رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يحدث في أمريكا.. هل تؤثر التظاهرات المؤيدة لترامب على نتيجة الانتخابات؟

 التظاهرات المؤيدة
التظاهرات المؤيدة لترامب

- خبراء أمريكيون: المسيرات لا تعتبر حدثًا متطرفًا ولا تمثل تهديدًا للسلامة العامة
- الدستور الأمريكي ينص على أن الرئيس الجديد سيتولى منصبه ظهر 20 يناير المقبل بغض النظر عن اعتراف الخاسر

لم يمر على الولايات المتحدة في تاريخها رئيسا يماطل في تسليم السلطة ويصف الانتخابات بأنها لم تكن نزيهة وشابها كثيرا من عمليات التزوير ويطالب أنصاره بالتظاهر من أجله كما يحدث الآن، لكن هناك قواعد مستقرة في الولايات المتحدة تحدد عملية نقل السلطة رغم تلك التظاهرات.

حقيقة التظاهرات المؤيدة لترامب
وتظاهر عشرات الآلاف يرتدون ملابس حمراء وبيضاء وزرقاء في مسيرة لدعم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بواشنطن العاصمة، مساء السبت، للاحتجاج على «التزوير» في انتخابات رئاسة 2020، على حد وصفهم ووصف ترامب.

ومع حلول الليل، اندلعت مناوشات بين المتظاهرين والمعارضين في جميع أنحاء واشنطن، وأفادت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية بأنه تم اعتقال ما لا يقل عن 20 شخصًا بتهم متنوعة، بما في ذلك الاعتداء وحيازة أسلحة، وترددت أنباء عن حادث طعن وجرح ضابطا شرطة كما عثرت السلطات على عدة أسلحة نارية.

وكان أنصار ترامب أعلنوا عن المسيرات قبلها بوقت كافي تحت أسماء مختلفة بما في ذلك Million MAGA March وStop the Steal وMarch for Trump In Freedom Plaza، وكانت ضمن هتافات أنصار ترامب «أربع سنوات أخرى وأوقفوا السرقة»، وسارت جزء من المسيرات إلى مبنى الكونجرس الأمريكي.

ورفض ترامب التنازل ووجه مزاعم لا أساس لها بدء من تزوير الناخبين لادعاء كاذب أن الانتخابات سُرقت منه.

ولم يكن معظم المشاركين في المسيرات يرتدون أقنعة الوجه "الكمامات"، وهو ما ينذر بانتشار أكبر لفيروس كورونا المستجد، وكانت المسيرات مليئة بقبعات مكتوب عليها «اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» وأعلام كبيرة تحمل اسم ترامب وسط العاصمة واشنطن التي فاز بها بايدن بنسبة 93٪ من الأصوات، وفقًا لوكالة أسوشيتيد برس.

وفي وقت لاحق، واجه أنصار ترامب مجموعة من حوالي عشرين متظاهرًا مضادًا بالقرب من المحكمة العليا، حيث رفعوا لافتات تدعم بايدن وبعدها قام عشرات الضباط بوضع الحواجز المعدنية لفصل المجموعتين بينما كانوا يصرخون على بعضهم البعض من خلال مكبرات الصوت، واضطرت الشرطة إلى التراجع عن المتظاهرين المعارضين عدة مرات حيث صرخ مؤيدو ترامب بالتهديد وتجرؤوا على مواجهة المحتجين.

وبعد عدة اعتقالات، اشتبكت المجموعة المؤيدة لترامب مع الشرطة واستخدمت الشرطة مادة كيماوية لتفريقهم.

- التظاهرات لا تعتبر تهديدا للسلامة العامة في أمريكا
وعلى الرغم من أن المسيرات لا تعتبر حدثًا متطرفًا، إلا أنها أحدثت ضجة في الأوساط اليمينية بالولايات المتحدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال أورين سيجال، نائب رئيس مركز التطرف التابع لرابطة مكافحة التشهير لصحيفة يو إس توداي الأمريكية إنه لا يعتقد أن الحدث سيكون تهديدًا للسلامة العامة.

