رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التطويش» أو أغاني الفأس.. كيف ندفن تراثًا غنائيا تحت مباني خرسانية؟

التطويش
التطويش

"التطويش" هو تحطيم الكتل الطينية الكبيرة لتسهيل عملية تسوية الأرض باستخدام الفأس، كما يطلق التطويش على تقسيم الحقول إلى أحواض صغيرة وسرابات أو مسارب، إذا تطلب المحصول ذلك، وتطلق أيضا على شق الفحل، وهي القنوات التي توصل الماء على تلك الأحواض إلى جانب استخدامات أخرى.

في دراسة بعنوان "التطويش وأغاني العمل بالفأس" لدرويش الأسيوطي يقول فيها "تختلف بنية غناء العامل بالفأس عن بنية غناء المغنيين خلف المحاريث، فالعمل بالفأس عادة ما يكون جماعيا، بمعنى أن تجتمع مجموعة مستأجرة أو متعاونة من أهالي القرية لإنجاز التطويش أو "عزيق" الحشائش والأعشاب، لهذا يكون الغناء جماعيا أيضا، ويقوم أحد العمال بدور المغنيالحادي. بينما يتحول الباقون إلى جوقة، تردد خلفه ما نسميه بالمرد أو الترديدة، وعادة ما يختلط هذا الغناء بغناء حرف أخرى مثل: معجنة الطوب، خلط المونة، جر المراكب، أغنيات المحاجر وتكسير الأحجار، وغيرها من الأعمال التي لا يشارك فيها الحيوان، والتي يتقارب إيقاعها الحركي مع إيقاع العزق السريع.
ووثق الباحث بعض أغاني التطويش مثل
"يا مهون
هون يا مهون
دي الصبحة
وترابها مصون
أعزقها
بالخرص إديها
وعاليها
هاتو ف واطيها
زبادي
فدادين الطيني
طوشها
تشرب وتليني..إلخ
ومع انحسار مساحات الأراضي الزراعية والزحف العمراني المتسارع على الرقعة الطينية يخشى باحثي التراث الشعبي من اختفاء واندثار تراث أغاني التطويش القديمة لذلك يسارعون إلى تدوينها قبل أن تختفي وتُنسى.