«آخرها القاهرة».. قوافل الجامعات دور تنموي وأكاديمي

تأكيدًا على الدور الريادى المُجتمعى الذى تقوم به الجامعات خاصة فى وقت الأزمات، يأتي دور الجامعات في تنظيم القوافل الطبية التي توفر الرعاية الصحية اللازمة للفئات الأكثر احتياجا بمحافظات الجمهورية.

وكانت آخر هذه القوافل التي تشرف عليها الجامعات المصرية التي نظمتها جامعة القاهرة وانطلقت إلى مدن حلايب وشلاتين وأبو رماد بمحافظة البحر الأحمر.

وعن هذه القافلة صرح الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أن لتلك القافلة أكبر الأثر في نجاح تقديم الخدمات المجانية لآلاف المواطنين الأكثر احتياجًا بالمناطق الحدودية، وذكر أنه بين هذه الخدمات، إجراء الكشف الطبي على 1965 حالة، وكذلك تقديم العلاج والأدوية لهم بالمجان، بالإضافة إلى توزيع المواد الغذائية، والبطاطين، وكذا لعب الأطفال، والمستلزمات المدرسية، فضلا عن توعية الأهالي بفيروس كورونا المستجد، والأمراض الناتجة عن سوء التغذية.

وتابع أنه تم إجراء 20 عملية جراحية حرجة منها؛ إنقاذ مسن كان يعاني هبوطا بالقلب وكذلك إنقاذ طفلة من الاختناق، بالإضافة إلى استخراج أحد الأجسام الغريبة بأنف طفلة عانت من الاختناق، وفضلا عن ذلك تم تحويل بعض الحالات الحرجة إلى مستشفيات جامعة القاهرة.

وفي تصريح للخشت، أكد خلاله أن الفريق الطبي للقافلة أيضا أجرى التدخلات اللازمة في مجال طب الأسنان لحوالي 282 حالة ما بين خلع وحشو وتنظيف للأسنان، كما عمل على توزيع مستلزمات العناية بالأسنان على الأطفال، وتوعيتهم بالطرق الصحيحة لتنظيف أسنانهم، بالإضافة إلى الكشف على 1372 حالة من الأغنام والماعز والإبل بالوحدات البيطرية بحلايب وشلاتين وأبو رماد، وتوفير الأمصال اللازمة لهم.

وتابع أن القافلة قدمت خلال زيارتها إلى مدارس حلايب وشلاتين برامج للتنمية المهنية للمعلمين، وتم تدريبهم على الاستراتيجيات الحديثة في التدريس وطرق في تعليم الأطفال السلوكيات الإيجابية، والبرامج الحديثة في تعديل السلوك والتربية الخاصة للطفل وكيفية معالجة المشكلات التي يواجهونها، عقدت القافلة ندوات تثقيفية لأولياء الأمور لتعريفهم بالطرق العلمية في بناء العقل المصري، وتنمية مهارات التفكير النقدي لديهم ولدى أبنائهم.

يذكر أن القافلة التنموية الشاملة لجامعة القاهرة بحلايب وشلاتين وأبو رماد ضمت 44 أستاذًا من عدد من التخصصات الطبية مثل الباطنة، والصدرية، وجراحة الأوعية، والعظام، والجلدية، والأنف والأذن، والرمد، والمخ والأعصاب، وطب الأطفال، والأورام وطب الأسنان، والعلاج الطبيعي، والتمريض، والصيدلة، بالإضافة إلى عدد من أساتذة جكليات الطفولة المبكرة، والدراسات العليا للتربية، والطب البيطري.

من جانبه، أكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن الدكتور الخشت وجه باستمرارية إطلاق تلك القوافل الطبية والخدمية خاصة للمناطق والقرى الأكثر احتياجًا من أجل خدمة البسطاء والمحتاجين وتقديم خدمات صحية ومجتمعية وتوعوية لهم وذلك اتساقا مع دور الجامعة الاجتماعي والوطني والتنموي، والحرص على الاستفادة من الكفاءات العلمية بالجامعة في مختلف المجالات والتخصصات، وقوافل الجامعات لا تتركز في قوافل جامعة القاهرة فقط، إذ أنه تتنافس عدد من الجامعات المصرية من أجل تنظيم تلك القوافل تحقيقا لدروها المجتمعي، فهناك جامعة عين شمس التي سبق وأن نظمت مثل تلك القوافل مستهدفة خدمة آهالي محافظة المنيا الأكثر احتياجا.

