رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير يوناني يكشف سبب إعادة أردوغان سفن التنقيب لشرق المتوسط

أردوغان
أردوغان

كشف تقرير يوناني عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعاد سفن التنقيب عن الغاز والنفط إلى منطقة شرق المتوسط مجددا رغم سحبها في وقت سابق، في محاولة منه للضغط على اليونان والاتحاد الأوروبي للتفاوض ومنح تركيا أي مزايا في المنطقة.

وذكرت صحيفة "إيكاثمريني" اليونانية أنه في 22 سبتمبر الماضي، أعلنت اليونان وتركيا أنهما ستدخلان في محادثات استكشافية، لكن من غير المرجح أن يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا التطور على أنه نتيجة مرغوبة للأزمة التي استمرت 35 يومًا في شرق البحر الأبيض المتوسط لعدة أسباب.

وأشارت الصحيفة إلى أن المناطق البحرية هي الموضوع الوحيد على جدول المحادثات وتسعى تركيا إلى توسيع نطاقها ليشمل مطالبتها بنزع السلاح من جزر شرق بحر إيجه أو تحديها للسيادة اليونانية على بعض أراضي الجزر علاوة على ذلك، فإن المحادثات الاستكشافية ليس لها موعد نهائي، على غرار 60 جولة من المحادثات في عام 2002 والتي لم تؤد إلى شيء.

وكشفت "إيكاثمريني" عن أن هذه الظروف السيئة تفاقمت بالنسبة لتركيا نتيجة نتائج قمة المجلس الأوروبي الأخيرة، والتي أكدت في الفقرة 16 أن المحادثات الاستكشافية ستهدف إلى "ترسيم حدود الجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للبلدين، لذا شعر أردوغان بأنه محاصر بسبب الإطار المحدود للمحادثات.

وقالت الصحيفة اليونانية إن عودة سفينة أورتش رئيس "Oruc Reis" مجددا إلى شرق البحر المتوسط هي تعبير عن رغبة أردوغان في إعادة تحديد شروط المفاوضات اليونانية التركية، لأنه كان من الواضح منذ البداية أن المحادثات الاستكشافية كانت مناورة تكتيكية من جانب تركيا.

وأضافت: "كان رحيل أورتش رئيس من المنطقة في المرة الأولى يهدف إلى تجنب استنتاجات أسوأ في مجلس الاتحاد الأوروبي القادم وكسب الوقت حتى الانتخابات الأمريكية ومع ذلك، واصلت تركيا عمليات المسح الزلزالية داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، مؤكدة أن الأحداث في قبرص ليست منفصلة عن بعضها، ولكنها إشارة إلى نية تركيا في اتخاذ خطوات مماثلة في المناطق البحرية اليونانية".

وقالت "إيكاثمريني" إن هناك عنصرا آخر أجبر تركيا على إعادة السفينة وهو قرار اليونان تعزيز قدراتها الدفاعية حيث تؤمن تركيا بعقيدة "الوطن الأزرق" لذلك سيكون من الغريب أن تنتظر تركيا حتى تسلح اليونان نفسها بطائرات رافال المقاتلة قبل الانتقال إلى المستوى التالي، وهي تريد الصدام مع اليونان قبل تعزيز قوتها.

وأشار التقرير إلى أن أردوغان يريد الاعتقاد بأن ردود الفعل الدولية ستكون باهتة مرة أخرى، كما كانت حتى الآن تجاه انتهاكات تركيا الأخيرة والمستمرة للقانون الدولي، وهذه الثقة لا تنبع فقط من المجلس الأوروبي الأخير، حيث دعا العديد من الدول الأعضاء إلى التساهل وموقف أكثر تفاهمًا تجاه تركيا كما كان هناك رد فعل متساهل على تورط تركيا في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.

وأكدت الصحيفة أن أردوغان يعتقد أن الحكومة اليونانية ستندفع تحت ضغط إجراء Oruc Reis مسوحات زلزالية خارج المياه الإقليمية لجزيرة كاستيلوريزو، لذا يجب أن يكون رد أثينا ذا شقين الأول وجود عسكري قوي، والاستعداد لرد فعل عسكري فوري إذا أصبح ذلك ضروريًا وثانيا التركيز على الدبلوماسية أولًا وقبل كل شيء.

ونوهت "إيكاثمريني" بأنه يجب أن يُنظر إلى تركيا على حقيقتها وهي أنها مجرد تهديد للاستقرار والأمن الإقليميين، على غرار ألمانيا في فترة ما بين الحربين العالميتين.