رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صديق للأمة الكردستانية».. بايدن وتاريخ حافل بدعم الأكراد

بايدن
بايدن

مع تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، توقّع عدد من السياسيين اختلاف تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع ملفات عديدة، كان من بين هذه الملفات ملف تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الأكراد، حيث إن بايدن له تاريخ طويل من الدعم للأكراد.

على عكس إدارة ترامب التي قدمت دعما لتركيا في بعض الملفات وصمتت على سلوكيات أردوغان إزاء قضايا أخرى، يبدو أن أجندة العلاقات الثائية بين واشنطن وأنقرة خلال إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سوف تكون حافلة بالقضايا الخلافية، وقد تحتل قضايا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الديدية مرتبة متقدمة على تلك الأجندة ويعني هذا أن القضية الكردية ستكون في القلب مها.

ويشعر الأكراد بالارتياح مع فوز بايدن ليس لأنه سيندفع نحو تأييد إقامة دولة كردية مستقلة وإنما لما يبديه من تفهم لحقوق الأكراد والدعم المتوقع أن يلاقوه من واشطن في ظل إدارته، فضلا عن
الدور الذى قد يلعبه من تخفيف الضغط التركي عليهم، بالنظر إلى ضعف العلاقة الشخصية بين بايدن وأردوغان فيما يتعلق التدخل السافر للأحير في الشؤون السورية.

وبصفة عامة لكي نتمكن من تقديم رؤية موضوعية لنمط العلاقات المحتمل بين بايدن والأكراد خلال الأربع سنوات المقبلة فإنه يجب النظر من زاويتين الأولى تاريخية نلقي من خلالها نظرة كاشفة لطبيعة العلاقة بين بايدن والأكراد على مدار سنوات عمله السياسي كسيناتور في مجلس الشيوخ ثم نائبا للرئيس أما الثانية فتتعلق بما يمكن أن يقدمه للأكراد مستقبلا في ضوء المعطيات المتاحة، ونبدأ بالنظرة التاريخية التي تبين حجم التعاطف الذي يوليه بايدن للأكراد والذي يتجلى في الآتي:

◄ "استنكار عملية الأنفال 1988"

وهي إحدى عمليات الإبادة جماعية التي قام بها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ضد الأكراد في إقليم كردستان، حيث أبدى بايدن حينها- وكان سيناتور بمجلس الشيوخ وعضوا في لجنة العلاقات الخارجية- استياءه من "إحجام الرئيس جورج بوش الأب عن طرد صدام حسين من السلطة واهتمامه الغريب بالحفاظ على وحدة أراضي العراق والسماح لصدام باستعادة مناطق الأغلبية العربية غير السنية مما أدى إلى مذبحة قتل فيها عشرات الآلاف من الأكراد والشيعة.

◄ "رعاية قرارات تدعو تركيا إلى الانسحاب من كردستان العراق"

وتدعو إلى تسوية تفاوضية للصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وذلك خلال التسعينيات من القرن الماضي.

◄ "زيارته لإقليم كردستان العراق في ديسمبر 2002"

كان حينها عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير، وقد جاء إلى الإقليم عبر الحدود التركية بصحبة السيناتور تشاك هاجل، حيث لاقى استقبالا حارا من السكان المحليين الذين عبروا له عن حجم معاناتهم بقولهم إن "ما يتعلمه كل طفل كردى هو أن الجبال هي صديقنا الوحيد" وهو ما قابله بايدن بقوله - خلال كلمة ألقاها أمام برلمان الإقليم- "الجبال ليست أصدقائكم الوحيدين"، في إشارة إلى دعم الولايات المتحدة لتطلعات الأكراد العراقيين، وتعهدها بتقديم الدعم لحكومة الإقليم الذى وصمه بـ "بولندا الشرق الأوسط.

◄ "تأييد غزو العراق 2003"

صوت بايدن لصالح العدو الأمريكي للعراق مبررا ذلك بقلقه بشأن الأكراد، وفي قاعة مجلس الشيوخ قال السيناتور الديمقراطي إن "صدام قمع بوحشية المدنيين العراقيين؛ الأكراد في الشمال ثم الشيعة في الجنوب ثم الأكراد مرة أخرى"، وعبر عن مخاوفه من أن صدام لو "وضع يده على أسلحة نووية فإنه قد يؤجج موجة جديدة من العدوان ضد جيرانه أو الأكراد، ومع ذلك، عبر بايدن عن قلقه من الفوضى المحتملة التي قد يجلبها سقوط رجل العراق القوى. والتي بدورها ستدعو الأكراد للاستيلاء على حقول النفط مشيرا إلى أنه على الأتراك عبور الحدود في محاولة لمنع قيام دولة كردية.

◄ "المطالبة بحكم ذاتي لأكراد العراق"

انضم بايدن عام 2007، في وقت كان لا يزال عضوا في مجلس الشيوخ إلى السيناتور الجمهورى سام براون باك، رئيس اللجنة الفرعية المعنية بشؤون الشرق الأوسط التابعة للجنة العلاقات الخارجية في المجلس، في رعاية قرار يدعو إلى إقامة نظام فيدرالي لامركزى في عراق ما بعد صدام حسين، حيث تحدث القرار عن إنشاء ثلاث مناطق حكم ذاتي في العراق، بما يتوافق مع دستور 2005، منطقة كردية وأخرى للعرب السنة وثالثة للعرب الشيعة.

وقد رحبت حكومة إقليم كوردستان بهذا الإجراء، وأصدرت بيانًا أكدت فيه أن شعب كردستان يرى في الفيدرالية الاستقرار والتحرر من الأنظمة الديكتاتورية، في حين رفض عرب العراق - سنة وشيعة على حد سواء - الاقتراح اعتباره بمثابة تقسيم للعراق.

◄ "تطوير علاقات قوية مع قادة كردستان العراق"

في وقت كانت علاقته برئيس الوزراء العراقي الأسبق، نورى المالكي متوترة في كثير من الأحيان طور بايدن علاقات قوية للغاية مع الأكراد، بما في ذلك الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني ورئيس حكومة إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني.

وتعود الصداقة بين بايدن وبارزاني إلى ما يقرب من عشرين عاما إلى حد أن يعلم أسماء جميع أحفاده وعندما التقيا في منتدى دافوس الاقتصادى عام 2015 أشار بارزاني إلى بايدن بأنه "صديق للأمة الكردستانية".

◄ "رفض الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا"

والذي كان بمثابة ضوء أخضر من واشنطن لأنقرة لشن هجوم على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" حيث كتب بايدن في أكتوبر 2019: "ترامب باع قوات سوريا الديمقراطية - الأكراد والعرب الذين حاربوا معنا لسحق داعش".