رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقاطعون عرب يردون على ماكرون: «إلا رسول الله»

جريدة الدستور

ما زالت أصداء حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية في المنطقة العربية والشرق الأوسط مستمرة، بعدما اعتبر مغردون ونشطاء الكلمة التي ألقاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إساءة للنبي محمد وللإسلام، وكان ذلك على خلفية ذبح المدرس الفرنسي "صامويل باتي" على يد لاجئ روسي من أصل شيشاني بعد عرضه صورًا مسيئة للرسول.

وبسبب الكلمة التي ألقاها ماكرون وقت نعي المدرس الفرنسي واعتبرها مسلمون في بقاع عديدة اساءة للنبي، ظهرت حملات مقاطعة عديدة للبضائع الفرنسية، سواء الأطعمة أو المنتجات الصحية وغيرها، ولاقت استجابة في العديد من المحال ولدى المواطنون بعدما تصدر هاشتاج (إلا رسول الله) قائمة الأكثر تداولًا على موقع "تويتر".

وإزاء ذلك طالبت وزارة الخارجية الفرنسية الدول الإسلامية التخلي عن مقاطعة المنتجات التي تتم صناعتها في فرنسا، وقالت الوزارة في بيان لها ردًا على أصداء حملات المقاطعة، إن الأيام الأخيرة شهدت دعوات في عدد من دول الشرق الأوسط لمقاطعة المنتجات الفرنسية، خاصة الغذائية، مضيفة "إلى جانب دعوات للتظاهر ضد فرنسا بسبب نشر رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد، هذه الدعوات للمقاطعة لا أساس لها ويجب وقفها فورًا، مثل كل الهجمات التي تستهدف بلادنا والتي تدفع إليها الأقلية المتطرفة".

إلا أن أصحاب تلك المبادرات في مناطق عربية عدة، كان لهم رأي مخالف لدعوات الخارجية الفرنسية بوقف المقاطعة، حيث أصرّ كثيرون على الاستمرار فيها من أجل تلقين فرنسا درسًا بعدم الإساءة للرسول محمد في وقت تمسك فيه "ماكرون" بعدم التراجع عن الصور المسيئة تلك.

وفي مصر تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لأحد المحلات التجارية في منطقة السادات بمحافظة المنوفية، أعلن صاحبه عبر اللافتات مقاطعة المنتجات الفرنسية، وأعلنت إدارة المحل التجاري، في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية، أنه جرى رفع جميع المنتجات الفرنسية من داخل المول، تضامنًا مع مبادرة مقاطعة المنتجات الفرنسية.

وقالت إدارة المول: "بناء على موقف الرئيس الفرنسي ودعمه الرسومات المسيئة لنبينا الحبيب محمد صلى اللَّه عليه وسلم، قررنا رفع المنتجات الفرنسية من الهايبر ماركت حتى إشعار آخر، وذلك نصرة لنبينا، واستجابة لحملات المقاطعة".

ولم تكن دعوات المقاطعة في مصر فقط، ولكن شاركت المغرب أيضًا، حيث قادت "السلمى محمود" إحدى مواطني المغرب حملة مقاطعة من خلال مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وصل عدد المشاركين فيها خلال يومين فقط 100 ألف شخص من دول عربية مختلفة، وقالت "الحملة لدينا في المغرب لاقت بعض ردود الأفعال المعارضة في البداية، لكن بعد حديث الرئيس الفرنسي وإصراره على التمسك بالصور المسيئة للرسول أصبح الأغلب يؤيد حملات المقاطعة للمنتجات الفرنسية، حتى تتكبد خسائر جراء إهانتها للرسول".

و تعتبر مؤسسة الحملة، قتل المدرس الفرنسي عملا إجراميا ووحشيا، لكنه لا يمت للإسلام أو للرسول بصلة، موضحة أن كون اللاجئ الذي قتله من أصل شيشاني فلا يعتبر ذلك ممثلًا عن الإسلام ولا يعطي الحق للرئيس الفرنسي بالإساءة للنبي محمد.

وفي تونس أيضًا، قاد عدد من المواطنين حملات المقاطعة للمنتجات الفرنسية، من خلال مجموعات موقع التواصل " فيسبوك" وتصدر هاشتاج (إلا رسول الله)، منهم مهند الديوان، مواطن تونسي والذي قال: "الحملات في المنطقة لاقت استجابة واسعة وتأييد، لذلك طالبتنا فرنسا بوقفها ولكننا نرفض ذلك ونتمسك بقولنا إلا رسول الله".

وأوضح أن الحملات لن تهدأ سوى بتراجع فرنسا عن تلك الرسوم المسيئة التي طالما استخدمتها صحف فرنسية في توجيه الإساءة للنبي محمد، واعتذار من الرئيس ماكرون على التمسك الشديد بتلك الرسوم، مشيرًا إلى أن ذلك هو أقل شيء يمكن فعله.

وأَضاف: "الأقلية المسلمة في فرنسا تواجه اضطهادا شديدا بسبب الدين، وهناك عنف يمارس ضد المسلمين مثل طعن سيدتين مسلمتين هناك، والاعتداء بالضرب على مواطن مسلم يعيش في فرنسا جراء تلك الأحداث المشحونة بالعنصرية".