وزعمت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كايلي ماكناني على تويتر أن عدد المتظاهرين بلغ أكثر من مليون، وقال ترامب على تويتر إن مئات الآلاف من المتظاهرين، لكن مراسلي الشبكات ووسائل الإعلام الذين كانوا في مكان الحادث قدروا أن هناك عشرات الآلاف من الأشخاص في المسيرة.

- التظاهرات لن تؤثر على نتيجة الانتخابات
ولكن هل ستؤثر تلك المظاهر في المشهد الأمريكي على نتيجة الانتخابات الأمريكية أو هل يمكن أن يصل إلى الأمر إلى المحكمة العليا أو مجلس النواب؟ وهناك عدد قليل من السيناريوهات التي قد تؤدي إلى إجراء انتخابات رئاسية في مجلس النواب، كما يوضح أستاذ قانون الانتخابات بجامعة أيوا، ديريك مولر، وهي أن يحدث تعادل في الأصوات وهو سيناريو لم يحدث، أو عدم حصول أي من المرشحين على الأغلبية وهو سيناريو آخر لم يحدث.

وأشار مولر إلى أنه من غير المحتمل أن يتمكن ترامب من اتخاذ قرار بتحويل أمر الانتخابات إلى مجلس النواب أو من خلال الطعن في النتائج في المحكمة العليا.

وإذا كانت هناك نتائج انتخابات متنازع عليها في أي ولاية، فلديه حتى 8 ديسمبر الموعد النهائي لحل المشكلة واعتبار النتائج نهائية، ولن تجتمع الهيئة الانتخابية حتى 14 ديسمبر.

وأكد: «حتى إذا حاولت حملة ترامب التوصل إلى أي سيناريو جامح، فهناك 306 صوت من المجتمع الانتخابي لصالح بايدن وسيصدق الكونجرس في 6 يناير لاحتسابهم جميعًا له».

وينص الدستور على أن الرئيس الجديد سيتولى منصبه ظهر 20 يناير بغض النظر عن اعتراف الخاسر.

وتمكن جو بايدن من الفوز بعدد كاف من الولايات بما يضمن له أكثر مما يحتاجه من أصوات المجمع الانتخابي، وهي 270 صوتا، لذا يحق له تولي الرئاسة للسنوات الأربع المقبلة.

وقال: «اعتقد أن الكونجرس سيصوت على النتيجة في السادس من يناير وسيؤدي رئيس جديد اليمين في 20 يناير وستتحرك عجلات الحكومة، وأتوقع أن ترامب سيبدأ في التصرف وكأنه خاسر، حتى لو لم يسلم بنتيجة الانتخابات».

ويرى المحامي جون يو: «ليس على ترامب التنازل أو التسليم بالخسارة لأن الدستور الأمريكي ينص بوضوح على أن الولاية الرئاسية الحالية تنتهي ظهر 20 يناير».

وإذا استمر ترامب في النكران، سيكون على عاتق الشرطة القضائية أو جهاز الخدمة السرية مهمة اصطحابه إلى خارج المقر الرئاسي وهي ملزمة بحماية الرؤساء السابقين، وستواصل حماية ترامب بعد يوم 20 يناير، وفي نفس الوقت عززت الخدمة السرية اجراءات حماية الرئيس المنتخب.

وعلى الرغم من أن ترامب ليس عليه الاعتراف بهزيمته أو فوز بايدن أو حضور حفل تنصيب الرئيس الجديد، إلا أنه لابد أن يقوم بإجراءات قانونية منها تفويض إدارته بإجراء الاستعدادات لتولي فريق بايدن مهامهم في البيت الأبيض ويقول فريق ترامب إنه قام بتلك الاجراءات فعلا.