رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«راسبوتين الجماعة».. فضائح «يشيب لها الولدان» فى تاريخ الإخوان

الإخوان
الإخوان

قرابة قرن من الزمان عمدت فيه جماعة الإخوان الإرهابية إلى رسم صورة لنفسها لونت بالزهد والتقوى، وغلفتها بإطار "الإسلام" مختصة نفسها بالدفاع عنه دون غيرها من الجهات وعلى رأسها الأزهر الشريف، وعنونتها "الدين لنا والكفر للجميع"، إلا أنها كانت في حقيقة الأمر "شبكة" لاصطياد الأعضاء وتجنيد الشباب، قبل أن تفضح سياساتهم الشيطانية، وناهيك عن أطماعهم السياسة، فقد أفرزت فضائح جنسية وأخلاقية "يشيب لها الولدان"، على حد تعبير منشقون عنها.

طارق رمضان و«الجنس بالتراضى"
بعد إنكار لنحو عامين، اعترف الداعية الإسلامي طارق رمضان، حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بـ"الزنا"، أو "ممارسة الجنس بالتراضي" مع اثنين من أربع نساء اتهمنه بالاغتصاب.

وأصاب اعتراف رمضان الكثيرين من مؤيدي الجماعة بالصدمة، لاسيما المسلمين في أوروبا، بينما لم يحرك هذا الاعتراف مشاعر الدهشة، لدى العالمين ببواطن جماعة الإخوان، لاسيما أن رمضان الذي يطلق عليه وصف "راسبوتين الإخوان الجديد" تيمنًا بمن سبقه وعلى رأسهم عبدالحكيم عابدين، زوج شقيقة البنا.

"عابدين" كان صاحب أكبر وأول فضيحة أخلاقية في تاريخ الجماعة، استحق بها الحصول على لقب "راسبوتين الإخوان"- راسبوتين راهب روسي أطلق عليه لقب "إله الجنس" نظرًا لارتباط اسمه بفضائح كثيرة-، بسبب التحرش بنساء الجماعة خلال الخمسينيات من القرن الماضي.
ووفقًا لدراسة صادرة من مركز الشرق الأوسط للدراسات، فإن "عبدالحكيم عابدين" كان شخصًا شديد الالتزام في الظاهر لا يمكن أن تتطرق إليه أي شبهة أخلاقية، علاوة على ذلك فهو من المؤسسين الأول للجماعة ومن أوائل من بايعوا المرشد العام حسن البنا، وهو أيضًا زوج شقيقته، لذلك فما أن دعا إلى إنشاء نظام "التزاور" بين أسر الإخوان لتعميق الترابط والحب بينهم وبعضهم البعض، لاقى المقترح ترحيبًا كبيرًا، وأوكلت إليه مهمة تنظيم هذه الأمور والإشراف عليها ومتابعتها، فكانت هناك لقاءات أسرية وزيارات متبادلة بين الإخوان وبعضهم البعض في المنازل بدعوى تأليف القلوب.

وفي العام 1945، بدا واضحًا للعيان أن هذا النظام حمل في طياته العديد من الفضائح الأخلاقية التي وصفها بعض الإخوان أنفسهم بأنه يشيب من هولها "شعر الوليد"، وأصبح "عابدين" معروفًا بـ"راسبوتين الجماعة"، ولم يكن أمام المرشد إلا الأمر بإجراء تحقيقات مكتوبة معه بمعرفة بعض كبار أعضاء الجماعة، والتي لا يعرف أحد أين ذهبت وثائقها، وقال بعض الإخوان عنها في مذكراتهم إن "عابدين" كان يتمرغ في الأرض ويبكي وينهار، وهو يواجه بالتهم البشعة الموجّهة إليه، وبعد انتهاء التحقيقات، التي أكد الكثير منهم أنها انتهت إلى إدانة واضحة، اختار "البنا" التكتم على الأمر مع حل نظام الأسر وتصفيته، لكن مع ذلك ظل صاحب نفوذ واسع في الجماعة حتى بعد اغتيال حسن البنا.

- وزير إعلام مرسي
أثناء حكم الجماعة في مصر، تولى الصحفي والقيادي في الجماعة صلاح عبدالمقصود، منصب وزير الإعلام، وأطلق عليه لقب "المتحرش باسم الحكومة"، بسبب ارتكابه 3 وقائع تحرش جنسي لفظي بالصحفيات والإعلاميات، منهن الإعلامية السورية زينا يازجي.

وبسبب تماديه في التحرش الجنسي، أطلقت حركات نسائية حملات لإقالته من منصبه، ونظمت وقفات احتجاجية، من أجل الضغط على الرئيس الراحل محمد مرسي، لعزله، لكن لم يستجب أحد، إلى أن اندلعت ثورة 30 يونيو 2013، وأسقط الشعب المصري حكم الجماعة.

في منتصف العام 2012، أثناء تولي الإخوان السلطة، انتشرت مقاطع فيديو جنسية لقيادي في الجماعة هو رشاد عبدالغفار، ظهر فيها مع فتاة في أوضاع إباحية، إلا أنه زعم تلفيق هذا المقطع له لابتزازه.

وقال مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدار الإفتاء المصرية، إن اعترافات طارق رمضان، عضو التنظيم الدولي للإخوان، وحفيد حسن البنا، مؤسس الجماعة، بممارسة الزنا مع سيدتين من السيدات الأربع، اللواتي اتهمنه بـ"الاغتصاب"، توضح "مدى زيف الشعارات التي يدعيها أعضاء تلك الجماعة".

أشار المرصد في تقرير، أمس الثلاثاء، إلى أن الاعتراف غير الكامل من قِبل طارق رمضان وإقراره بوجود علاقات حميمية بالتراضي التام مع المدعيتين الرئيستين عليه، واعترافه بأنه كذب لحماية نفسه وأسرته، هو بمثابة تعرية جديدة لأفراد وقيادات تنظيم الإخوان، الذي أساء أشد الإساءة إلى الإسلام وإلى الجاليات المسلمة في الغرب، وعاث فسادًا في مجتمعات الشرق، مشددًا على أن الحياة المزدوجة والمضطربة التي لا تتماشى مع معايير الأخلاق الإسلامية التي يدّعيها رمضان وأعضاء الإخوان أصبحت لا تنطلي على أحد بعد انكشاف حقيقة التنظيم.