رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الترفيه القاتل».. ألعاب الإنترنت تهدد الأطفال بالموت

ألعاب الإنترنت
ألعاب الإنترنت

من حين لآخر تغزو الألعاب الإلكترونية مواقع التواصل والتي أصبحت من أهم التطبيقات على الهواتف المحمولة، حيث بدأت في بث سمومها بين الفئات العمرية المختلفة، خاصة مع تفشي فيروس كورونا التي زاد فيها عدد مستخدمي تلك الألعاب، رغبة في استغلال أوقات فراغهم، لكن انعكس ذلك بالسلب عليهم وظهرت من جديد ضحايا تلك الألعاب والتي كان آخر طفل بورسعيد الذي كان ضحية لعبة بابجي.

تروي شيماء بحر قصة ابنة جارتها في الإسكندرية التي كانت تمارس لعبة مريم: "فى صباح يوم الاثنين جاءت جارتي بابنتها نور التى لا يتعدى عمرها 16 عامًا حتى أقرأ عليها القرآن والرّقية الشرعية بعد أن استنفذت كل سبل علاجها عند الأطباء، فكانت البنت تتقئ دمًا وجسمها ينزف من كثرة الجروح العميقة به بمجرد شرب مياه مقروء عليها رقية شرعية ومن ثم اعترفت بأنها تمارس لعبة مريم.

وتابعت «بحر» بأن نور أقبلت على تلك اللعبة الإلكترونية العام الماضي وداومت عليها عدة شهور حتى أصبحت هذه اللعبة تمثل إدمان بالنسبة لها في البداية لم تستطع نور تركها، لكن والدتها لاحظت تصرفات غريبة منها فقررت ألا تشحن باقة الإنترنت مع إحكام باب الغرفة عليها مضيفة أنها أخذتها إلى عدة أطباء لكن دون جدوى، ومن ثم قررت علاجها بالقرآن حتى تحسنت خلال شهور.

يقول الدكتور وليد هندي، استشاري نفسي، لـ«الدستور» إن الألعاب الإلكترونية لها بعض المميزات فى أنها تساعد في تنمية ذكاء الطفل وتنمي مهاراته، لكن مع وجود ابتكارات واختراعات تكنولوجية جديدة انتشرت تحديات وألعاب إلكترونية بين الفئات العمرية المختلفة تميل إلى العنف، وتتسبب في عواقب وخيمة على صحة المراهقين الباحثين عن التسلية، كألعاب مريم ومومو والحوت الأزرق التي نادت أصوات عديدة بحجبها داخل مصر بعد زيادة معدلات الوفاة.

وتابع أن تلك الألعاب الإلكترونية تهدر الوقت وتعمّق العصبية عند العامة مع وجود متلازمات عصبية، إضافة إلى الانفصال عن الواقع كما تعمل بشكل كبير على التحريض على العنف الذى تصل الأمور أحيانًا إلى القتل وإيذاء الذات وكذالك الانتحار كما أوضح هندي أن السبب الرئيسي في إقبال الكثيرين هو الافتقاد إلى وسائل الترفيه المختلفة وعدم استغلال أوقات الفراغ فيما يفيد، مضيفًا أن هذه الألعاب تعتمد فى جذبها للمراهقين على عامل الإثارة والتشويق ودفع روح المغامرة لديهم.

وأكد وليد هندي أن استراتيجية التعليم عن بعد تطلب قواعد منظمة حتى يمكن تدريس معطيات معينة في نفوس الطلاب وتنوع الاستراتيجيات ومن ضمن تلك الاستراتيجيات "التعليم التعاوني" الذى يساعد فى ضخ وبلورة الأفكار بالشكل الأمثل مع زيادة التفاعل وتنمية مهارة التواصل.

«ابني الصغير مكنش قادر ياخد نفسه وهو بيلعب بابجي»، بهذه الكلمات بدأت ياسمين محمد حديثها لـ "الدستور" مؤكدة أن لعبة بابجي مليئة بالإثارة والتحديات وتجعل ممَن يلعبها ينفعل بشكل غير طبيعي ومن ثم قد تصيب من يلعبها بأية أمراض تؤدى إلى الوفاة في الحال، فقد انتشرت مؤخرًا بشكل كبير بين الفئات العمرية المختلفة، فهى لعبة تحرض على العنف والقتل كما تهدر الوقت والجهد فيما لايفيد، مضيفة أن أولادها الثلاثة أصبحوا متعصبين للغاية: "بيتعصبوا فى اللعبة بطريقة فظيعة، لدرجة أن أصغرهم ماكنش قادر ياخد نفسه.. اللعبة ممكن تموت أى حد فعلًا".

وتابعت ياسمين أن الأبناء يقضون أوقاتهم في ممارسة لعبة بابجي، وباءت جميع محاولات منعهم من بالفشل:"بنام وهما بيلعبوا وبصحى وهما بيلعبوا حاجة تشل، لما بزهق بفصل الراوتر وأخده معايا وأنام"، كما طالبت في ختام حديثها بوقف هذه اللعبة؛ حفاظًا على أرواح الأطفال والمراهقين.

تقول جويرية من ليبيا لـ"الدستور" إن شقيقتها الصغري خديجة كانت مولعة بالتحديات والمغامرات، لذا بمجرد سماعها عن تلك الألعاب الإلكترونية كتحدّي تشارلي وجنية النار والحوت الأزرق قررت خوض المغامرة مع 3 من صديقاتها المقربات، بالرغم من تحذير أفراد الأسرة لها.

تابعت "أن خديجة كانت حينها تبلغ من العمر 15 عامًا ولم تكن تعلم مدى خطورة تلك النوعية من الألعاب الإلكترونية لصغر سنها وعدم وعيها الكافي بتلك الأمور"، مضيفة أنهم وجدوا خديجة ملقاة على الأرض داخل مطبخ وغاز البوتاجاز يملأ المكان بعدها تم نقلها للمستشفى تأكدوا من أنها توفيت منذ عدة ساعات مُختنقة بالغاز.

يقول أحمد جمال، خبير تكنولوجي، إن الألعاب الإلكترونية دوّامة تسحب الفئات العمرية المختلفة إلى القاع، لكن مع التطور التكنولوجي تم استحداث الطرق المختلفة لتعزيز دور الرقابة على ما يشاهده الطفل ومن ثم يمكن وقف تلك التيار الجارف، مضيفًا: "تعددت التطبيقات الخاصة بمتابعة الطفل للتحكم في المحتوى الذي يمكن أن يشاهده كتطبيق family app تطبيق مجّاني جيد للغاية يتيح لولي الأمر التحكم في تليفون ابنه بصورة كبيرة بحيث يمكنه حجب الفيديوهات غير المناسبة وهذا التطبيق ما زال تحت التجربة".

وتابع جمال "كما يستخدم تطبيق Net Nanny الذكاء الاصطناعي لحظر المحتوى المشكوك فيه قبل أن يراه الطفل ويمكن للتطبيق فلترة مواقع ويب معينة ومراقبة النشاط الرقمي للطفل، كما يمكنه مراقبة وتقييد وقت الشاشة، تطبيق Bark مراقبة النصوص ورسائل البريد الإلكتروني التي تصل إلى جهازه، إلى جانب محتوى موقع يوتيوب وتطبيقات التواصل بحثًا عن أي محتوى مشكوك فيه قد يبحث عنه الطفل ويشاهده، كما يرسل التطبيق تنبيهات لأولياء الأمور إذا اكتشف علامات للتنمر الإلكتروني، أو وجود محتوى غير مناسب.