وضمت قافلة جامعة عين شمس عيادات طبية متخصصة، كما قام مسئوليها بعدة لقاءات وندوات إلى جانب بعض القوافل للطبية البيطرية والتي تستهدف الكشف الطبي على أهالي القرية والمواشى الطيور إلى جانب صرف الأدوية والعلاج اللازم.

وعن هذه القوافل أكدت الدكتورة سيدة مشرف، وكيلة وزارة الصحة بالوادى الجديد في تصريح لها، أهمية هذه القافلة الطبية في تقديم خدمات طبية مميزة لأهالي المحافظة، موضحة أن أعمال القافلة تضم جميع التخصصات الطبية في الرمد والمخ والأعصاب والعظام والباطنة والأطفال والجراحة العامة.

كما أشارت إلى أن القافلة تقدم خدماتها بالمجان من توقيع الكشف الطبىن وصرف الأدوية، وفق خطة وزارة الصحة لسد العجز في التخصصات الطبية المختلفة من خلال القوافل الطبية الدورية، حيث يتم التنسيق المستمر والمتواصل مع مختلف الجامعات والهيئات لإيفاد قوافل طبية لمحافظة الوادى الجديد لتقديم خدمات طبية متميزة للمواطنين.


قوافل جامعة طنطا
جامعة طنطا كذلك نالت نصيبا من تلك القوافل المرسلة، حيث تم تنظيم 8 قوافل طبية “بشرى وبيطرى” بالتعاون مع محافظة الغربية بواقع قافلة لكل مركز بمحافظة الغربية، بمناسبة العيد القومي للمحافظة، وكذا لتكون ضمن المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي “حياة كريمة” لتوفير مزيد من الرعاية والاهتمام بالفئات الأكثر احتياجًا.

وعنها أوضح الدكتور عماد عتمان القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا، أن الهدف من تلك القوافل هو تقديم يد العون عن طريق التوعية وتوقيع الكشف الطبى في مختلف التخصصات الطبية لأهالى القرى الأكثر احتياجًا، وصرف العلاج اللازم لهم بالمجان، وذلك انطلاقا من حرص جامعة طنطا على القيام بدورها ومسؤوليتها تجاه المجتمع لخدمة البسطاء من المرضى.

قوافل جامعة المنصورة
وبعد توقف دام أكثر من ستة أشهر؛ عادت جامعة المنصورة كذلك إلى سلسلة قوافل جسور الخير الشاملة، وذلك من أجل تقديم خدماتها المتكاملة لأهالى المحافظات الحدودية والمناطق الأكثر احتياجًا، وذلك بتنظيم قافلة جسور الخير التي أطلقتها بأكتوبر الماضي إلى مدينتى نويبع ودهب بمحافظة جنوب سيناء تحت رعاية الدكتور أشرف محمد عبد الباسط رئيس الجامعة، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وبرئاسة الدكتور محمود محمد المليجى نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المُجتمع وتنمية البيئة.

وحسب مسئولي هذه القافلة اتخذ جميع المشاركين بها كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية حفاظًا على سلامة جميع أعضائها وسلامة أهالى المدينتين المنتفعين من الخدمات المُتكاملة للقافلة.

يذكر أن القافلة تضم عددًا من ذوى الخبرة فى مجال الطب البشرى بتخصصات الجراحة العامة، المسالك البولية، القلب واﻷوعية الدموية، المخ والأعصاب، الباطنة، النساء والتوليد، الجلدية والتناسلية، الأسنان، الأطفال، الرمد، الأنف والأذن، الصدر، العظام، الأشعة، والتحاليل الطبية لتوقيع الكشف على الأهالى وصرف الدواء بالمجان من الصيدلية المُرافقة للقافلة، وذلك بالإضافة إلى الطب البيطرى لتوقيع الكشف على الحيوانات والطيور وتقديم العلاج بالمجان.