رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمال حسان: المعركة مع الإخوان ما زالت مستمرة لكن بمفردات مختلفة

الروائية جمال حسان
الروائية جمال حسان

قالت الروائية جمال حسان في تصريحات خاصة لــ"الدستور": كان من حظنا أهل وادى النيل فى السنوات الماضية أن نتزود بدرس خصوصى فى حضرة التاريخ وهو يترجل فاتحًا دفاتره وينطق بما لم نستوعبه عن جماعة الإخوان المسلمين منذ وضعت جذورًا لها فى تربة مصر.

ولفتت موضحة: عشنا سنوات طوال من التردى والاضمحلال ولم نسأل: كيف ولماذا بدأت واستمرت سياسة تخريب الوطن والمواطن في أعقاب نصر أكتوبر العظيم بعد أن عقد الرئيس السادات مصالحته مع الجماعة وتبنى شرعنة الإسلام السياسى بإرسال المجاهدين إلى أفغانستان وتغيير دستور 1971 وخلط الدينى بالمدنى وبروز ما يسمى المرجعية الإسلامية فى الفكر المدنى المصرى وما تلاه من تمكين سياسى واجتماعى للجماعة.

فى الصفحة التالية للسادات نرى العصر الذهبى للإخوان فى عهد الرئيس مبارك فأصبحوا كيانا ضخما يتمدد عبر القرى والنجوع ويخترق المؤسسات الرسمية والأهلية والخدمية للدولة المصرية ويعبر الحدود ويتحالف علانية وسرا مع دول ومنظمات وأجهزة خارجية بما فى ذلك كل منظمات الإسلام السياسي في كل بقاع الأرض انتظارًا للفرصة المرتقبة بالاستيلاء على سدة الحكم فى مصر.

لافتة: وهذا ماصار بعد ثورة 25 يناير وتحولت أحلام يناير إلى كوابيس وانكشف الوجه الحقيقى للجماعة الإرهابية فى عنف ممنهج من قتل غادر لأبناء القوات المسلحة فى سيناء ومتاريس تنصب فى شوارع العاصمة وحصار لمدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية العليا والكاتدرائية المرقسية بالعباسية وحرق للكنائس وانفلات أخلاقى وسلوكى وفوضى كاسحة فى كافة مناحى الحياة المعاشة بما هو أقسى من تبعات حروب سابقة مع عدو خارجى صريح.

وأردفت: أخطر من كل ما حدث هو الاختراق الفكرى للمواطن المصري وبث البلبلة والشائعات والأكاذيب وتشويه كل المنجزات التى تقوم بها أجهزة الدولة فى كل المجالات وتسويق الشعور بالدونية وانعدام الأمان والاستقرار والكراهية بين كافة الفئات والطبقات وتفتيت اللحمة الوطنية وبالتالى القدرة على الإنتاج والبناء والتحدي لمخططاتهم الجهنمية.

واختتمت صاحبة رواية "نساء الهلباوي": الشواهد تحذرنا بأن الجماعة ما زالت تحلم بالإطاحة بالدولة الوطنية تمهيدا لاقتلاعها وتأسيس دولة خلافة دينية ثيوقراطية تعيد مصر إلى براثن الإحتلال العثمانى وتراهن بكل استخفاف وحماقة بالوطن والهوية المصرية طامعة فى كرسى الحكم.

الدرس المستفاد أن المعركة لم تنته بعد وما زالت موجودة بمفردات مختلفة والخصم الحقيقى هو الوعى المنقوص والمزيف.