رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الفرصة الثانية».. رحلة شباب من الإدمان إلى معالجين له

الإدمان
الإدمان

حملات عديدة، أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي وصندوق مكافحة الإدمان والتعاطي، للتوعية بمخاطر الإدمان على الفرد، وعلى أساس تكوين الأسرة المصرية، كان آخرها حملة طرق الأبواب لتوعية الأسر بمحافظة سوهاج بمخاطر الإدمان.

وتنفيذ حملة طرق الأبواب حول أضرار تعاطي المخدرات وآليات الاكتشاف المبكر وكيفية التعامل مع الحالات المرضية والتواصل مع الخط الساخن لعلاج الإدمان "16023"، بمشاركة 80 متطوعا لدى الصندوق، وبالتعاون مع جامعة سوهاج، وغيرها من الحملات.

من هذا المنطلق تواصلت "الدستور" مع عدد من الحالات التي لم تستسلم لهذا الوحش الكاسر، وقرروا أن يشقوا طريق المستحيل بعزيمتهم، ويعلنوا تعافيهم من الإدمان، بل ويكون لهم الدور في علاج غيرهم الكثيرين ومساعدتهم في مراحل التعافي.

أحمد كانت المشكلة إدماني أنا وأخي وبمساعدة والدي تعالجنا
عندما كان أحمد شريف في العشرين من عمره، وقع صدفة في طريق الخطر، طريق يكون له فيه رفيق واحد فقط وهو المخدرات، وتكون نتيجته "كنت بشرب جميع أنواع المخدرات، مفيش حاجة بنجح فيها لا شغل ولا خطوبة، كنت أفشل في أي حاجة ومعنديش ثقة بنفسي".

إلا أنه وبعد مرور كل هذه الأعوام وجد السكينة عندما اتخذ خطوته الأولى وأعطى لنفسه فرصة ثانية في الحياة ليتوقف عن هذا الدمار الذي وضعه لحياته، وتعافى كليا من الإدمان ليتأهل ويصبح بعد معالج له ومرشدًا للكثيرين كانوا مثله.

يقول أحمد: "كانت أكبر مشكلة إن كنت أنا وأخويا مدمنين، وكان هذا صعب بالنسبة لي ولأسرتي، إلى أن اتخذت قراري أنه لابد أن أتعالج وهو ما أبلغت به والدي ليساعدني فيه، وساعدني أنا وأخويا رغم ظروفنا المادية كانت متوسطة".

وتابع: "دخلت مكان خاص بأعراض الانسحاب لسحب السموم، ثم مكان آخر لإعادة تأهيل السلوكيات، ثم بدأت برنامج اسمه NA وهو مكون من 12 خطوة، في كل خطوة كنت بوصل لنتيجة كويسة بكتسب فيها الثقة لنفسي، وحققت نتائج كويسة الحمدلله قدرت أصلح مشاكلي الاجتماعية، وقفت على رجلي من تاني، وبمساعدة ربنا ليا قدرت أعوض نفسي وأمي وأبويا وأختي الصغيرة".

أضاف أحمد: أنا حاليا مشرف خطوات وبساعد في مكان علاجي، أحاول مساعدة من أستطيع مساعدته لأني أعرف جيدًا خطورة الإدمان.

كريم: كنت في مرحلة دمار شامل ودلوقت قادر أساعد غيري
لم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة إلى كريم أيوب، "تعبت من كتر المخدرات والمشاكل التي تعرضت لها في حياتي وشغلي، وأصبحت مرفوض في المجتمع" هنا دق جرس الخطر بالنسبة له فشعر أنه حان الوقت للعلاج والخروج من هذا البئر المعروف نهايته السيئة.

يقول كريم اكتشفت بعد مراحل علاج إني كنت في مرحلة دمار شامل، وبالفعل توقفت منذ عام ونصف حتى الآن، وأصبح لدي الفرصة في مساعدة الآخرين على التعافي بقدرات بسيطة، لأني أعرف ظروف، بعد أن أصبحت مشرف خطوات.

وتابع: "لم أتخيل إن يمكن أتوقف عن الإدمان ابدًا، رغم ذهابي إلى العديد من الدكاترة النفسيين لمحاولة العلاج ولكن باءت بالفشل وكانت تزيد من سوء حالتي، ولكن في النهاية تمكنت من المقاومة ووضع أهداف جديدة لحياتي بعد أن كنت لا أجد نفسي، وتمكنت من تكوين أسرة وبداية حياة جديدة بعد النجاح في تحقيق القبول والابتعاد عن كل ما سبب الأذى لي".

يحكي كريم: "دوري كمشرف خطوات بأني عديت الطريق فبنقل خبرتي للشخص الجديد في مرحلة التعافي، وأنقل له أني كنت في نفس طريقه وأعلم جيدًا الصعوبات التي واجهها والتواصل سويا إلى دائرة عجزه، وهو نفس ما كنت فيه، أصبح أنا وهو في دائرة تعلم واحدة معًا ليعلم أنه ليس وحيدًا وأن هناك أخرين شعروا ومروا بنفس مرحلته وبالتالي يمكنك الوصول للنهاية مثلما وصلت أنا أيضًا.

إبراهيم بعد 20 عاما من الإدمان.. 6 أعوام من التعافي
6 سنوات مرت على تعافي إبراهيم السويسي بعد 20 عامًا من إدمان المخدرات، يقول: "دايمًا كنت بسأل نفسي هو أنا ليه بقيت مدمن، فتحت عيني على الدنيا لاقيت نفسي عايش بعيد عن أمي وعن أبويا بعد انفصالهم وكل واحد أتجوز، عايش مع جدتي.

ويحكي: "المخدرات وصلتني إني كنت لما باروح عند حد من قرايبي أو قرايب مراتي كنت بخاف لحاجة تضيع وأنا موجود ليتهموني أو يشكوا فيا أني سرقتها".

وتابع: كانت هذه الانكسارات بداية اللجوء للعلاج وبعد مشوار طويل من التعافي، أصبحت إنسانا آخر، منتج وفعال في المجتمع وصممت أن لا أعود مرة أخرى".

من خلال صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، أخذ إبراهيم دورة تدريبية وتأهيلية، والآن يعمل في أكبر مركز لعلاج الإدمان كمشرف علاجي للإدمان "عشان التجربة صعبة والخروج منها بيكون مستحيل للي فيها فكان لازم يكون حد مر بنفس التجربة وخرج يعرفه أن التعافي حقيقي ومش مستحيل بس محتاج عزيمة وإرادة".

في إحصائيات صندوق مكافحة الإدمان تبين أن نسب تعاطي المواد المخدرة للفئات العمرية من 12 عاما إلى 60 عاما بلغت 10.4 %، ومعدلات الإدمان وصلت إلى 2.4 %، وأن نسبة التعاطي في مصر كانت ضعف المعدلات العالمية، لأن الأرقام في العالم كله تتراوح ما بين 4.5 إلى 5%.