رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استحداث جريمة «الإسلام السياسي»... تفاصيل التشريع الجديد لمحاربة الإرهاب في النمسا

جريدة الدستور

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، تقريرًا، كشفت فيه عن خطة النمسا لحظر جماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان، بعد أن أعلنت حكومة المستشار سيباستيان كورتز، عن تشريع جديد من المقرر تقديمه إلى البرلمان الشهر الجاري، للتصويت عليه، ضمن مجموعة من الإجراءات التي تستهدف مكافحة الإرهاب، في أعقاب الهجوم الذي شنه متطرف في فيينا الشهر الماضي.

ولفتت التقرير، إلى أن التشريع الذي تعتزم حكومة «كورتز» تقديمه إلى البرلمان؛ يتضمن حل جماعات الإسلام السياسي، ومنح الشرطة سلطات واسعة لإغلاق المساجد والمؤسسات الإسلامية الأخرى إذا ثبت تطرفها، والقبض على أعضائها (الاعتقالات الوقائية لأعضاء الجماعات المتطرفة)، إلى جانب حرمانهم من الجنسية في حال ثبت انتمائهم لتلك الجماعات.

وكان «كورتز» صرح في 11 نوفمبر الماضي، باستحداث جريمة تسمى «الإسلام السياسي»، ضمن الإجراءات الجديدة الهادفة لمكافحة الإرهاب، وحتى تتمكن من اتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين ليسوا إرهابيين، لكنهم يخلقون أرضية خصبة لهم، إضافة إلى موافقة مجلس الوزراء النمساوي على مجموعة واسعة من الإجراءات التي تهدف إلى سد الثغرات الأمنية.

ورجح أنه من المحتمل أن تذهب الخطوة التي اتخذها «كورتز» إلى أبعد من التشريع الجديد الذي دفع به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث الذي أشار في خطاب ألقاه في أكتوبر إلى المخاطر التي تشكلها «الانفصالية الإسلامية» على القيم العلمانية الفرنسية بعد تعرض فرنسا لحادثين إرهابيين، مشيرة إلى إنه رغم تعرض ماكرون إلى اتهامات بالإسلاموفوبيا ومهاجمة الإسلام، خصوصا من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن الهدف من تلك الخطابات هو استهداف المتطرفين الدينيين الذين يتحدثون باسم الإسلام وليس المسلمين أنفسهم.

وتابع أن ذلك دفع أوميت فورال، رئيس الجماعة الدينية الإسلامية في النمسا، إلى التحذير من الخلط بين التطرف العنيف والأرثوذكسية الدينية، بعد تصريحات «كورتز» حول الإسلام السياسي.
ونقلت الصحيفة عن فورال لصحيفة «دي بريس» قوله: «لا يوجد تعريف للإسلام السياسي، أود أن أدعو جميع أصحاب الحكمة والعقل للاخذ في الاعتبار أننا كمجتمع يجب أن نميز بين دين الإسلام المسالم وهؤلاء المتطرفين».

من جهته قال رافايللو بانتوتشي، الزميل الأول في مؤسسة الأبحاث الأمنية «RUSI» التي تركز أبحاثها على مكافحة الإرهاب، إن محاولة تعريف الإسلام السياسي المتشدد مهمة معقدة للغاية، بينما صرح لورنزو فيدينو، مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، ومستشار للمرصد النمساوي للإسلام السياسي، وهى هيئة مستقلة تمولها الحكومة تم إنشاؤها بموجب تشريع أقره كورتز كوزير للشؤون الخارجية والتكامل الاجتماعي في عام 2015، بأن «ماكرون يتصدر عناوين الصحف تلك الأيام، لكن كورتس كان يقول ذلك منذ أن كان وزيرًا للشئون الخارجية».

وبحسب ما نشرته الصحيفة البريطانية، تقدر الأكاديمية النمساوية للعلوم أن عدد المسلمين في الدولة البالغ تسعة ملايين قد تضاعف إلى 700 ألف منذ عام 2001، وأقلية صغيرة منهم مرتبطة بجماعات إسلامية أجنبية، ومن بين هذه الجماعات جماعة الإخوان المسلمين.