رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«معًا نتعايش باحترام».. الأنبا أرميا يشكر شيخ مشايخ الصوفية

الدكتور عبد الهادي
الدكتور عبد الهادي القصبي

قال الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، إن قضية التعايش من أهم القضايا المطروحة على الساحة الدولية، سواء من الناحية الدينية والسياسية والإنسانية، مشيرًا إلى أن العالم شهد في الآونة الأخيرة صراعات ونزاعات وفتنًا دعمتها أفكار شيطانية ومطامع سياسية واقتصادية، حتى أضحت نظريات التقسيم والعنف والاختلاف ونشر الصراعات صناعة لها أدواتها ويدعمها الإعلام الفاسد والتزييف والعبث وتغييب الوعي، صرح بذلك أحمد قنديل، المستشار الاعلامى للمشيخة العامة للطرق الصوفية.

وأضاف "القصبى" خلال إحدى الندوات التي نظمت تحت عنوان "معًا نتعايش باحترام" أن كل هذا أثر على حياة البشر التي شهدت العديد من الحروب، بدءًا من الحرب العالمية الثانية، مرورًا بحروب عديدة، نتج عنها سفك دماء وتخلف، وما أن انتهت هذه الحروب إلا تطلعت الإنسانية إلى السلم والاحترام، لكن بدأت موجة جديدة ممنهجة تسمى "الإرهاب" ضد التعايش السلمي، ليستمر قتل الأبرياء، وينتشر الفقر والبؤس لترتفع نسب الأرامل والمشردين.

وأشار إلى أنه من المؤسف أن يكون هذا الإرهاب تحت ستار الأديان التي هي بريئة من التقسيم والقتل وسفك الدماء، فقد اجتمعت الأديان جميعها على تحريم قتل النفس بدءا من الوصايا العشر إلى ما أمر به سيدنا عيسى عليه السلام وخطبة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم، كما يخبرنا الله تعالى أنه من قتل نفسًا فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا، ويؤكد وحدة الأصل الإنساني رغم التنوع فيقول تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة"، ويؤكد أن الاختلاف سنة فيقول "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة".

وقال "القصبي" إن الإسلام دعا إلى التعايش مع الآخر عن طريق مبادئ وردت في القرآن منها قوله تعالى:"إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عم الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون".

ووجه "القصبي" حديثه إلى قادة العالم ورجال الفكر والثقافة لينشروا ثقافة الحب والتعايش والسلم، داعيًا إلى عدم نشر ثقافة الظلم والدمار، ومذكرًا بأن الله سبحانه وتعالى خلق الكون ليسع الجميع، وبأن ما أنفق على التقسيم والقتل والحروب لو أنفق على التعليم والصحة ومواجهة الجوع لامتلأت الدنيا سلمًا وسلامًا.

ومن جانبه، وجه أكد الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز القبطي الأرثوذكسي، فى بداية حديثه الشكر للدكتور عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، على جهوده لدعم ثقافة التعايش خلال العشر سنوات الأخيرة، قائلا أن التعايش بين أفراد المجتمع الواحد هو حتمية من أجل استقرار المجتمع وأمنه وسلامه وتحقيق بنائه من أجل تحقيق الخير لجميع أفراده.

وأكد أن تعايش أفراد المجتمع معًا في سلام يهب المجتمع القوة لمواجهة التحديات، وتخطي المعوقات، والانتصار على الصعوبات التي تواجهنا، لكن إذا عاش كل فرد في جزيرة خاصة به بمفرده لن نحقق شيئًا في مسيرة الحياة، وأيضا قدرة أفراد المجتمع على التعايش معًا يهب النجاح، وأن الأسطورة "هيلين كيلر" أدهشت العالم عندما قالت "وحدنا يمكننا أن نفعل قليلًا جدًا، ومعًا يمكننا أن نفعل كثيرًا".

وقال إن كل شخص في موقع مسئولية عندما يشجع الآخرين نجدهم يبذلون جهدًا أكبر، كذلك تتنوع الرؤى فيصبح الفكر أعمق وأكثر ثراء، وتتنوع المواهب فيحصل تكامل، وحين نعمل معًا يمكننا تحقيق ما نريده من إنجازات في أسرع وقت ممكن، مثل مشروع قناة السويس الجديدة التي تم حفرها في عام واحد عندما تكاتفت قوى المجتمع معًا.

وأوضح الأنبا إرميا أن السلام هو أهم سمات التعايش بين أفراد المجتمع الواحد، وأن الأديان تدعو إلى السلام والسعي من أجل تحقيقه بشكل واضح ومباشر، واستشهد بالعديد من الآيات المذكورة في القرآن الكريم والكتاب المقدس التي تدعو إلى السلام والمحبة بين جميع البشر، لافتا إلى أنه على مدار التاريخ  نجد العلماء يوصون الأمراء والخلفاء والحكام بحسن معاملة غير المسلمين وتفقد أحوالهم.

ولفت إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حرص على بناء كنيسة ومسجد في العاصمة الإدارية الجديدة، ودعا قداسة البابا تواضروس الثاني، ليقول كلمة أمام المسجد وكذلك قدم فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كلمة أمام "كاتدرائية ميلاد المسيح"، وهو أسس بذلك وأحدث يومّا تاريخيًا في أيام مصرنا الحبيبة، وهو نفسه ما تحث عليه الأديان كنموذج للتعايش بمحبة واحترام بين الجميع.