رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مذكرات صحفي تركي توفي بالسرطان تسلط الضوء على القمع بسجون أردوغان

أردوغان
أردوغان

تناول مركز "ستوكهولم" للحريات مذكرات الصحفي التركي الراحل مولود أوزتاش، الذي توفي بالسرطان بعد تأخر إطلاق سراحه من سجون أردوغان بسبب حالته الصحية.

توفي أوزتاش في أغسطس الماضي بسبب سرطان البنكرياس، على الرغم من أن التقارير الطبية أوصت بالإفراج عنه، إلا أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعنت في الإفراج عنه.

وذكر المركز أن مذكرات أوزتاش، وصفت بالتفصيل الشوق الذي شعر به لمنزله وعائلته والقلق الناجم عن مرضه، كما أشارت إلى الاستياء الذي شعر به من الاتهامات الباطلة التي ألقت به في السجن والظلم الذي أحاط بمحاكمته.

يذكر أنه تم القبض على أوزتاش في فبراير 2018 كجزء من الحملات التي شنها أردوغان ضد حركة «جولن» بعد محاولة الانقلاب عليه، وجولن هي جماعة دينية مستوحاة من رجل الدين التركي فتح الله جولن، وكان أردوغان يستهدف أتباع الحركة منذ تحقيقات الفساد في 17- 25 ديسمبر 2013، والتي تورط فيها رئيس الوزراء آنذاك أردوغان وأفراد عائلته ودائرته الداخلية.

فيما نفى أردوغان التحقيقات باعتبارها انقلابًا ومؤامرة من قبل جولن ضد حكومته، وصنف أردوغان الحركة على أنها منظمة إرهابية وبدأ في استهداف أعضائها.

ولفت المركز إلى أن أردوغان كثف حملته القمعية على الحركة بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016، والتي اتهم أردوغان فيها جولن بالتدبير للانقلاب عليه، إلا أن الحركة تنفي بشدة التورط في الانقلاب الفاشل أو أي نشاط إرهابي.

وحكم على أوزتاش بالسجن لمدة 9 سنوات و3 أشهر في فبراير 2019 بسبب عمله لمدة 8 سنوات في وكالة أنباء جيهان التابعة لـ جولن، والتي استولت عليها الحكومة وأغلقتها بعد محاولة الانقلاب.

وفي يومياته بتاريخ 4 أبريل 2020، قال أوزتاش: "كنت ضعيفًا للغاية وذهبت إلى المستوصف على كرسي متحرك، استدعى الطبيب سيارة إسعاف، لكن إدارة السجن لم تسمح بذلك وأرسلتني إلى المستشفى في شاحنة نقل داخل السجن".

وأشار أوزتاش إلى أن سوء المعاملة تكررت في العديد من المواقف، مضيفًا "كنت ضعيفًا جدًا لدرجة أنني بالكاد أستطيع الوقوف، لكنهم أصروا على تقييد يدي في المستشفى، كان لا بد من نقلي إلى مستشفى أكبر، وأثناء النقل قيدوا يدي في سيارة الإسعاف، كنت برفقة رجال الشرطة في كل مكان، وبعد فترة أغمي علي".

وأوضح المركز أن أوزتاش كان لديه مشاكل صحية متعددة بما في ذلك الفشل الكلوي والكبد وارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، تم رفض طلباته المتكررة بالإفراج المشروط لأسباب صحية.

كما رفضت محكمة إقليمية الإفراج عنه رغم تقرير طبي من مستشفى في أنقرة اعتبره غير لائق للبقاء في السجن، وعندما تم إطلاق سراحه أخيرًا في 23 يونيو عند الاستئناف، انتشر السرطان إلى الأمعاء والكبد والغدد الليمفاوية.

فيما تحدثت مذكرات أوزتاش حول أن معنوياته، لم تكن عالية، وكيف كان حزينًا على تعرضه للعقاب بجريمة لم يرتكبها وحرمانه من أبسط مباهج الحياة.

وفي يومياته بتاريخ 31 مايو 2020، قال أوزتاش: "أنا أحلم بوجبة إفطار دافئة لطيفة، لكنني الآن في زنزانة انفرادية بسبب جائحة فيروس كورونا".