رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يؤتي التلويح بعقوبات على أنقرة بثماره؟

اردوغان
اردوغان

عقب التلويح الأوروبي بالعقوبات، يبدو أن تركيا قررت تغيير نهجها تفاديا للخطر، بسبب سياستها حول كثير من الملفات الشائكة، كالصراع في ليبيا، وأزمة سوريا، والمتوسط، وإقليم قره باغ وغيرها.

وكشف تقرير لوكالة بلومبيرج الأمريكية، عن سعى أنقرة لإصلاح علاقاتها مع حلفائها التقليديين في الغرب، وبقية القوى الإقليمية، لافتا إلى أن الخلاف المتزايد بين مصالح أنقرة وموسكو، في مناطق كثيرة، مثل سوريا، وليبيا، والأزمة الأذربيجانية الأرمينية، أصبح بحاجة إلى حل.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه بات من الضروري تغيير أنقرة لسياستها خصوصا مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، إلى البيت الأبيض، والذي أعلن مرارا معارضته لسياسات أنقرة، وأعرب عن دعمه للمعارضة التركية.

وأوضح التقرير أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة التي بدا فيها أكثر تصالحا، إذ قال قبل أيام "ليس لدينا مشاكل مع أي دولة أو مؤسسة لا يمكن حلها من خلال السياسة والحوار والمفاوضات"، في إشارة منه إلا أن كلام أردوغان دليل على رغبة بالتفاوض.

كما حث أردوغان الاتحاد الأوروبي على المساعدة في التغلب على العقبات التي تعيق انضمام تركيا إلى الاتحاد، والترتيبات الخاصة بشأن الجمارك والسفر بدون تأشيرة.

من جانب آخر، يحاول أردوغان التخفيف من حدة الخلاف مع الناتو حول نظام S-400 الروسي تجنبا للعقوبات، وذلك عبر فصل نظام الدفاع الجوي الروسي الصنع عن أنظمة الناتو، الذي كان أثار غضبا واسعا.

ولفتت الوكالة إلى أن أردوغان أرسل مبعوثه إلى بروكسيل لتهدئة حدة التوترات مع الاتحاد الأوروبي.

يذكر أن النهج التركي كان قد أثار انتقادات عالمية حول كثير من الملفات، فبالإضافة إلى ملف شمال قبرص، تختلف تركيا مع اليونان وقبرص، العضوين في الاتحاد، فيما يتعلق بالتنقيب عن النفط والغاز في مياه متنازع عليها بشرق البحر المتوسط.

كذلك تتعارض تركيا مع روسيا بشأن الملف السوري، كما أثارت تدخلاتها في ليبيا وفي أزمة أرمينيا وأذربيجان، انتقادات دولية عدة.