رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحت ستار الجمعيات الخيرية.. «حماس» تنهب أموال الفلسطينيين

حماس
حماس

أعاد ملف سرقة المساعدات الإنسانية تسليط الضوء على حجم الفساد داخل حركة حماس واستغلال معاناة الشعب الفلسطيني في استعطاف العالم للحصول على مساعدات لأهالي غزة، إلا أنها في الحقيقة تذهب إلى جيوبهم وليس لأفواه الشعب المكلوم.

ما زال ملف المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة يظهر فساد قادة حماس من وقت لآخر، الأمر الذي دفع الكثير من الدول لإعادة النظر في آليات تقديم المساعدات.

- لحوم الأضاحي تفضح فساد الحركة
في مايو 2019، انتشر تسريب صوتي فضح بعض ما يجري من قبل قادة في حركة حماس، بشأن المساعدات المتجهة للشعب الفلسطيني في القطاع وأظهر تورط قيادي في حماس يدعى أحمد الكرد رئيس اللجنة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، في هذا الأمر عبر الاتجار في شحنة مساعدات لحوم وخراف حية قدمتها المملكة العربية السعودية دعما للشعب الفلسطيني.

وكانت هذه المساعدات ضمن مشروع السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، وتم شحن حوالي 25 ألف ذبيحة إلى قطاع غزة، عبر 13 شاحنة.

كما أظهر التسريب الصوتي محادثات غاضبة بين طاهر النونو مستشار إسماعيل هنية قائد الحركة وغازي حمد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، حاولا فيه احتواء الأمر وحل الأزمة بعد معرفة السعودية بأمر التلاعب حيث أظهرت لقطات مصورة بيع الخراف واللحوم داخل القطاع من قبل أحمد الكرد رغم أنها كانت ستقدم مجانا للشعب الفلسطيني.

واتفق النونو وغازي حمد على احتواء الفضيحة بدفع أكثر من 8 ملايين دولار للتاجر الذي حصل على الخراف مقابل هذا المبلغ الذي دفعه للكرد، واسترجاعه منه وإعادة توزيع ما بقي منها على الشعب الذي يعاني، وحتى التعويض الذي دفع هو من أموال الفلسطينيين والمساعدات التي تقدم لأهل القطاع، ولم يتم عقاب الأخير الذي يتولي استلام وتوزيع المساعدات فمن أين له بأكثر من 8 ملايين دولار بينما لا يجد أبناء شعبه ما يسد رمقهم.

- سرقة المساعدات
وتلاحق قادة حماس خاصة أحمد الكرد اتهامات السرقة منذ سنوات طويلة ورغم ذلك بقي في منصبه، ففي فبراير 2009، اتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة "أونروا" حماس بالاستيلاء على مئات من طرود الغذاء وآلاف الأغطية التي كانت تعتزم توزيعها على 500 عائلة في مخيم للاجئين بغزة تضم أكثر من 3500 غطاء و406 طرود غذائية، إلا أن الكرد والذي كان يشغل منصب وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة حماس نفى هذا الأمر.

بينما في يوليو 2016، كشفت مصادر في غزة، عن استيلاء وسرقة حماس أموال المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن الحركة تضغط على الجمعيات والمنظمات الأهلية العاملة في غزة، وتوزع مساعدات إغاثية لفقراء القطاع، بتخصيص حصة كبيرة لحماس من إجمالي المساعدات، بل تقدم أسماء معينة للجمعيات من أجل أن توزع عليها المساعدات دون غيرهم.

- الجمعيات الخيرية.. ذراع حماس لسرقة المساعدات
فيما أكدت تقارير إحصائية أن إجمالي ما يقدمه المجتمع الدولي خاصة العربية من مساعدات يكفي حاجة أهل غزة بالكامل، ورغم ذلك لا يجدون ما يسدون به رمقهم من هذه المساعدات.

ويوجد حوالي 900 جمعية خيرية بغزة، أكثر من 90% منها محلية، بينما المتبقي مصنف تحت بندي "المؤسسات العربية والدولية"، وتبلغ قيمة المبالغ التي تصرفها هذه الجمعيات أكثر من مليار ونصف المليار شيكل سنويًا (الشيكل يعادل 29. دولار)، وهو المبلغ الذي يكفي لتيسير أمور حياة ساكني القطاع طوال عامٍ كامل، فهو يعادل الميزانية التي كانت تخصصها حماس ذاتها لإدارة القطاع بالكامل.

ومن بين الجمعيات المدعومة من حماس والتي تسطو على المساعدات جمعية الفلاح الخيرية، فهي من أكبر المؤسسات الخيرية في فلسطين، وتمتلك فروعا ومشاريع في الداخل والخارج، وأسسها رمضان طنبورة المدعوم من حماس والذي استولى على أموال الجمعية بتسهيل من الحركة وهو ما اتضح في حجم الثراء الذي ظهر على قادة الجمعية والعقارات والمشروعات التي يملكونها الداخل والخارج.