رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيل «الغيطاني».. الشاب الذي عاش ألف عام

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني

حارس تاريخ القاهرة المعماري الأخير٬ والمراسل الحربي الأبرز في هذا الفرع الصحفي٬ الشاب الذي عاش أكثر من ألف عام٬ وغيرها من الألقاب الذي أطلقت عليه٬ إنه الكاتب الروائي جمال الغيطاني٬ والذي تمر اليوم الذكرى الخامسة على مغادرته عالمنا.

وضمن الأعمال الكاملة التي أعادت الهيئة المصرية للكتاب لـ"الغيطاني" كتاب "ملامح القاهرة في ألف سنة"٬ والكتاب يستعيد الغيطاني خلاله التضاريس النافرة لقاهرة المعزّ، بروائحها التي تنطوي على طبقات من الجمال المعماري المتجاور من العهد الفاطمي إلى المملوكي إلى تخوم القرن العشرين٬ المقاهي مفاتيح أساسية للمدن وطبائع أهلها، وهو ما يؤكد عليه في مدخل الرحلة مستعينًا بأدب نجيب محفوظ الذي أرّخ لها روائيًا في معظم أعماله.

ينطوي الكتاب على فصول موجزة عن أهم ملامح القاهرة خلال الألف عام الماضية استهلها بأربعة فصول عن المقاهي، متى دخلت القاهرة ومراحل تطورها٬ فمنذ القرن الـ 16 الميلادي، والذي شهد دخول مشروب القهوة على يد القطب الصوفي أبو بكر بن عبد الله المعروف بالعيدروس، فقد روي أنه عندما كان يسير في حديقته ببغداد ألتقط ثمرة البن وصنع منها شرابا، وأرشد أتباعه إلى شرابه حتى وصل أبوبكر إلى مصر في عام 905 هجرية وهكذا أدخل الصوفية شراب القهوة إلى مصر.

ثم فصل عن العمامة المملوكية ومكانتها الهامة التي تدل على مكانة وفئة طبقة ومهنة ودين من يرتديها من خلال حجمها لونها وطريقة تفصيلها، ويعتبر العصر المملوكي أزهى عصور العمامة، خاصة في فترات ازدهاره، إذ يلاحظ أنه في فترات الرواج الاقتصادي كان ذلك ينعكس على العمامة من حيث الشكل والمضمون، فكانت أكثر دندشة وأبهة، بينما في فترات القحط يتضاءل حجمها وتقل نوعية القماش وتنقسم العمائم إلى: العمامة السلطانية والتي لا يمكن تخيل شكل السلطان دونها، فهي شعار السلطنة الرسمي مهما كبرت أو صغرت٬ عمائم الأمراء وكانت تسمى "الكلوتات والشرابيش"وكانت أصغر حجما من عمامة السلطان، وكان هناك سوق مخصص بالكامل اسمه سوق الشرابيشيين، حيث تصنع أغطية الرأس الخاصة بالأمراء ومكانه اليوم سوق الغورية٬ الكلوتة وكانت أخف من الشربوش، ولكن تعادله في الرتبة والقيمة إذا إنها كانت غطاء رأس الأمراء أيضا٬ ثمة عمامة تخص العسكريين كانت تسمي "سراقوج"٬ ونوع آخر سمي الطاقية ولا تزال موجودة حتى اليوم في المناطق الشعبية، كانت في العصر المملوكي مدورة ومسطحة٬ ونوع آخر للفقراء سمي"زمط"٬ أما أضخم العمائم حجما فكانت من نصيب رجال الدين وهي أهم جزء في ملابسهم.