، الأمر الذى أثر فعلًا فى السكان، وبدلًا من استمرار هذا المكان كبقعة تلوث بيئية، ومنطقة تجمع للصوص والخارجين عن القانون، عادت المنطقة لتكون مقصدًا سياحيًا مهمًا».
وتابع: «المشروعات التى أقيمت على ضفاف البحيرة أسهمت فى توفير ما يزيد على ألف فرصة عمل، خاصة أن كل مشروع أصبح بحاجة إلى نحو ١٠ أفراد لتشغيله، ما يعنى أنه قضى على البطالة فى المنطقة المحيطة وربما الفسطاط كلها تقريبًا».
وختم بقوله: «الرئيس عبدالفتاح السيسى وعد المصريين فى وقت سابق بأن تكون (مصر قد الدنيا)، ووعد بالقضاء على العشوائيات وإعادة الأماكن التاريخية إلى مكانتها، وهذا ما حدث فعلًا فى عين الصيرة، وتأكدنا معه من أننا نور عينيه وأنه نور عينينا».

محمد رمضان: نقلة حضارية أزالت القمامة وأبرزت المعالم الأثرية


ذكر محمد رمضان، ٢٩ عامًا، أن شكل عين الصيرة أصبح أفضل بكثير، وشهدت المنطقة نقلة كبيرة خلال عملية التطوير، مشيرًا إلى أن السياحة ستعود من جديد إلى الحى بأكمله، بعد أن أصبح يليق بشكل مصر الحضارى الأثرى.
وأضاف «رمضان» أنه فى الماضى لم تنقطع السياحة بشكل كامل عن المنطقة، لكن المكان لم يكن لائقًا لاستقبال السياح، حيث كانوا يتعرضون لعمليات السرقة على أيدى البلطجية ومتعاطى المخدرات فى مقالب القمامة حول البحيرة، الأمر الذى راعته الدولة بشكل كبير أثناء عملية التطوير إذ باتت منطقة البحيرة مكشوفة بشكل كامل، ويتوسطها ممشى يطل على المنطقة بأسرها.
وأشار إلى أن الإجراءات التى شنتها الدولة لتطوير منطقة الفسطاط أبرز المعالم الأثرية الموجودة فى المنطقة، وقبل إتمام مشروع التطوير بدأ السياح فى العودة للمكان، ما سمح للشباب بإنشاء مشروعات جديدة تزيد من دخلهم.

إسلام نبيل: الأعمال انتهت خلال وقت قياسى.. وبأقل درجات الإزعاج

أكد المحامى إسلام نبيل، ٣٢ عامًا، أن عملية تطوير منطقة عين الصيرة وإعادتها إلى الوضع اللائق بها وبمصر تمت فى وقت قياسى، وبأقل درجة من الإزعاج أثناء القيام بأعمال التطوير والصيانة بالمنطقة.
وقال: «بعد رفع أكوام القمامة وتطهير مياه البحيرة، تحولت عين الصيرة إلى جنة، وباتت مقصدًا للصيد والتنزه اليومى للأهالى، والصيد فى مياهها، بعدما كان الجميع يهرب منها، نتيجة ما تشهده من تلوث».
وأضاف: «مشروع التطوير وفر فرص عمل لشباب المنطقة وساعد على الارتقاء بها، كما أن توزيع المطاعم والمقاهى السياحية فى محيط البحيرة سيحافظ على نظافتها الدائمة من القمامة».
وتابع: «سكان المنطقة أصبحوا سعداء جدًا بشكلها العام بعد التطوير، لأنها باتت مقصدًا لرحلات التنزه على الرقعة الخضراء وضفاف البحيرة والممشى الجديد، كما أصبحت مقصدًا مناسبًا لاستقبال السياح، وتتكامل مع المشروعات التى تقام فى منطقة الفسطاط، التى ستتسم بلمسة تاريخية تعيد للمنطقة رونقها».
واختتم: «تطوير بحيرة عين الصيرة ومحيطها يعد بداية التغيير الفعلى على أرض الواقع، من أجل استعادة جمال منطقة الفسطاط، ضمن مشروع الدولة لإعادة السياحة إلى مصر العتيقة، وهو أمر يدركه الأهالى، الذين أصبحوا حريصين على ألا تعانى المنطقة أى إهمال أو تخريب».

عبدالله محمد: تحديث مرافق البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف

قال عبدالله محمد، أحد سكان المنطقة، إن مشروع تطوير منطقة الفسطاط وفر للسكان، وأغلبهم من الطبقة متوسطة الدخل، مكانًا للتنزه والخروج برفقة أطفالهم دون دفع أى رسوم، بشرط وحيد هو الحفاظ على نظافة المكان، مضيفًا «هذا أمر تفتقده أغلب المناطق الشعبية بشكل عام، رغم احتياج السكان له».
وذكر أن الأهالى فى السابق كانوا يبتعدون عن منطقة البحيرة حتى لا تتسخ ملابسهم، وتجنبًا للروائح الكريهة والحشرات، لكن الأمر تبدل تمامًا بعد إزالة القمامة وتطهير مياه البحيرة، فبات الشباب يجلسون عليها مع بداية الغروب، ويظلون فيها حتى ساعات متأخرة من الليل وكذلك الأسر.
وأشار إلى أن التجديد جذب أيضًا السياح الذين يتوافدون على المنطقة يوميًا، وهو ما وفر فرص عمل جديدة للشباب الذى بدأ يفتتح المقاهى والمطاعم السياحية، ما سيجعل المنطقة خالية من البطالة.
ولفت إلى أن أعمال التطوير شملت أيضًا مرافق البنية التحتية فى حى عين الصيرة، إذ تم تغيير مواسير مياه الشرب فى المنازل، وكذلك الصرف الصحى، والكهرباء، مشددًا على أن الخير عم المنطقة بأكملها ولم يقتصر على المناطق السياحية فقط.