رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روايتان للموت: فريق من 62 مُنفذًا أم قمر صناعى .. كيف تم اغتيال محسن زاده؟

 محسن زادة
محسن زادة

حتى الآن ليس واضحًا كيف تم اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده؟، في صحف العالم روايتان مختلفتان بتفاصيل جديدة عن ملابسات القتل الدراماتيكي للعالم الكبير تذكرنا بأفلام الحركة الهوليوودية.

بحسب تصريحات بروس رايدل، وهو مسئول كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قال لـ"نيويورك تايمز" إن حالات قليلة التي تتمكن دولة لأن تضرب بهذه الدقة في قلب أرض دولة عدو بل والعدو الأكثر مرارة لها. وكان واضحًا أن المسئول الأمريكي يتحدث عن الموساد الإسرائيلي.

بحسب التقارير الأجنبية، فإن إسرائيل طورت علاقات مع دول مجاورة لإيران كي تخلق أدوات للمتابعة والتجنيد للعملاء، وروى رايدل أيضا أن إسرائيل جندت على مدى السنين ناطقين بالفارسية من بين مهاجرين إيرانيين وصلوا إلى إسرائيل كي تحصل على معلومات حيوية من داخل إيران للاطلاع على المراسلات ووسائل الاتصال المشفرة. وعلى مدى السنين نجحت إسرائيل أيضا في تجنيد عملاء من داخل إيران.

أما عن روايتي الاغتيال، فإن الرواية الأولي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية يتبين أنه ليس أقل من 62 شخصًا كانوا مشاركين في تنفيذ التصفية، 12 منهم، كما يشير، استعانوا بأجهزة الأمن والاستخبارات "لدولة أجنبية" ورابطوا في مدينة أبساد التي تقع على مسافة 80 كيلومترًا شرقي طهران. وشارك 50 شخصًا آخر في مهمة التصفية بالدعم اللوجستي اللازم.

بحسب الصحيفة البريطانية فإن ملاحقة العالم الإيراني بدأت في ساعات الصباح المبكر ليوم الجمعة الماضي، وقبل نصف ساعة من وصول القافلة إلى مكان التصفية وصلت إلى المنطقة سيارة هيونداي وفيها أربعة أشخاص، تساندها أربع دراجات نارية وقناصان.

إضافة إلى ذلك شارك في العملية عربة من نوع نيسان مفخخة كان اثنان مسئولين عنها، في اللحظة التي ظهرت فيها ثلاث سيارات قافلة فخري زاده – تم قطع الكهرباء في المكان، وانتظر المغتالون حتى وصول السيارة الثالثة وعندها وصلت سيارة النيسان المفخخة وانفجرت، وضرب الانفجار عواميد الكهرباء، وفتحت النيران من قافلة العالم، ووقع اشتباك ناري في الساحة، واختفت الخلية، دون أن يقتل أو يصاب أي أحد منها، وهبطت طائرة مروحية إيرانية على مقربة من المكان كي تنقل فخري زاده إلى المستشفى في طهران، حيث كانت هناك محاولة لإنعاشه انتهت بوفاته.

هناك رواية أخرى، نشرها موقع وكالة أنباء فارس ومفادها أن الاغتيال نُفذ بواسطة سيارة إطلاق نار تم تفعيلها عن بُعد. وتبين من التقرير أن فخري زاده وعقيلته خرجا إلى إجازة نهاية الأسبوع في بيتهما غربي طهران. سافرا في القافلة مع الحراس، في لحظة معينة انقطعت إحدى السيارات عن القافلة كي تصل الأولى إلى بيت العالم – وتنفذ فيه فحصًا مسبقًا قبل وصولهما.

وبعد وقت قصير من ابتعادها فتحت النار نحو السيارة التي كان يجلس فيها العالم. توقفت السيارة وفخري زاده خرج منها لاعتقاده أن سيارته اصطدمت بجسم ثقيل على الطريق أو أنه توجد مشكلة في المحرك. وفي تلك اللحظة فتحت النار من سيارة كانت تكمن على مسافة 150 مترًا من هناك.

وحسب "فارس" أصيب فخري زاده بثلاث رصاصات، أصابت إحداها العمود الفقري. وفور ذلك انفجرت سيارة النيسان واحترقت، وأغلب الظن كي تُباد الأدلة. وفي الرواية الثانية لم يظهر المنفذان في الميدان، إطلاق النار والانفجارات تمت عن بُعد.